نصر الله يتراجع أم يتموضع

نصر الله يتراجع أم يتموضع؟

نصر الله يتراجع أم يتموضع؟

 العرب اليوم -

نصر الله يتراجع أم يتموضع

علي الأمين

ماذا يعني قول الامين العام لحزب الله ان حزبه "عاجز عن مواجهة الفساد في لبنان"؟ وماذا يعني وصفه الفساد هذا بأنه اخطر من اسرائيل وان من يريد مواجهة الفساد عليه ان يتحضر لحرب اهلية"؟ في هذه المواقف التي كشفها السيد نصرالله بشفافية أمام طلاب جامعيين في حزب الله الجمعة، إنما يعكس بداية ملامح مسار ينحو الى قراءة الازمة اللبنانية من بعد داخلي بدا مهملا ومغيبا في السنوات الماضية، بقوله إن الحل في لبنان يبدأ من البحث عن حلول اقتصادية ومعالجة مشكلة الدين العام. وهو دخول يقر ضمناً أن الحكومة الحالية، التي لطالما امتدح السيد نصرالله انجازاتها، عاجزة عن مواجهة الازمات التي يفترض ان تواجهها اي حكومة، سواء في الاقتصاد أو في المال، وتحديدًا في الاصلاح ومكافحة الفساد، ذاك الذي وضع لبنان اخيرًا على لائحة الدول الخمسين التي تتصدر مؤشر الفساد في العالم. كما ينطوي على اقرار بأن حلفاءه في الحكومة ليسوا خارج دائرة الفساد، فالسيد نصرالله يعلم ان خصومه "الفاسدين" اصلاً هم خارج الحكومة، فيما يشكل هو وحلفاؤه السلطة التنفيذية التي يفترض انها صاحبة القرار والمسؤولة في آن عن ادارة عملية الاصلاح والنهوض بالبلد اقتصاديا من دون ان نقلل من اهمية مجلس النواب الذي تحوز الحكومة الاكثرية فيه. على ان ذلك لا يعفي حزب الله، الذي انخرط بحسب قول السيد نصرالله في السياسة الداخلية اللبنانية عام 2005، من تورطه في الفساد، من دون أن يعني ذلك تبرئة لخصومه، بل غاية القول في الحد الادنى ان حزب الله لم يكن افضل حالاً حينما انخرط في مؤسسات الدولة وفي البلديات، فهو اتبع طرق اسلافه واقرانه عموما، عبر ايجاد ركائز نفوذ له في مختلف الوزارات والمؤسسات العامة، اي انه دخل في اللعبة والمسار ذاته الذي انخرط فيه حلفاؤه وخصومه: المحاصصة والنفوذ داخل الدولة وعلى مختلف المستويات الادارية والامنية والقضائية. لكن السيد نصرالله، في اطلالته هذه، لم يذهب الى ما تشتهي قوى 14 آذار من استقالة الحكومة، بل أكد ان "الحكومة باقية حتى اجراء الانتخابات النيابية واستقالتها ستكون طبيعية وفي وقتها دستوريا"، مطيحا بذلك أي اوهام قد ترد إلى أذهان البعض، انها بداية انكفاء الحزب عن المشاركة في الحكومة العاجزة عن حل المشاكل الاقتصادية ومكافحة الفساد، والتحول بالكامل نحو مهمة المقاومة بمعناها التقني. اذا ما الذي يقوله حزب الله من خلال زعيمه الى طلابه الجامعيين والى بقية اللبنانيين وغيرهم؟ ثمة غياب للغة التخوين. لا بل اكثر من ذلك هو في مقاربته قضية الفساد بعيدا عن الاتهامات السياسية، والنظر اليها باعتبار ان الحرب الاهلية تنتظر من يواجهها، وفي هذا اعفاء مبالغ فيه من قبل السيد نصرالله لكل الحكومات السابقة التي فشلت في هذا المضمار، او تورطت في ادارة الفساد وتعميمه بين الطوائف منعا للاستئثار من قبل فريق اوطائفة ما. آخر الامر: ليس لدى حزب الله خيار آخر، فامام حال الانكشاف الاقليمي الذي يفرضه تصدع جبهة الممانعة، تدفعه التحولات الجارية في المنطقة نحو سياق حتمي يفرض عليه اعادة الدخول من بوابة الازمة الداخلية. وهو دخول يندرج في سياق التحصن الذاتي من جهة، وتحصين الحاضنة الاجتماعية التي تزداد الحاجة اليها مع تصدع جبهته الاقليمية بغياب سورية، وحركة حماس، تلك التي تستكمل انتقالها الاستراتيجي نحو محور آخر عبرت عنه حرب غزة الاخيرة وعودة زعيمها الى غزة احتفاء بالنصر. انجاز كانت مصر قاعدة الرحى فيه. فسورية التي خرجت من محور الممانعة عمليًا، باتت تفرض حقائق جديدة على حزب الله، بأنها مقبلة على مرحلة ليس فيها لايران ولا حزب الله ولا الشيعة دور بالمعنى السياسي. عدا ذلك، يفرض الانكشاف الاقليمي على حزب الله تعويض بعضه داخليا، ما يتطلب في المدى المنظور ايجاد تفاهم داخلي حوله بات حزب الله اكثر استعدادا له من قبل. استعداد توازيه عملية مصالحة مع قوى الربيع العربي وحركة الاخوان المسلمين في مقدمها، لمحاولة الحد من آثار وتداعيات الانخراط في دعم النظام السوري، الذي باتت اكلاف دعمه من قبل ايران وحزب الله تفوق المكاسب... اذا كان من مكاسب يمكن ان يشار اليها بعد. نقلاً عن جريدة  "صدى البلد"

arabstoday

GMT 07:04 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

كبير الجلادين

GMT 06:59 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

التغيير في سورية... تغيير التوازن الإقليمي

GMT 06:56 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحاديث الأكلات والذكريات

GMT 06:55 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هذه الأقدام تقول الكثير من الأشياء

GMT 06:51 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هل مع الفيروس الجديد سيعود الإغلاق؟

GMT 06:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

سوريا... والهستيريا

GMT 06:46 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

لا يطمئن السوريّين إلّا... وطنيّتهم السوريّة

GMT 06:44 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هيثم المالح وإليسا... بلا حدود!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نصر الله يتراجع أم يتموضع نصر الله يتراجع أم يتموضع



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:38 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
 العرب اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 07:36 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحمد سعد يعلّق على لقائه بويل سميث وابنه
 العرب اليوم - أحمد سعد يعلّق على لقائه بويل سميث وابنه

GMT 10:38 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 15:07 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

كاف يعلن موعد قرعة بطولة أمم أفريقيا للمحليين

GMT 19:03 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

فيروس جديد ينتشر في الصين وتحذيرات من حدوث جائحة أخرى

GMT 13:20 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

برشلونة يستهدف ضم سون نجم توتنهام بالمجان

GMT 02:56 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مقتل وإصابة 40 شخصا في غارات على جنوب العاصمة السودانية

GMT 07:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 08:18 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مي عمر تكشف عن مصير فيلمها مع عمرو سعد

GMT 10:42 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 09:44 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

الصحة العالمية تؤكد أن 7 ٪ من سكان غزة شهداء ومصابين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab