الإرهاب لن يدمر إسرائيل الاحتلال سيفعل

"الإرهاب لن يدمر إسرائيل.. الاحتلال سيفعل" !

"الإرهاب لن يدمر إسرائيل.. الاحتلال سيفعل" !

 العرب اليوم -

الإرهاب لن يدمر إسرائيل الاحتلال سيفعل

حسن البطل

"ثأر دم طفل صغير لم يخلقه الشيطان بعد".
"وملعون من يقول الثأر".
القولان أعلاه استشهادان من الشاعر حاييم نحمان بياليك (1873 ـ 1934) المعتبر "الشاعر القومي" في الأدب الإسرائيلي.
الاستشهاد الأول ورد على لسان بنيامين نتنياهو في جلسة للحكومة بعد اختطاف وقتل المستوطنين الثلاثة، وقبل القتل الشنيع للفتى محمد أبو خضير.
الاستشهاد الثاني ورد مطلع بيان مشترك نشرته "يديعوت أحرونوت" الاثنين 7 الشهر الجاري، ووقّعه رئيس الدولة المنصرف، شمعون بيريس، ورئيس الدولة المنتخب رؤوبين ريفلين.
في استشهادين متضاربين، لشاعر عبري لم يعش قيام الدولة، ما يغري باستشهاد من شاعر فلسطيني هو توفيق زياد: "جميع أساطير العهر النظري عن الشعب الأرقى والشعب الأدنى.. انهارت في نصف نهار" وهي جزء من قصيدة تتمدح حرب العبور العربية في أكتوبر/ تشرين الأول 1973.
لا أستطيع أن أنسب العنوان أعلاه لصاحبه، لكنه جاء في مقالة في صحيفة عبرية، تعقيباً على اختطاف المستوطنين، وقبل الإعلان عن مقتلهم، وإبّان أيام الحملة العسكرية الاحتلالية للجيش والتفتيش عن مصير المخطوفين والقبض على الخاطفين.
بين جريمتي قتل واختطاف، وصف مسؤولون إسرائيليون كبار ومعلقون، بينهم نتنياهو نفسه، خاطفي المستوطنين بأنهم "حيوانات"، وتحدثوا عن "التفوق الأخلاقي" اليهودي بما يذكرنا بادعاء "طهارة السلاح اليهودي" في وصف الجيش الإسرائيلي وجنوده.
لكن بعد اختطاف وقتل الفتى الفلسطيني، تسابق المسؤولون والمعلقون الإسرائيليون إلى "تفوق" في مجال آخر، وهو "التفوق البلاغي" حيث شجبوا ما وصفه أحدهم بـ"الحمساويين اليهود" (عاموس هرئيل ـ "هآرتس") الذي تساءل عن الحكم الأخلاقي على قتل بالرصاص لثلاثة مستوطنين فتيان؛ وعلى إحراق الفتى الفلسطيني حياً، حتى أن الوزير وزعيم "البيت اليهودي" بالذات نفتالي بينيت، كبير دعاة الضم والاستيطان دعا إلى تطبيق مشروع قانون حزبه الخاص بسجن نشطاء "على أيديهم دم" حتى آخر حياتهم على مقترفي جريمة تعذيب وقتل وإحراق الفتى أبو خضير.
ليس من شأن التفوق البلاغي التغطية على ادعاء "التفوق الأخلاقي" و"طهارة السلاح اليهودي"، لأن جريمة إحراق الفتى الفلسطيني حياً أبرزت أنه "ثأر لم يخلقه الشيطان" حسب استعارة نتنياهو من الشاعر بياليك، قادت إلى "التفوق الغريزي" في فظاعة أعمال القتل (رصاص مقابل الحرق حياً) وفي مكان قريب من مجزرة دير ياسين الشهيرة و"لنثر رماده في سماء القدس" حسب اعتراف الجناة اليهود.
صحيح أن "ما من دمٍ يعادل دماً" كما قالت، أيضاً، والدة الشاب القتيل نفتالي، لكن جوهر الأمر: "الإرهاب لن يدمر إسرائيل.. الاحتلال سيفعل" لأن الاستيطان من رحم الاحتلال، وتطرف بعض المستوطنين من رحم الاستيطان، وحكومة إسرائيل تعتبر الحجارة سلاحاً إرهابياً (بدليل التنكيل بابن عمّ الفتى القتيل) لكن الحكومة رفضت تعريف أعمال "تدفيع الثمن" كتنظيم "إرهابي"، بل "غير قانوني".
إذا قيل إن الخلية الخليلية الخاطفة عملت دون أمر مركزي من حركة "حماس"، فإن قتلة الفتى الفلسطيني تلقوا تحريضاً من أعمال "فتيان التلال" ومن بعدهم "عصابات تدفيع الثمن"، كما تلقى قاتل رئيس الوزراء رابين تحريضاً من أحد كبار الحاخامين، وحاخام صغير حرّض على الانتقام واختطاف وقتل الفتى الفلسطيني لتأكيد "التفوق الغريزي" اليهودي في الوحشية والقتل (عنوان في "هآرتس": جريمة قتل الفتى الفلسطيني فوق الإدراك!).
كان إسرائيليون قد طالبوا شرطاً للسلام بتعليم الفلسطينيين ثقافة سلام جديدة (أن يصيروا مثل الاسكندنافيين والنرويجيين!) وأن يعدلوا هذا الخلط بين حبّ أرض فلسطين وكراهية الاحتلال.
الآن، بعد تطور الصراع من حركتين قوميتين ـ كما يقولون ـ أنجزت إحداها دولتها، إلى كفاح وطني فلسطيني، إلى بداية حرب بين شعبين ومجتمعين، فإلى انتقام قبائلي يهودي، تدعو "هآرتس" إسرائيل إلى "ثورة ثقافية" تميز اليهودية عن الصهيونية عن الإسرائيلية.. وإلاّ فإن الصراع القومي سيغدو صراعاً دينياً ـ قبائلياً!
***
لنتنياهو أن يقتبس تحريضاً على الثأر من الشاعر القومي العبري، ولشمعون بيريس ورؤوبين ريفلين اقتباس معاكس.
للشاعر القومي الفلسطيني من يقتبس منه "فاخرجوا من أرضنا ... من برنا .. من بحرنا .. من قمحنا .. من ملحنا .. من جرحنا ... من كل شيء واخرجوا" أو يقتبس من آخر قصائده : "اثنان في حفرة".
أما رئيس "الموساد" الحالي، تمير باردو، فله أن يرى في النزاع مع الفلسطينيين تهديداً مركزياً لإسرائيل، يتقدم على التهديد الثوري الإيراني "نعم، التهديد الأعظم هو الموضوع الفلسطيني".
هناك على "الفيسبوك" فلسطينيون يسخرون من احتمال لجوء السلطة إلى محكمة الجنايات الدولية، ومن جدية طلب "حماية دولية"، لكن إسرائيل سوف تحاجج بجرائم حرب فلسطينية مثل "العمليات الانتحارية" وإطلاق الصواريخ على أهداف عشوائية.
يقال: "العين بالعين"، لكن يقال: "البادئ أظلم"، رغم سخف اتهام للفلسطينيين في تشجيع هتلر على إبادة اليهود؟!

 

 

arabstoday

GMT 10:36 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

أين الشرع (فاروق)؟

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

لِنكَثّف إنارة شجرة الميلاد

GMT 10:33 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

نيولوك الإخوان وبوتوكس الجماعة

GMT 10:29 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

سوريّا المسالمة ولبنان المحارب!

GMT 10:27 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

عيد بيت لحم غير سعيد

GMT 10:26 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

راغب علامة... والخوف الاصطناعي

GMT 10:24 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

الهوية وكثرة اللاعبين

GMT 10:23 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

القطيعة مع التطرف وتحديات دولنة سوريا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإرهاب لن يدمر إسرائيل الاحتلال سيفعل الإرهاب لن يدمر إسرائيل الاحتلال سيفعل



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:53 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار
 العرب اليوم - إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار

GMT 12:58 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

كريم عبد العزيز يفاجئ الجمهور في مسرحيته الجديدة
 العرب اليوم - كريم عبد العزيز يفاجئ الجمهور في مسرحيته الجديدة

GMT 07:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 15:04 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تعلن أعداد السوريين العائدين منذ سقوط نظام الأسد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab