حزب الله في خريف قيادته

حزب الله في خريف قيادته

حزب الله في خريف قيادته

 العرب اليوم -

حزب الله في خريف قيادته

علي الامين

 حزب الله بات امام ضرورة تحديد وظيفته الوطنية وتجديدها. ليس هيّناً على حزب الله ان يبدو مربكاً حيال جمهوره وقاعدته الحزبية. فالثورة السورية تستمر في استنزافه بسبب انزلاقه غير المحسوب في الاحداث السورية، ولأن هذا الانزلاق بدأت تداعياته في الشكوى والتململ، تتسرب الى بيئته الشيعية وقاعدته الحزبية. فالدم اللبناني الذي سال ويسيل دفاعا عن النظام السوري لا يحظى باعتداد من قبل اهالي القتلى كما حال عوائل شهداء الاحتلال الاسرائيلي. القتلى الى ازدياد وتشييع عناصر حزب الله الذين يسقطون في سورية يزيد من توتر الآباء والامهات، ويطرح تساؤلات واحتجاجات لدى بعض اهالي المقاتلين في الحزب عن أحقية وجدوى سقوط ابنائهم في سورية. فكلما تمّ تشييع احد المقاتلين او دفنه، في قرى البقاع والجنوب او في الضاحية الجنوبية لبيروت، ازداد التململ والتساؤلات وبدأ الاهالي يسألون عن ابنائهم الحزبيين: اين هم؟ لماذا هم في سورية؟ ما حاجة بشار الاسد الى أبنائنا؟ في ميس الجبل في قضاء مرجعيون، تمّ تشييع احد قتلى حزب الله في الاراضي السورية قبل ايام، لم تكن ردة فعل عائلته تسليمًا بمباركة ولي الفقيه وقيادة حزب الله لـ"شهادة" الابن، كما كانت تجري العادة مع شهداء المقاومة. مر التشييع في ظل استنفار امني من قبل عناصر حزب الله كخطوة لتلافي تنفيذ تهديدات كان البعض من عائلة الضحية تجرأ على توجيهها ضد الحزب. فلم توفر مقولة "الدفاع عن حرمة مقام السيدة زينب (ع) السبيل لتهدئة النفوس. فهذا المقام، الموجود منذ مئات السنين، لم يمس او ينتهك. وعلى فرض انه مهدد فهو ليس اعظم عند المسلمين الشيعة من الكعبة الشريفة في مكة. تلك التي وقف رسول الله محمد (ص) يوما ونظر اليها قائلا: "ما اعظمك واعظم حرمتك عند الله؟! والله للمؤمن أعظم حرمة منك". فهل يبرر هذا الافتراض هذا الحجم من المغامرة التي ينطوي عليها ادعاء حماية "المقام" من قبل مواطنين لبنانيين في ارض سورية وما يمكن ان يسببه ذلك من تداعيات على المؤمنين وغير المؤمنين؟ اوليس ذلك مدعاة لانتهاك حرمات وتجاوزاً لقواعد بين الناس او بين الدول تعارفوا وتعاهدوا عليها؟ احدى الامهات وهي تحاول الاطمئنان عن مصير ابنها الحزبي، لمعرفة ان كان موجودًا في سورية او لبنان، قالت لها قريبتها في محاولة للتخفيف عنها "انه اذا كان في سورية فهو بحماية السيدة زينب، فأجابتها: "ما عأساس بدها حماية... هيي بدها تحميه او هوي بدو يحميها". بات جلياَ ان انغماس الحزب في الميدان السوري يزيد من الاثقال على كاهل بيئته، ويشرع الابواب على الفتنة التي بدأت ترسم خريطتها في الجسد اللبناني، وينذر بالمزيد في الآتي من الايام. الخطر الاسرائيلي يصير هامشيا في الوعي اللبناني العام والشيعي تحديدا، امام سيل الإشاعات والتعبئة المذهبية التي خرجت من عقالها. الاستنزاف السوري لحزب الله قد يكون الاخطر في تاريخه، لأن مراوحته على هذه الحال بدأت تكشف ما كانت المقاومة ضد الاحتلال، ولو من دون قتال، تخفيه وتؤجله. إذ ليس خافيا ان حزب الله يعاني، الى مشاكل الفساد التي كشف عن جزء منها، شرخاً يتنامى بين قاعدته الحزبية وقيادته. فالقيادة وهي العائلة المؤسِّسة مستمرة من دون تغيير يذكر. لا تجديد في القيادة ولا تداول للمسؤوليات. وهذا وحده كفيل بتعزيز الفروقات والبيروقراطية وازدياد الشرخ مع تنامي الامتيازات ونظام المصالح الطبقية. ولا تشكل مبادرة الحزب الاخيرة، في اجراء تحقيق على مدار ساعتين مع جميع المنتسبين اليه، لمعرفة طبيعة وظيفة كل عنصر ومسؤول، ولتحديد ممتلكاتهم المنقولة وغير المنقولة، واعمالهم خارج مؤسسسات الحزب.. كل ذلك لن يوفر الحصانة له، على اهميته. فحزب الله بات امام ضرورة تجديد وظيفته الوطنية ورسم نظام اولويات ينطلق من مصالح وطنية بالدرجة الاولى، خصوصًا أن الاحداث السورية اظهرت ما كان يحاول اخفاءه او يخفف منه في السابق، اي طبيعة العلاقة مع ايران. وهي علاقة باتت في حاجة الى اعادة ترتيب يخرج الحزب من صورة "الاداة"، التي باتت تتقدم على صورة الحزب اللبناني المقاوم. نقلاً عن جريدة "البلد"

arabstoday

GMT 13:39 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تقاتلوا

GMT 13:37 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

لبنان.. عودة الأمل وخروج من الأسر الإيراني

GMT 13:33 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ليلى رستم نجمتنا المفضلة

GMT 13:31 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ظاهرة إيجابية بين الأهلى والزمالك

GMT 13:28 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

سوريا بعد الأسد واستقبال الجديد

GMT 13:26 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

معضلة الدستور في سوريا

GMT 13:25 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

انتخابات النمسا وأوروبا الشعبوية

GMT 13:23 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

الموسوس السياسي... وعلاج ابن خلدون

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حزب الله في خريف قيادته حزب الله في خريف قيادته



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 16:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ضربات أمريكية لمنشآت بمحافظة عمران اليمنية

GMT 15:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الأهلى القطرى يعلن تجديد عقد الألمانى دراكسلر حتى 2028

GMT 14:49 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الاحتلال يقتحم عدة بلدات في القدس المحتلة

GMT 02:00 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

حرائق ضخمة في لوس أنجلوس تجبر الآلاف على إخلاء منازلهم

GMT 14:26 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

"الخارجية الفلسطينية" تدين جريمة الاحتلال فى جنوب شرق طوباس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab