التصعيد الأميركي الإيراني اليونيفيل عادت رهينة حزب الله

التصعيد الأميركي الإيراني: اليونيفيل عادت "رهينة" حزب الله

التصعيد الأميركي الإيراني: اليونيفيل عادت "رهينة" حزب الله

 العرب اليوم -

التصعيد الأميركي الإيراني اليونيفيل عادت رهينة حزب الله

علي الأمين

منذ زمن طويل لم نعد نسمع عن مواجهات بين قوات اليونيفيل والأهالي. تلك المواجهات التي كانت تجري في أعقاب صدور القرار 1701 خلال حرب العام 2006. ففي العام نفسه وخلال العامين التاليين لهذه الحرب، حصلت حوادث عدّة في مناطق انتشار القوة الدولية في جنوب نهر الليطاني بسبب خلافات معلنة حول تنفيذ القرار 1701. وكان مصطلح "الأهالي" هو الإسم السري لمجموعات تابعة لحزب الله تقوم بعرقلة مهمات اليونيفيل عبر استنفار مواطنين عاديين من نساء واطفال وشيوخ لمنع جنود اليونيفل من دخول أماكن لا يريد الحزب لها أن تدخلها. وكان حزب الله يشيع بين الناس في ذلك الحين أنّ هذه القوات الدولية تنقل المعلومات عن أماكن السكن ومراكز حزبية إلى اسرائيل، إلى درجة ظهرت أصوات عدّة في ذلك الحين تطالب بخروج جنود الأمم المتحدة من لبنان.
 
ذكرتنا حادثة وقعت بين بلدتي مجدل زون والمنصوري في القطاع الغربي (قضاء صور)، الجمعة بين دورية جنود دوليين من التابعية السلوفانية مؤلفة من ثلاث مركبات وقعت في كمين "الأهالي" بحسب رواية مصادر من اليونيفيل تزامنت مع مواجهة مماثلة بين دورية إيطالية والأهالي في بلدة المنصوري. وفي رواية مقابلة فإنّ الدورية دخلت إلى إحدى أراضي مجدل زون، من دون أن يكون برفقتها دورية للجيش اللبناني، ما أثار ريبة بعض الأهالي فتصدّوا لها "حيث تجمع مجموعة من الرجال وتجمهروا في وجه الدورية الدولية التي أصيبت بالذعر، ففروا بإتجاه المنصوري، لكن اصطدمت ملالة اليونيفل أثناء فرارهم بثلاث سيارات مدنية ما تسبب بأضرار أدّت إلى توتر اضافي بينهم وبين الاهالي. كما صودف وجود دورية للكتيبة الإيطالية في المنصوري فحصل إشكال بين الأهالي وبين أفرادها".
 
ما وقع طرح تساؤلات حول أبعاد هذه الحادثة، فيما أشارت الأمم المتحدة بطريقة صريحة إلى أنّ ما جرى غير مبرر بالنسبة إليها. وبالتالي، بحسب الجهة الدولية، ثمّة من افتعل المشكلة مع دوريتي اليونيفيل. ورغم أنّ هاتين الحادثتين لم تؤديا إلى وقوع خسائر بشرية واقتصرت الأضرار على الماديات، إلاّ أنّ ما جرى يفرض نفسه اليوم وسط حال التصعيد الأميركي الإيراني الذي تشهده العلاقة بين الدولتين. أصدرت قيادة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (UNIFIL ـ يونيفيل) بياناً (الجمعة) قال أنّه "تمّ صباحاً اعتراض دوريتين تابعتين لليونيفيل في محيط منطقة المنصوري – مجدل زون (القطاع الغربي) من قبل مجموعات من الرجال العدائيين الذين حاولوا إلحاق الأذى بجنود حفظ السلام...". وأوضح البيان أنّ "جنود حفظ السلام مارسوا أقصى درجات ضبط النفس وإضطرت آليات دورية اليونيفيل إلى دفع بعض السيارات المدنية التي استخدمت كحواجز جانبية من أجل الخروج بأمان من المكان".
 
هذه الحادثة، التي حرص عدد من القيمين على اعتبارها عفوية، وغير مقصودة، كان يمكن أن تمرّ مروراً عابراً لولا ما تضمنه بيان اليونيفيل عن "رجال عدائيين تعرضوا للدوريتين وفي نفس الوقت". وهذا ما يجعل من احتمال عودة التوتر بين اليونيفيل وما يسمى الأهالي إلى سابق عهده، لا سيما أنّ مظاهر التصعيد الإيراني-الأميركي تتخذ اشكالاً من التحدي لاشكّ سيكون جنوب لبنان أحد ساحات توجيه الرسائل ضمنها. فالاستقرار القائم في الجنوب، الذي ينعم به سكان الجليل كما أهالي الجنوب، يشكل حزب الله أحد أعمدته وعنصراً أساسياً في استمرار هذا الاستقرار.
 
يمكن أن تكون الحادثتان عفويتين ويمكن أن تكونا مدبرتين، لكن مهما كان الأمر فهما تصلحان لأن تكونا رسالتين إلى من يعنيهما الأمر بأنّ أيّ مواجهة بين أميركا وإيران لن يكون لبنان بمنأى عنها ولا القوة الدولية فضلاً عن العدو الإسرائيلي.
التلويح بورقة الجنوب أو بالأحرى قلب المعادلة القائمة، يبقى رهن ما يمكن أن تتجه إليه العلاقة الأميركية-الإيرانية. علماً أنّ أيّ انفجار على جبهة الجنوب سيكون أقرب إلى عملية انتحارية أو عملية استشهادية، بحسب وصف حزب الله للعمليات الإنتحارية التي تستند غلى فتوى ولي الفقيه.
التصعيد "الترامبي" اتجاه إيران ظهر في الجنوب. واليونيفيل عادت "رهينة" حزب الله. والأيام الآتية قبل دعوة الهيئات الناخبة في بيروت ستكون مفصلية. إمّا الفوضى في لبنان، أو الاستقرار الرمادي الصعب.

المصدر: جريدة العنكبوت

arabstoday

GMT 07:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 07:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 06:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 06:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 06:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 06:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 06:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التصعيد الأميركي الإيراني اليونيفيل عادت رهينة حزب الله التصعيد الأميركي الإيراني اليونيفيل عادت رهينة حزب الله



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab