حوار حزب الله – المستقبل يسمي الرئيس

حوار حزب الله – المستقبل يسمي الرئيس

حوار حزب الله – المستقبل يسمي الرئيس

 العرب اليوم -

حوار حزب الله – المستقبل يسمي الرئيس

علي الأمين

يتنافس حزب الله وتيار المستقبل على اظهار الوفاء كل لحليفه المرشح لرئاسة الجمهورية. ادبيات المستقبل السياسية ذهبت، بعد تبنّي ترشيح الدكتور سمير جعجع، الى تأييد أي مرشح يتفق عليه القادة المسيحيون تحت مظلة بكركي، لمزيد من توكيد ان المستقبل ليس في وارد فرض رئيس لا يحظى برضى بكركي وبأكثرية مسيحية. فيما حزب الله سلّم العماد ميشال عون قراره في شأن الرئاسة، حين دعا كلّ من يريد البحث في الشأن الرئاسي من خصومه السياسيين الى التوجه نحو الرابية والاتفاق مع العماد عون.

قام الحزبان اللدودان في الطرف المسلم بواجباتهما، كلّ تجاه حليفه المسيحي بشكل خاصّ، وفي اتجاه المسيحيين عموما. وان كانت الخطوات متفاوتة بين "المستقبل" و"حزب الله" تجاه بكركي. كلا الطرفين سيقول إنّه كان وفيّا لحليفه، بل قدّم كلّ ما يمكنه تقديمه من دعم وتأييد وترويج من اجل انجاح معركة حليفه، سواء بالسعي إلى المشاركة في جلسات الانتخاب التي بلغ عددها 15، كما فعل تيار المستقبل، او بالامتناع عن المشاركة وتعطيل 14 جلسة كما فعل حزب الله تضامناً مع مرشحه ميشال عون.

وبعد ستة اشهر على استمرار الفراغ في الرئاسة الاولى لا تغيير في الاصطفاف النيابي... والنتيجة الثابتة ان لارئيس، الا اذا حصل تغيير ما بين الاصطفافين، يكسر المعادلة المعطلة لحساب انتخاب رئيس تتوافق عليه الاغلبية، او أن نشهد انخراطا في معركة انتخابية طرفاها عون وجعجع ولا ثالث لهما، كما اقترح الجنرال قبل ايام، واعترض النائب وليد جنبلاط وبعض النوّاب. مبادرة العماد عون، وان كانت تنطوي على محاولة للخروج من عقدة التعطيل، او تقاسم عبء التعطيل مع سواه، كشفت ايضا عن "نقزة" عون من ان يدفع هو ثمن العجز عن انتخاب رئيس للجمهورية، وبالتالي فقد أعلن "تنازله" عن مطلب أن يكون "المرشّح التوافقي" لدى المسلمين، وأبدى استعداده لخوض منافسة انتخابية مع جعجع فقط.

موقف الجنرال عون ومبادرته الاخيرة ترافقت مع الحديث المتنامي عن حوار مرتقب بين تيار المستقبل وحزب الله، يحضّر له الرئيس نبيه بري بشكل علني ويدعمه جنبلاط بشكل خفي في الرأي والمساعي. علما أن الشكوك لم تزل مقيمة حيال انعقاده. وبانتظار ما سيعلنه الرئيس سعد الحريري في هذا الصدد غداً، خلال إطلالته التلفزيونية على محطة LBCI، لن يقلّ قلق الجنرال عون حيال ما أبداه الامين العام لحزب الله حول استعداد حزبه للحوار مع تيّار المستقبل. خصوصاً أنّه جاء في اعقاب نعي الجنرال حواره مع "المستقبل".

يدرك عون، كما جعجع والرئيس امين الجميل والنائب سليمان فرنجية، انّ حوار "المستقبل" وحزب الله، فيما لو تمّ، ستكون الرئاسة المسيحية الاولى في صلب جدول اعماله، مُعلَنة او مُضمَرة. وبعدما حيّد معدّو خطة الحوار بين الطرفين اللدودين بند انخراط حزب الله في سورية من جدول الاعمال، فذلك أدرج بقوّة إغواء جسم مسألة الرئاسة الاولى. وهو استدرج الطرفين الى الحوار بعدما ثبُت أنّ شخص الرئيس ليس بنداً يمكن المقايضة عليه اقليميا ودوليا. فلسان حال الدول الكبرى الى اللبنانيين: "إنتخبوا رئيسا وأكملوا عقد المؤسسات الدستورية، فما كان لكم من اهتمام قبل الأزمة السورية هو غيره اليوم"... والثابت أنّه ليس من دولة في العالم تبدي اهتماماً ببذل جهد استثنائي لإقناع المسؤولين اللبنانيين بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية.

اللعبة اليوم لبنانية بامتياز، والعجز المسيحي في مقاربة الاستحقاق بعنوان وجودي ووطني يفضحه مظهر القدرة لدى الطرف المسلم، المنقسم عاموديا على التصدّي لهذه المهمة. حزب الله عينه على تيار المستقبل بعدما تقطّعت او تهمّشت كلّ قنوات تواصله مع البيئة السنية العربية. وهو بالتأكيد لن يتخلّى عن حليفه العماد ميشال عون ولديه وسائل شتّى لارضائه. ولن يكون شريكا في اتفاق يبدو عبره الجنرال كالزوج المخدوع. كذلك سيكون حال المستقبل مع حليفه جعجع. وتيار المستقبل يدرك أنّ التوتر والتصعيد في علاقته مع حزب الله مكلف له اكثر من المواجهة السياسية، ولو بشروط دولة منقوصة.

بعدما بارك السفير السعودي عواض العسيري أيّ مسعى للحوار، من عين التينة أمس، داعيا إلى فصل الأزمة في لبنان عن أزمات المنطقة، وبعد الموقف الايراني المشجّع على الحوار بين اللبنانيين، إلى جانب المواقف الدولية الداعمة لخيار التهدئة في لبنان، يمكن توقّع نتائج إيجابية لهذا الحوار، وأوّلا ملء الفراغ في رئاسة الجمهورية. وأيّاً كان رئيس الجمهورية فهذا الحوار، إذا نجح، هو من سيسمّيه، وبمباركة إقليمية ودولية.

arabstoday

GMT 11:12 2025 الجمعة ,21 شباط / فبراير

كما في العنوان

GMT 11:10 2025 الجمعة ,21 شباط / فبراير

خيارات أخرى.. بعد لقاء ترامب - عبدالله الثاني

GMT 11:05 2025 الجمعة ,21 شباط / فبراير

العودة للدولة ونهاية الميليشيات!

GMT 11:01 2025 الجمعة ,21 شباط / فبراير

كويكب مخيف... وكوكب خائف

GMT 11:00 2025 الجمعة ,21 شباط / فبراير

إيران: إما الحديث أو عدمه... هذا هو السؤال

GMT 10:59 2025 الجمعة ,21 شباط / فبراير

لبنان وتجربة الثنائيات الإيرانية

GMT 10:58 2025 الجمعة ,21 شباط / فبراير

الاستعداد لمحن إعمار غزة

GMT 10:56 2025 الجمعة ,21 شباط / فبراير

تحديات ورهانات

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حوار حزب الله – المستقبل يسمي الرئيس حوار حزب الله – المستقبل يسمي الرئيس



أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:15 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

غزة.. التي أصبحت محط أنظار العالم فجأة!

GMT 06:22 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

استعادة الدولة بتفكيك «دولة الفساد العميقة»!

GMT 19:00 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

لبنان يحذر مواطنيه من عاصفة "آدم"

GMT 06:23 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

السودان... تعثّر مخطط الحكومة «الموازية»

GMT 01:14 2025 الجمعة ,21 شباط / فبراير

الإفراج عن صحفي تونسي بارز من معارضي سعيد

GMT 01:46 2025 الجمعة ,21 شباط / فبراير

انفجارات عديدة تهز العاصمة الأوكرانية كييف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab