من شبعا إلى عبد اللهيان إيران نحن هنا

من شبعا إلى عبد اللهيان.. إيران: نحن هنا

من شبعا إلى عبد اللهيان.. إيران: نحن هنا

 العرب اليوم -

من شبعا إلى عبد اللهيان إيران نحن هنا

علي الأمين

التحذير الايراني الناعم الذي صدر على لسان حسين أمير عبد اللهيان، نائب وزير الخارجية الإيراني، من أن "سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد على يد تنظيم الدولة الإسلامية من شأنه أن يقضي على أمن إسرائيل"، لم يكن الاول في مضمونه. سبقه بسنوات تنبيه ابن خالة الرئيس بشار الاسد وشريكه الشهير رامي مخلوف عندما حذّر الاسرائيليين في بداية الثورة السورية منتصف العام 2011 من أن "سقوط نظام الاسد سيهدد امن اسرائيل". وفي التحذيرين، ايّا كانت هوية الجهة التي يجب ان تقلق منها اسرائيل إذا سقط الاسد، تأكيد على أن أمن اسرائيل يحفظه الاسد على رأس النظام ووجود حزب الله على حدودها في لبنان. ولا نعلم ان كان عبد اللهيان يقصد ان امن اسرائيل ستقوضه داعش أو حلفاء ايران.

وتابع المسؤول الإيراني، بحسب وكالة فارس الإيرانية السبت: "إذا أراد التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش تغيير النظام السوري، فإن أمن إسرائيل سينتهي". وكان سبقه كلام معلومات نقلها الصحافي عبد الباري عطوان منتصف الاسبوع المنصرم عن وصول الفي مقاتل من الحرس الثوري الايراني الى سورية لدعم الاسد. وهي قوة مرشحة لأن يزداد عديدها في الاشهر المقبلة، طبعاً ليس للحلول محل حزب الله بل لتخفيف العبء عنه مع الانتكاسات التي يتعرض لها في سورية ولبنان، ومن الانهاك الذي سببه انسحاب آلاف المقاتلين العراقيين نحو العراق بعد الانتكاسة العراقية امام داعش. ويؤكد خبراء عسكريون ان قوات الحرس الثوري ستندرج تنظيميا ضمن البنية العسكرية لحزب الله.

لكن لماذا يطلق المسؤول الدبلوماسي الايراني هذا الموقف؟ وما هي الاسباب التي تدفع ايران لتوجيه رسالة بهذا الوضوح؟

الثابت ان كل قوى التحالف الدولي ضد داعش تتحرك اليوم بحذر شديد، بعد ان استوفى طيرانه الحربي حاجاته في الحرب وبات واضحا ان الحاجة الى القوات البرية لصدّ تمدد هذا التنظيم امر لا مفرّ منه. وسيكون ذلك الملف الابرز لبته على طاولة اجتماع القادة العسكريين لدول هذا الحلف في واشنطن الثلاثاء. ويشكل الموقف التركي حجر الرحى في الحرب البرية، فالحكومة التركية وضعت شروطها للتدخل برّياً: منطقة حظر جوي ومنزوعة السلاح في شمال سورية، لا سيما الاكراد، واسقاط نظام الاسد، ودعم المعارضة السورية المعتدلة. في المقابل الاميركيون ليس لديهم خطة واضحة لما بعد داعش. اذ ليست المشكلة لدى الادارة الاميركية في دخول الجيش التركي او القضاء على هذا التنظيم الارهابي، بل في: ماذا بعد؟

بينما الحكومة التركية لا تريد ان تتورط في التدخل البري من دون ان يكون هناك موقف اميركي واضح من تغيير نظام الاسد. فهم لا يريدون تدخلهم البري هدية للاسد وايران. وعدم حماسة الاميركيين لتغيير سريع لنظام الاسد سببه غياب معارضة سورية تشكل بديلا. فهناك اقرار بحقيقة الثورة السورية والصوت الشعبي الرافض للنظام، لكنها مقتنعة ان هذه المعارضة لم تترجم نفسها بعد بمشروع سياسي. والادارة الاميركية تقر بوجود مجموعات ايديولوجية وارهابية غير مهيأة للمشاركة في حكم سورية، كما هو حال الرئيس الاسد والمجموعة التي قتلت العدد الاكبر من السوريين وارتكبت جرائم كبرى. وكان نائب الرئيس الاميركي جو بايدن قد اتهم في وقت سابق من هذا الشهر دولا حليفة لاميركا بانها ساهمت ماليا في نشوء هذا التنظيم ودعمه.

ليس لدى الادارة الاميركية اولوية تتقدم على القضاء على داعش، وتعمل في هذا السبيل ضمن استراتيجية خلق معادلة تقوم على موازين قوى لا تقصي احداً من دول المنطقة، في اطار اقليمي لا تغليب فيه لدولة على اخرى، مع حذر اميركي شديد من عدم الوقوع في متاهات الحرب السنيّة – الشيعية. فهي انشأت التحالف ضد داعش على قاعدة اعتدال سني في مواجهة تطرف سني، واستبعدت ايران عنه، دون ان ينطوي ذلك على استراتيجية اقصاء ايران من معادلة المنطقة بل تقليم اظافرها ليس اكثر.

بعد فشل التجربتين الايرانيتين في سورية والعراق من الاسد الى نوري المالكي، بدت ايران متفهمة وصامتة عن التدخل الاميركي في العراق وحتى في سورية، لكن في خضم الجدل داخل التحالف الدولي حول التدخل البري التركي، يبدو الرئيس الاسد الاكثر قلقا، لذا توجه ايران رسالة دبلوماسية تذكيرية هي ليست للاميركيين فحسب بل لتركيا ايضا. وهي تؤكد التشبث باﻷسد، وعلى استمرار قواعد الاشتباك في سورية ولبنان، وتعمل على ان يبقى النظام صامدا في هذه المرحلة بانتظار نضوج شروط الصفقة السياسية التي يفصلنا عنها المزيد من استقتال ايران وحزب الله لحماية اوراق القوة الايرانية في سورية وتوجيه رسائل الود والهجوم الناعم باتجاه واشنطن واسرائيل.

arabstoday

GMT 03:37 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

مجمع اللغة العربية.. الأزمة والحل

GMT 03:33 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

المدونات الفلسفية وتأثير الفن

GMT 03:30 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

ما لا نحب أن نعرفه عن القضية الفلسطينية

GMT 03:25 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

أعظمهم... وبلا موهبة

GMT 03:20 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

سينسحب «حزب الله»

GMT 03:18 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

الهجرة... وسيلة أم غاية؟

GMT 03:15 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

السعودية تعرف طريقها المرسوم

GMT 03:12 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

حرب نتنياهو: خصوصيّات غير خاصّة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من شبعا إلى عبد اللهيان إيران نحن هنا من شبعا إلى عبد اللهيان إيران نحن هنا



نجوى كرم تُعلن زواجها أثناء تألقها بفستان أبيض طويل على المسرح

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 00:04 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

عبير صبري تتعاقد على ثاني بطولاتها المطلقة
 العرب اليوم - عبير صبري تتعاقد على ثاني بطولاتها المطلقة

GMT 16:44 2024 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

قائمة تضم 14 فاكهة توفر أعلى وأقل كمية من السكر

GMT 05:52 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

عاصفة شمسية ضخمة تتجه نحو الأرض خلال ساعات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab