بين سيوف «داعش» وطائرات القتل الجماعي

بين سيوف «داعش» وطائرات القتل الجماعي

بين سيوف «داعش» وطائرات القتل الجماعي

 العرب اليوم -

بين سيوف «داعش» وطائرات القتل الجماعي

طلال سلمان

يغمر طوفان الدماء المهدورة غيلة المشرق العربي وبعض المغرب، ولا ملجأ.
يتوالى انهيار الدول التي أقامها المنتصرون، في الحرب العالمية الأولى وفي غياب أهلها، بالفتنة التي استولدتها غربة الأنظمة الحاكمة بالسيف عن شعوبها.
يلتئم مجلس وزراء الخارجية العرب في المبنى الجميل الذي أقيم على أنقاض ثكنات لجيش الاحتلال البريطاني لمصر، والذي أريد منه أن يجسّد التوجّه نحو الوحدة، والباقي شاهداً على الفرقة والنزعة الانفصالية وانهيار الدول المؤسسة.
يغيب العديد من الوزراء ممّن شطبت الحرب الأهلية ونزعة الانفصال دولهم المركزية وتركت مصيرهم لريح الخارج، والخارج خوارج!
تظلل شعارات «الدولة الإسلامية في العراق والشام» اجتماع المجلس الفاقد نصابه. لا العراق هنا ولا سوريا. اليمن على حافة الانهيار كدولة. ليبيا تتنازعها مشاريع دول بعدد آبار النفط فيها وبحسب مواقعها. لدول الجزيرة والخليج أن يتباهوا «بجامعتهم الخاصة» التي أطلقوا عليها «مجلس التعاون الخليجي».. وهم يتحكّمون بنصاب الجامعة العتيقة ومقرراتها. الأمر لمن يعطي، وهم أهل عطاء لمن يطيع أما من عصا وأبى واستكبر فلدولته حصار التجويع والعصابات الإرهابية المسلحة... من ذلك أنهم يفرضون ممثلين للمعارضة السورية التي هجرت السلاح أو سُحب منها تأديباً جزاء فرقتها، واستُغني عنها عبر استيلاد عصابات القتل الجماعي في بلاد الشام وصولاً إلى حدود لبنان الشرقية عند عرسال.
تحلّق الطائرات الحربية المن دون طيار في السماء العربية المفتوحة لها بالطلب الذي بلغ أحياناً حد الرجاء والتوسل: خذوا ما شئتم، استقلال الدولة، وحدة الشعب والأرض، تاريخ البلاد، وأنقذونا من أنفسنا. أنقذوا السنّة من الشيعة. أنقذوا الشيعة من السنّة! أنقذوا الأقليات من الأكثرية. قسّموا الأكثريات أقليات... وفّروا للإيزيديين والكلدان والأشوريين المأوى. نحن أعجز من أن نحميهم. هم التاريخ. مَن يريد الماضي؟ نحن نبيع الحاضر بالمستقبل فماذا ينفعنا مجد الماضي! خذوه إلى متاحفكم. أعطوا كل أقلية كيانها المستقل. ليكن لبنان هو النموذج. فيه الجمال بأنواعه في الطبيعة والنساء والجبال التي تكاد تبلغ الغيم. وفيه مراكز المال بالتسهيلات كافة، وسواء أجاء مهرباً أم ثمناً للمخدرات أم من السوق السوداء بأشكالها جميعاً. لا يهم فمصارفه حصن أمان له ولنا.
... ولكن احموا لنا لبنان! احموه منا، قبل أن تحموه من داعش والنصرة. وقبل، احموه من «حزب الله». لقد نفخنا في داعش والنصرة لقتال هذا الحزب الإيراني. لكننا نريد لبنان لنا، فساعدونا على مكافحة الإرهاب فيه ونحن مستعدون لدفع التكاليف. سلّحوا الجيش وابعثوا إلينا بالفواتير. نحن لها!
لكن القاهرة مشغولة بهمومها الثقيلة.. فمن يهتم لما يُقال في جامعة الدول العربية، خصوصاً وأن معظم المتكلمين يعيدون خطباً قديمة ومكررة، أو يقولون غير ما يضمرون، أو يكتفون بهز الرؤوس وليفسّر كلٌ هذا «الهز» وفق رغبته أو حاجته أو ارتباطاته.
... والدماء المهدورة تغطي الأرض العربية، وقوافل من تنفذ فيهم «داعش» أحكام الإعدام تملأ الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي.
مع ذلك تثبت هذه الشعوب أنها، وبرغم كل ما دبّر فيها ولها من فتن اصطنعت بها المذابح، أنها أقوى من القتلة، أنظمة حاكمة وقوى ظلامية عاتية، ومعها قوى التدخل الأجنبي.
يكفي أن نستمع إلى أهل الشهداء في شمال لبنان أو في بقاعه ممّن أعدمهم «داعش» حتى نتأكد أن الشعب أعظم تمسكاً بوحدته، وأكثر تعلقاً بأرضه، ممّا يقدّر «الخبراء» في اصطناع الفتنة وممّا يخطط مستثمرو الحرب الأهلية للوصول إلى السلطة ولو على حساب وحدة البلاد وأهلها.. على اتساع الأرض العربية.

 

arabstoday

GMT 01:00 2024 الأحد ,07 تموز / يوليو

الأقدام تتقدم

GMT 00:54 2024 الأحد ,07 تموز / يوليو

انتخابات رئاسية لا معنى لها في إيران

GMT 00:49 2024 الأحد ,07 تموز / يوليو

هل يمكن مقارنة الانتخابات؟

GMT 00:45 2024 الأحد ,07 تموز / يوليو

الجنسية السعودية و«الرؤية»

GMT 00:40 2024 الأحد ,07 تموز / يوليو

إصلاحيو إيران والمقولات المغلوطة

GMT 00:34 2024 الأحد ,07 تموز / يوليو

انتخابات بريطانيا... حقائق خلف الأرقام

GMT 00:25 2024 الأحد ,07 تموز / يوليو

هل يلحق بزشكيان بخاتمي ورفسنجاني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين سيوف «داعش» وطائرات القتل الجماعي بين سيوف «داعش» وطائرات القتل الجماعي



نجوى كرم تُعلن زواجها أثناء تألقها بفستان أبيض طويل على المسرح

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 07:43 2024 السبت ,06 تموز / يوليو

اكتشاف السبب الكامن وراء الصداع النصفي

GMT 08:04 2024 الأحد ,07 تموز / يوليو

غلاق محتمل لموانئ نفطية بسبب العاصفة بيريل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab