تهجير عرسال تمهيدًا لدولة الساحل

تهجير عرسال تمهيدًا لدولة الساحل؟

تهجير عرسال تمهيدًا لدولة الساحل؟

 العرب اليوم -

تهجير عرسال تمهيدًا لدولة الساحل

علي الأمين

استعدادات حزب الله لمعركة جرود عرسال مستمرة، وهي تستكمل معركة القلمون السورية المستمرة، حيث نجح حزب الله في تحقيق تقدم على اكثر من تلة وعلى امتداد جغرافي تجري عمليات تحصينه من خلال شقّ خطوط امداد، عبر شبكة طرق تساعد حزب الله على صيانة سيطرته في اكثر من قمة على امتداد القلمون الغربي.

يؤكد متابعون مقربون من حزب الله ان عملية القلمون الاخيرة تستهدف تثبيت الامساك بمناطق سيطر عليها حزب الله في الآونة الاخيرة من جهة، وتأمين خطّ دفاع متقدم داخل الاراضي السورية غايته حماية خطوط امداد حزب الله الى الاراضي السورية من جهة اخرى. وهذا مقدمة لمنع تسلل عسكريي المعارضة السورية، الى الاراضي اللبنانية لا سيما الى منطقتي بعلبك – الهرمل.

لذا في حسابات حزب الله فان قرار القضاء على الوجود العسكري السوري المعارض في جرود عرسال قد اتخذ. والاستعداد جار لتوفير الارضية السياسية لخوض هذه المعركة. وكما قال السيد حسن نصرالله في خطابه الاخير، انه اذا لم يقم الجيش بواجبه في طرد المسلحين فان اهالي المنطقة هم من سيطردهم من الاراضي اللبنانية.

وبحسب المعطيات السياسية التي برزت في اليومين الماضيين، من الواضح ان تيار المستقبل لا يريد للجيش اللبناني ان يكون رهن ارادة حزب الله في ادارة المواجهة مع المجموعات المسلحة. وكان موقف الرئيس سعد الحريري واضحا امس بأنه سيتصدى لأي محاولة "توريط لبلدة عرسال وللجيش معاً". علما ان ما نقل عن قيادة الجيش امس هو ان الجيش يمسك بزمام الامور في محيط عرسال، مع تأكيده على ان دوره هو حماية الاراضي اللبنانية.

تطويع عرسال وعزلها عن محيطها اللبناني والسوري هو ما يتخوف منه اهالي عرسال كما يؤكد اكثر من طرف في البلدة الاكبر في البقاع. وثمة تهويل يمارس على البلدة باعتبار ان ابناءها يشكلون بيئة حاضنة للاجئين السوريين ولابناء البلدات السورية في القلمون. هؤلاء الذين يقولون ان حزب الله هجرهم منها وابرزها مدينة القصير. الى غيرها من عشرات البلدات التي يعتقد سكانها اللاجئون في عرسال انهم ممنوعون من العودة اليها لأسباب مذهبية. في ظل مخاوف متنامية لدى النازحين من تلك المناطق، من عملية تغيير ديمغرافي يستهدف السنّة، عبر تدمير ممنهج يحول نهائيا دون عودة ابناء تلك المناطق الى بلداتهم. لذا تشير المصادر من داخل عرسال الى ان تشتيت اللاجئين السوريين المقيمين في عرسال ومحيطها هو هدف استكمال عملية تغيير هوية القلمون.

هذه المخاوف تتنامى داخل عرسال ايضا بسبب ما يفصح بعض ابنائها عن امكانية تعرضهم لسبب او لآخر لعملية تهجير. خصوصا مع عملية الفرز المذهبي والتخفيف من الوجود السني من القلمون الى بعلبك - الهرمل. ومع كلام متنام عن ان حزب الله يعمل على تطهير منطقة القلمون. ذلك انها المنطقة التي تصل القنيطرة والسويداء جنوبا بمناطق الساحل السوري حيث يشكل الجيب السني في القلمون والزبداني ثغرة في عملية استكمال اقليم الأقليات السوري الممتد على طول الحدود اللبنانية الشرقية - الشمالية. وهو الاقليم الذي تتحدث عنه اطراف محلية ودولية ومنهم مسؤولون روس (الخطة ب) انه سيكون دويلة النظام في حال سقطت دمشق بيد المعارضة السورية.

وفي هذا السياق فان الكتلة البشرية التي تستوطن عرسال ومحيطها من اللاجئين السوريين، والتي تتجاوز الخمسين الفا، الى جانب ابناء بلدة عرسال، ينظر اليها على انها كتلة بشرية، بلبنانييها وسورييها، معادية للنظام السوري ولحزب الله، لكنها في الوقت نفسه محاطة ببيئة شيعية داعمة لخيار النظام السوري ولقتال حزب الله في سورية. من هنا فان خطر تمدد القتال على قاعدة مذهبية يبقى امرا قائما، وهو كان ليحصل ويمتد لولا ان تيار المستقبل شكل قوة ضاغطة للحدّ من نشوء قوة مسلحة سنيّة على الاراضي اللبنانية، ووضع رصيده السياسي والمعنوي في مؤسسة الجيش.

من هنا يشكل موقف تيار المستقبل حتى اليوم عنصر كبح ولجم للخيارات المسلحة في البيئة التي يمثلها. لكن مع تورط حزب الله في هذه الرمال المتحركة فان عدوى نقل خطوط التماس المذهبية اصبح امرا واقعا. والسبب الداعم هو شح الخيارات الوطنية اللبنانية حيال الأزمة السورية.

علما ان الاسئلة عن انتصار حزب الله حتى داخل هذه المنطقة اللبنانية تزداد مع عدم قدرته على الحسم في القلمون لا الامس ولا اليوم ولا غداً.

arabstoday

GMT 07:45 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 07:27 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 07:25 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّما المَرءُ حديثٌ بعدَه

GMT 07:23 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!

GMT 07:21 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سفينة العراق والبحث عن جبل الجودي

GMT 07:18 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

متغيرات في قراءة المشهد السوداني

GMT 07:16 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

حتى يكون ممكناً استعادة الدولة

GMT 07:13 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تهجير عرسال تمهيدًا لدولة الساحل تهجير عرسال تمهيدًا لدولة الساحل



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab