الاسم خليل الزبن

الاسم: خليل الزبن

الاسم: خليل الزبن

 العرب اليوم -

الاسم خليل الزبن

حسن البطل

أول آذار، قبل تسع سنوات، اغتالوا في غزة واحداً من خيرة رفاق الدرب. ابنته زبيدة أعادت نشر الرثاء على صفحتها، فكلفت نفسي أن أعيد نشر متنه. * * * القتلة لا يعرفون خليل الزبن. المناضلون الجدد لا يعرفون الشهيد خليل الزبن. الفلسطينيون العاديون لا يعرفون خليل الزبن (شُبّه لهؤلاء واولئك أنهم يعرفون). .. وأنا لا أعرف، على كثرة ما رثيت، ان أكذب على نفسي، على أخي، على زوجته أم فادي، وأولاده فاطمة، زينب .. وأسمى، لا أعرف كيف أقول: "لن تذهب دماؤك هدراً؟"! سأقول لكم، للمناضلين الجدد، للمواطن العادي في المخاض العسير، ما يعرفه الفتحاويون القدامى، آباء كباراً وكوادر صغاراً: خليل الزبن أخي في سنة الميلاد، في مدينة الميلاد - حيفا. في اللجوء.. في الاعلام، في المنافي، في النضال ضد الانشقاق.. وفي "العودة". هو بعض القليل مما تبقى من الذاكرة الشفهية والمعاشة لقصة الفصيل الكاملة. هو اول اللجوء مثلي. هو طليعة العودة قبلي.. وهو واحد من آخر رعيل "الأخ من فتح". في "حرب الجبل" ضد التدخل السوري بلبنان ١٩٧٦، تاه خليل الزبن ٥٤ يوماً، او كان انسحابه الفردي - التراجعي مديداً .. بما يكفي ليأمر الأخ ماجد ابو شرار، رحمه الله، بطباعة بوستر: "الشهيد خليل الزبن" .. وفي اليوم الـ ٦٤ برز خليل في المقر الرئيس للاعلام الموحد .. وكانت الجدران مجللة بموته! في مقر "وفا" قرب حديقة المزرعة بدمشق، عقد خليل مؤتمراً صحافياً، وقال لضباط الانشقاق: "لا" للانشقاق.. وقال لاشبال المخيمات المغررين: لا تطلقوا ناراً فلسطينية على فلسطينيين. المكتب لكم.. الثورة انتم. الغد لكم. وفلسطين أمامكم. بعد الخروج من بيروت، يختار خليل "سفينة طرطوس". يرفض نزول البر بلا سلاحه الى الحافلات. يأمر رجال النظام سائقي الحافلات باطفاء الاضواء. يصرخ خليل: يا رجال النظام والظلمة، قاتلنا في بيروت في وضح النهار. اضيئوا انوار سورية في عيوننا. من دمشق يصطحب معه الى تونس المناضل النقابي السوري القيادي خالد الجندي. من تونس يصطحبه معه الى غزة. في غزة يدفنه.. ومن غزة يأتي ليعبر بنا جسر الاردن.. وحده يدبّر شؤوننا وشجوننا، مسكننا في غزة ومخصصاتنا. كانت فلسطين هي مروءة "الاخ خليل الزبن". في قبرص فطموا "فلسطين الثورة" عن ثدي الحركة والمنظمة. كانت تونس، بالنسبة لنا، هي زيارات خليل الزبن. بعد ان قتلوا ميشيل النمري في اثينا، حمل خليل شعلة "النشرة" وزادها وهجاً. قلت له: "بعدك طيب"؟ .. سبّني "الأخ" كما يسب الاخوة. شتيمة هي مقبلات الاحتضان. في ليلة جبلية صقيعية في جبال ترودوس القبرصية بكينا مع خليل الاخوة الذين سقطوا، ضحكنا على طرائفهم.. وبالامس، في مكتب المدير العام لوزارة الاعلام الأخ ابو ابراهيم، اكلنا الحزن والحسرة الكاوية، والضحك المر .. سردنا مواقفه، بطولته، طرائفه. كان خليل "رجل الموقف" في الافق المفتوح، في المنعطف الحاد، في السماء المدلهمة، في الاغوار ولبنان وسورية وتونس.. وغزة. مع العروبة ضد العروبيين مع فلسطين ضد العروبة، مع اليسار ضد اليساريين، مع فتح ضد الفتحاويين. مع الشرعية ضد المنشقين، مع الديمقراطية ضد الشرعية، مع فلسطين ضد الفلسطينيين، مع حقوق الانسان ضد منظمات المجتمع المدني. مع الأخ ضد الرفيق الكاذب والمناضل المتسلق، مع الحياة ضد الموت.. ومع الموت الأبي ضد الذل.. مع الوطن ضد العشيرة. مع الشعب ضد الفصيل. مع الحقيقة المرة ضد الكذب الحلو. مع الحلم ضد الكابوس. اي فلسطيني قتلتم أيها الفلسطينيون؟ * * * قال الشاعر الجاهلي في رثائه أخاه: "كان لي أخ وكان يعينني على نائبات الدهر حين تنوب". "حليف الندى يدعو الندى، فيجيبه سريعاً، ويدعوه الندى فيجيب". حسن البطل تاريخ نشر المقال ٣ آذار ٢٠٠٤ نقلا عن جريدة الايام

arabstoday

GMT 07:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 07:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 07:11 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 07:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 07:05 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 07:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 07:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 06:58 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الصراع الطبقي في بريطانيا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاسم خليل الزبن الاسم خليل الزبن



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab