مبادرة علماء العالم الاسلامي في اسطنبول هل بدأ الحلف التركي  الإيراني

"مبادرة علماء العالم الاسلامي" في اسطنبول: هل بدأ الحلف التركي - الإيراني؟

"مبادرة علماء العالم الاسلامي" في اسطنبول: هل بدأ الحلف التركي - الإيراني؟

 العرب اليوم -

مبادرة علماء العالم الاسلامي في اسطنبول هل بدأ الحلف التركي  الإيراني

علي الأمين

على مدار ثلاثة أيام (17 – 19 تموز) عُقِدَ في مدينة اسطنبول التركية جلسات لمناقشة مشروع "مبادرة علماء العالم الاسلامي إلى تبنّي السلم والاعتدال والحسّ السليم". مبادرة نفّذتها هيئة الشؤون الدينية في تركيا، برعاية ودعم بارزَين من الحكومة التركية.
المدعوون كانوا أكثر من 100 شخصية دينية من حول العالم، يمثّلون نحو 35 دولة إسلامية. والاهتمام الرسمي التركي كان كبيراً. برز ذلك سواء في جهة حجم التحضيرات التنظيمية واللوجستية التي جرى توفيرها للمؤتمرين أو من خلال حجم المشاركة التركية. إذ تحدّث في المؤتمر رئيسا الجمهورية والحكومة عبد الله غل ورجب طيب أردوغان ووزير الخارجية أحمد داوود اوغلو.
العنوان الذي دُعيَ إليه المشاركون هو إطلاق موقف يتبعه عمل من أجل مواجهة التطرّف والارهاب، الذي يقتحم المجال الاسلامي الجغرافي والفكري والسياسي، بحسب ما قال رئيس هيئة الشؤون الدينية التركية محمد غورمز. وهو اعتبر أنّ "مسؤولية كبيرة تقع على عاتق العلماء، في العالم الاسلامي، للتخفيف من حدّة التوتر، لأنّ الدعاة أهملوا التحذير من قتل الإنسان، الذي يعتبره الإسلام قتلا للبشرية جمعاء، والتفتوا عوضا عن ذلك إلى توضيح أحكام قتل النمل".
ربما كان نجم المؤتمر رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان، الذي يحرص مناصروه الكثر على وصف خطبه هذه الأيّام بـ"خطب الخليفة". أردوغان السياسي الذي صعد السلم من موّظف صغير في بلدية اسطنبول إلى رئيس حكومة طوال أكثر من 11 سنة. وهي فترة الحكم الأهمّ في تركيا الحديثة لجهة النهضة الاقتصادية والتجارية الاستثنائية التي قادها حزب العدالة والتنمية. وأردوغان يعوّل كثيرا على دور تركيا في المنطقة، هو الذي يختزن ثقافة إسلامية عميقة طرح في كلمة الافتتاح مفهوم "الأخوّة الاسلامية" كعنوان قرآني من خلاله تقوم العلاقات بين المسلمين أنفسهم وبين الدول الاسلامية.
ليس خافيا أنّ هذه الدعوة جاءت في ظل التداعيات التي يشهدها العراق وسورية وغيرهما من دول تعاني من تفتّت المجتمعات إلى عصبيات مذهبية وطغيان هذه العصبيات على ما عداها من صراعات سياسية واجتماعية.
يؤكّد أحد المنظمين أنّ فكرة المؤتمر جاءت في أعقاب تطوّرات شهدها العراق وبعد تمدّد قوى إرهابية فوق جزء كبير من الاراضي العراقية، وما تلا ذلط من ردود فعل زادت من الخطر دون أن تحدّ من آثاره.
يمكن ملاحظة أمور عدة ضمن هذه المبادرة التركية هي التالية:
- هو أوّل مؤتمر تدعو إليه هيئة تركية رسمية على هذا المستوى لجهة طبيعة المدعوين من شخصيات اسلامية دعوية وعلمية من المذاهب الاسلامية المختلفة، لا سيما السنة والشيعة.
- الوفد الايراني كان الوفد الاكبر الى المؤتمر يرأسه مستشار مرشد الثورة الشيخ محمد علي التسخيري.
- الغياب المصري والسعودي كان لافتا عن المؤتمر. فلا حضور أزهريا ولا شخصيات وهّابية.
- كان الحضور العراقي والسوري المعارض واضحا، خصوصا من تلك الشخصيات المعادية لإيران.
- الشيخ يوسف القرضاوي حرص المنظمون على عدم دعوته شخصيا، لكن تمّت دعوة أعضاء من الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين.
- الجانب التركي كان يعمل بذكاء وحرفة لمنع انفراط عقد المؤتمر.
- المواقف السنية العراقية والسورية جاءت عنيفة ضدّ إيران في الكلمات التي ألقاها مندوبوها.
- الجانب الايراني استخدم وسيلة الصمت والتصويب على فلسطين ونصرة غزّة كوسيلة للخروج من دائرة التصويب والاتهام.
- ولأنّ فلسطين هي الداء والدواء كلّ طرف كان يتناول هذا الملف بما يثبّت وجهة نظره، لا في سبيل إنقاذ غزّة مما يصيبها اليوم.
في عدد من الحوارات التي أجريتها والدردشات مع بعض المشاركين ومنظمّي المؤتمر، بدا أنّ ثمّة شيء "يركب" بين إيران وتركيا. "شيء" يحرص الطرفان على تطوير الايجابي فيه، وتحييد السلبي منه.
فهناك الإشادة الايرانية بأردوغان التي لم تتوقّف طوال فترة المؤتمر. وهناك الرعاية التركية للوفد الايراني. وهي كانت كفيلة بنيل صبر الوفد الايراني على منتقديهم واتهامهم المباشر من قبل أحد العلماء السوريين بـ"قتل السوريين".
كما أنّ المؤتمرين خلصوا إلى إعلان "مشروع المبادرة"، وتشكّلت لجنة المبادرة من سبع شخصيات فيها اثنان من المذهب الشيعي من العراق وإيران، والبقية من مذاهب أهل السنّة. واتخذت اللجنة من اسطنبول مقرّا لها بعدما وفّرت الحكومة التركية وسائل عملها. على أن تقوم هذه اللجنة بإعداد خطة اتصالات بأطراف النزاعات، ابتداءً من اليمن وصولا إلى العراق وسورية.
ليس بالضرورة أن تحقّق هذه اللجنة نجاحا في تعميم صوت الاعتدال والعقل في ميدان الصراع، لكن ثمّة دخول تركي جديد إلى المنطقة. قد يكون طموحا، وقد لا يصير واقعا، إلا أنّ الأكيد أنّ تركيا، بحسب مسؤولين أتراك، وبحسب كلام أردوغان نفسه، قرّرت عدم الدخول طرفا في أيّ صراع مذهبي يتطوّر هنا أو هناك. إلى جانب أنّها، بالتأكيد، لن تساند الظلم ولن تقف إلى صفّ النظم المستبدة. لكنّ تركيا، التي انكفأت في المنطقة مع انكفاء مشروع الاخوان المسلمين، ها هي تحاول الدخول إليها مجددا من باب "مواجهة الارهاب والتطرف والاستبداد".
ثمة معادلة جديدة يشكّل التقارب الايراني – التركي عنصرا فاعلا فيها، يقول مسؤل تركي إنّه "سيجد ترجمته الاولى في سورية قبل العراق.

arabstoday

GMT 10:30 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مسرح القيامة

GMT 10:27 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان... و«اليوم التالي»

GMT 10:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا توثيق «الصحوة» ضرورة وليس ترَفاً!؟

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 10:16 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

«فيروز».. عيونُنا إليكِ ترحلُ كلَّ يوم

GMT 10:15 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى شهداء الروضة!

GMT 10:12 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الشريك المخالف

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مبادرة علماء العالم الاسلامي في اسطنبول هل بدأ الحلف التركي  الإيراني مبادرة علماء العالم الاسلامي في اسطنبول هل بدأ الحلف التركي  الإيراني



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
 العرب اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab