حملة أمنية لهدف سياسي

حملة أمنية لهدف سياسي

حملة أمنية لهدف سياسي

 العرب اليوم -

حملة أمنية لهدف سياسي

حسن البطل

دخلنا نحن والإسرائيليون الأسبوع الثاني من دراما اختطاف ثلاثة إسرائيليين. ماذا يعني هذا؟ كانوا يتحدثون عن ساعات وأيام.. وحتى أسابيع. الآن، يتحدث وزير العلوم الإسرائيلي، وهو يعقوب بيري، عن حملة تستمر شهوراً.. وربما سنوات؟!
لولا أن بيري ترأس جهاز الأمن الداخلي "الشاباك" لقلنا إنه كلام على عواهنه، علماً أن حملة "السور الواقي" 2002 استغرقت عشرين يوماً، لكن عقابيلها الأمنية ماثلة حتى الآن (سقوط حصانة المنطقتين (أ) و(ب) عن الاختراق والتغلغل الأمني الإسرائيلي).
هذا يعني أن حملة عسكرية جارية، تشارك فيها عدة ألوية، ستكون أطول من حملات عسكرية إسرائيلية سبقتها ضد حزب الله وحركة حماس، علماً أن من مبادئ الجيش الإسرائيلي شن حروب خاطفة، أو قصيرة المدى.
رسمياً، تقول إسرائيل إن الحملة هي رد أمني على الاختطاف، كما تقول أيضاً إن الحملة هي رد سياسي على تشكيل حكومة وفاق فلسطينية. هل هذا صحيح؟
يقول ضابط إسرائيلي كبير في منطقة جنين إنه لا علاقة للسبب الأمني (الاختطاف) والسبب السياسي (حكومة وفاق) بالحملة الجارية، التي خطط لها منذ مدة طويلة. الخطة كانت، إذاً، في "الجارور" حتى قبل أزمة فشل المفاوضات في منتهى نيسان الماضي. الهدف إجهاض دولة فلسطين.
من كلام العسكر الإسرائيلي إلى كلام الساسة، حيث يقول يائير لبيد، وزير المالية إن أهداف الحملة ثلاثة: تحرير المخطوفين، تدمير حماس.. و"تفكيك حكومة الوحدة الفلسطينية".
سنتوقف عند الهدف الثالث السياسي، لأنه يُفصح عن نية تفشيل الخطوة الثانية للمصالحة الفلسطينية، بإجراء انتخابات، علماً أن لابيد كان قد هدد حكومة الائتلاف الإسرائيلية بالانفراط والذهاب إلى انتخابات مبكرة إن قامت بضم مستوطنات من جانب واحد.
ليس في حكومة الوفاق الفلسطينية، وهي لم تباشر عملها فعلياً في غزة (كما اعترف رئيسها رامي الحمد الله، وأيضاً عزام الأحمد الذي أدار المفاوضات مع موسى أبو مرزوق). وزراء طويلو اللسان، كما في حكومة الائتلاف الإسرائيلية.
وزير داخلية إسرائيل، جدعون ساعر، ذهب إلى الأغوار ليكرر مطالبته بضمها إلى إسرائيل. وزير الإسكان الإسرائيلي أوري أريئيل لا يتوقف عن عطاءات توسيع الاستيطان، حتى عندما تصل المفاوضات إلى ما يبدو نقطة انعطاف. وزير الاقتصاد نفتالي بينيت يطالب بضم المنطقة (ج) بدءاً من ضم كتلة "غوش عتصيون" بين بيت لحم والخليل والقدس (وبها جرى الاختطاف) وتوسيع نطاق "القدس الموحدة" من "غوش عتصيون" إلى "ميشور أدوميم" (شرقي "معاليه أدوميم"). مسؤول آخر يقول: لا تكتمل "أرض إسرائيل" بدون الخليل ونابلس.
هؤلاء وزراء من أحزاب مختلفة في الائتلاف الإسرائيلي الحاكم، لكن نواب هذه الأحزاب في الكنيست أكثر تطرفاً وبجاحة من وزرائهم.
مسموح لبعض الصحافيين الإسرائيليين، مثل جدعون ليفي، وضع الاختطاف المنسوب رسميا، إلى "حماس" مقابل اختطافات إسرائيلية.
اختطاف مصطفى الديراني مسؤول في "حزب الله"، ومعه أبرياء 2006 لكن محظور على عضو الكنيست عن "التجمع" نفي صفة "الإرهاب" عن الاختطافات الإسرائيلية، وما تبعها من سباب مقذع، سياسي وشخصي وجنسي، لنائب في الكنيست، وصل حد تهديد حياتها.
إن ما يصفه الرئيس أبو مازن "القوي عايب" يصفه بعض الصحافيين الإسرائيليين "عنجهية القوة" وقد نصف تصريحات وزراء إسرائيليين حول ضم مناطق محتلة، أو حتى كلها، بأنه "بجاحة" أو "وقاحة" أو صراحة في الإفصاح عن النوايا.
بالنسبة إلى رئيس حكومتهم، نتنياهو، فقد جاء الاختطاف واغتنمه أمنياً وسياسياً على منوال "هبّت رياحكم فاغتنموها" للخروج من مأزق الخلاف الأمني الإسرائيلي حول عمل عسكري أحادي الجانب ضد إيران، في مقابل وفاق أمني عريض على حملة الانتقام والردع الجارية في الأراضي المحتلة.
وأيضاً، استغلال اهتمام العالم بما يجري في سورية والعراق وليبيا من اقتتال داخلي وإرهاب الحركات الإسلامية الأصولية.
صحيح أن الخلاف بين "حماس" و"فتح" لا يتعلق فقط بالانقسام وإنهاء الانقسام، وإنما بخلاف أيديولوجي في الأصل، حيث كان يقول ميثاق م.ت.ف بالنضال ضد "الصهيونية" لكن ميثاق "حماس" يتحدث عن "اليهودية"، أي أن فصائل المنظمة تتحدث عن صراع قومي، بينما تتحدث "حماس" عن بعد ديني للصراع.
هذا هو سبب وصف رئيس السلطة للمستوطنين بأنهم "بشر مثلنا" وليسوا "أبناء القردة والخنازير" كما في وصف بعض الحركات الإسلامية المتطرفة التي تتطرف في وصف خلافاتها الطوائفية أيضاً.
حتى قبل الاختطاف كان الوضع في فلسطين وإسرائيل يدفع بعض الإسرائيليين للقول إن هذه البلاد "جزيرة آمنة" في حال فوضى عربية عارمة، واستمر الهدوء سبع سنوات وليس سبعة أيام، كما طالب شارون خلال الانتفاضة الثانية "سبعة أيام بلا جنازات".
هذه أيام ثقيلة وصعبة على الفلسطينيين، وربما كانت أكثر صعوبة منذ أوسلو وحتى الآن، لكنها أوضح ما يمكن للقول: هذا صراع فلسطيني ـ إسرائيلي وليس عربيا ـ صهيونيا.

arabstoday

GMT 09:21 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

الفشل الأكبر هو الاستبداد

GMT 09:19 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

حافظ وليس بشار

GMT 09:18 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

سلامة وسوريا... ليت قومي يعلمون

GMT 09:16 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

تحديات السودان مع مطلع 2025

GMT 09:15 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

«لا حل إلا بالدولة»!

GMT 09:14 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

لعنة الفراعنة

GMT 09:08 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

الأسرى... والثمن الباهظ

GMT 09:06 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

التسويف المبغوض... والفعل الطيِّب

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حملة أمنية لهدف سياسي حملة أمنية لهدف سياسي



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 05:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
 العرب اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 06:53 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار
 العرب اليوم - إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار

GMT 08:49 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل
 العرب اليوم - بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل

GMT 07:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 15:04 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تعلن أعداد السوريين العائدين منذ سقوط نظام الأسد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab