لدى إسرائيل مشكلة وجودية اسمها فلسطين

لدى إسرائيل مشكلة وجودية اسمها: فلسطين

لدى إسرائيل مشكلة وجودية اسمها: فلسطين

 العرب اليوم -

لدى إسرائيل مشكلة وجودية اسمها فلسطين

حسن البطل

كم صورة يتسع جدار ٣،٥م طولاً و٢،٧٠م عرضاً، وكل صورة بحجم ١٣ طولا و١٠ عرضاً (القياسات تقريبية) لكن جداراً امتلأ في ساحة المنارة - رام الله، وفي المكان الوحيد غير المبني (وأغلى عقار أرض في فلسطين) امتلأ بصور شهداء غزة.
لاحظت، ليلة الخميس، أن عدد الشهداء اليومي (بلغ في ذلك اليوم 123 بفعل مجزرة سوق الشجاعية) وصار يفوق عدد القتلى اليومي في دول الجوار العربي وغير الجوار، بفعل حروب اهلية - تناحرية - طوائفية - قبلية.
ذكرتني صور الجدار في ساحة المنارة، بأول وآخر معرض فني من نوعه، لمّا بلغ عدد شهداء الانتفاضة الثانية الـ ١٠٠ شهيد (لكنه تخطاها بين الإعداد للمعرض وعدد الشهداء الفعلي). يومها كتبت عن المعرض "أشياؤهم تتطاير في فضاء الذاكرة". كان لكل شهيد شيء أثير أو عفوي يذكر به، الى جانب اسمه وصورته.. بما في ذلك صندوق زجاجي يحوي مدأباً (دريل) لعامل كان في شغله لما أصابته رصاصة في بناية قرب فندق "سيتي-إن".
واضح، من لمحة سريعة للصور، بلا أسماء، على الجدار ان معظم الضحايا أطفال، واستوقفتني صورة طفلة صغيرة، ترسم على وجهها بالألوان الصورة المحببة، أي صورة قطة.
عندما تقرؤون هذه الكلمات - ان قرأتم - ستكون قائمة الضحايا الفلسطينيين، التي كانت مساء الخميس 1362 قد تصاعدت، ومعها ارتفع عدد قتلى الجيش الاسرائيلي، ومعهما "داخت" الناس بين هدنة لساعات وهدنة لأيام .. وبين مجزرة هنا وأخرى هناك!
قطاع غزة، الذي يشكل ١٪ من مساحة فلسطين - التاريخية يحتشد فيه ١،٨ مليون انسان، أي أعلى كثافة سكانية في كل كيلومتر مربع (اكثر من ٣٥٠٠ انسان)، لكن يان اليسون، نائب أمين عام الامم المتحدة، شاء أن يخاطب الاميركيين ضمناً، بقوله أن قطاع غزة في حجم مدينتي ديترويت وفلادلفيا.
"الكيل قد طفح" كما قال، فإلى أين يذهب الناس بأجسادهم ليحموا أرواحهم بعد أوامر الإخلاء الإسرائيلية؟ الى المدارس التابعة للأونروا، وهي تتعرض للقصف، او المستشفيات وهي تتعرض للقصف، او المساجد وهي تتعرض للقصف .. او الى شاطئ البحر وهو يتعرض للقصف؟!
يقول مفوض عام الأونروا، بيير كرينبول، ابلغنا اسرائيل ١٧ مرة بإحداثيات مدرسة الوكالة في جباليا، وآخر مرة قبل ساعتين من قصفها، حيث مات الاطفال وهم نيام "هذه وصمة عار على جبين العالم".
* * *
تم سلق القرار ٢٤٢ بعد حرب ١٩٦٧ (قرار اللورد كارادون البريطاني) خلال أيام، لكن خلال اسابيع يحاولون سلق قرار لوقف النار في غزة (كثرت أيدي الطباخين فشوشت الطبخة) .. ويقال أن اسرائيل تريده على منوال القرار ١٧٠١، الخاص بحرب ٢٠٠٦ بين "حزب الله" وإسرائيل. لماذا؟
إسرائيل ترى، بعد أن "جنّ رب البيت" الإسرائيلي ايهود اولمرت لاختطاف جنديين، ان الحزب ارعوى وارتدع .. وعلى حماس والمقاومة ان ترعوي وترتدع بعد العملية العسكرية الجارية باسم "الجرف الصامد".
وقد يكون حزب الله ارعوى وارتدع، لكن فلسطين غير لبنان، ومقاومة غزة الفلسطينية غير حرب حزب الله، والقرار ١٧٠١ تضمن ايضا نشر قوات دولية جنوب الليطاني، وأمر كهذا مستبعد ان تقبله في قطاع غزة، وان كانوا يتحدثون عن نشر قوات تابعة لرئاسة السلطة على المعابر، وخاصة معبر رفح.
هذه ثالث حرب إسرائيلية في / على غزة منذ آخر حرب نشبت بين "حزب الله" وإسرائيل (٢٠٠٨ و٢٠١٢ و٢٠١٤) والأخيرة تختلف عما سبقتها، ليس لأن إسرائيل اعتمدت دفاع "القبة الحديدية" الناجع ضد صواريخ المقاومة، لكن لأن الصواريخ استمرت، الى جانب "حرب الأنفاق" التي فاجأت اسرائيل.
حسب مجلة "فورين أفير" الأميركية الرصينة، فإن هذه الحرب قد تكون الأخيرة لإسرائيل ضد غزة. لماذا؟ "هناك أمران مؤكدان - تقول - الاول: إسرائيل ستكون قادرة على ادعاء نصر تكتيكي، والثاني هو أنها ستكون عانت من فشل استراتيجي. لماذا؟ لأن الخلافات الإسرائيلية، بعد الحرب، سوف تتعمق حول كيفية التعامل مع المشكلة الفلسطينية.
لإسرائيل مشكلة تدعى فلسطين، ولدول الربيع العربي مشاكل مختلفة هي حروب مذهبية وطوائفية وقبائلية حول مكانة الديمقراطية من الاستبداد، ومكانة الإسلام السياسي من الديمقراطية.
ربما كان صعود حماس عام ٢٠٠٦ بانتخابات ديمقراطية، وانقلابها بعد ذلك بعام، اول تجربة حكم إسلامي، وربما تكون هذه الحرب اول تجربة عربية لعودة الوحدة الوطنية الفلسطينية سياسياً.
* * *
الصمود الحقيقي سيكون بعد الحرب إزاء أسئلة النقد الذاتي في الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.
"ولا أستثني أحداً منكم"
تعقيباً على عمود "رام الله - غزة؛ المؤتلف - المختلف ٢٨ تموز:
Abdalrahim Zayed: بعد كل سنة وأنت سالم. اتدري يا شيخي ..؟! بت حزينا جداً منكم ايها المثقفون (ران قلوبكم ما كنتم تكسبون) ولا استثني أحداً منكم؟
من المحرر: يللا .. ارم الطفل مع مياه الشطف! (إميل حبيبي).
"نحن وحدنا"
تعقيباً على عمود الخميس 31 تموز:
Nasri Hajjaj: عبارة "نحن وحدنا" هي الترجمة لاسم الحركة الجمهورية الإيرلندية "شن فين" باللغة الغيليكية. و"شن فين" هي الجناح السياسي للجيش الجمهوري الايرلندي.

 

arabstoday

GMT 03:23 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الذكاء بلا مشاعر

GMT 03:20 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

جديد المنطقة... طي صفحة إضعاف السنّة في سورية ولبنان

GMT 03:16 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

دعوكم من التشويش

GMT 03:13 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

سوريّا ولبنان: طور خارجي معبّد وطور داخلي معاق

GMT 03:10 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الترمبية انطلقت وستظلُّ زمناً... فتصالحوا

GMT 03:07 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الثنائي الشيعي في لبنان... ما له وما عليه!

GMT 03:03 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

زوبعة بين ليبيا وإيطاليا والمحكمة الدولية

GMT 03:01 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

ترمب وقناة بنما

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لدى إسرائيل مشكلة وجودية اسمها فلسطين لدى إسرائيل مشكلة وجودية اسمها فلسطين



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - الدانتيل بين الأصالة والحداثة وكيفية تنسيقه في إطلالاتك

GMT 15:16 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

"يوتيوب" يطلق أدوات جديدة لتحسين الجودة
 العرب اليوم - "يوتيوب" يطلق أدوات جديدة لتحسين الجودة

GMT 03:07 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الثنائي الشيعي في لبنان... ما له وما عليه!

GMT 05:59 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

نموذج ذكاء اصطناعي مبتكر لتشخيص أمراض الرئة بدقة عالية

GMT 03:23 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الذكاء بلا مشاعر

GMT 10:55 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

حكومة غزة تحذر المواطنين من الاقتراب من محور نتساريم

GMT 16:09 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

أصالة تكشف تفاصيل ألبومها الجديد باللهجة المصرية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab