ماتت «دوللي» فمتى «تموت» إسرائيل

ماتت «دوللي» فمتى «تموت» إسرائيل؟

ماتت «دوللي» فمتى «تموت» إسرائيل؟

 العرب اليوم -

ماتت «دوللي» فمتى «تموت» إسرائيل

بقلم : حسن البطل

فطست النعجة المستنسخة دوللي بهرم مبكر، دون أن تدرك العمر الافتراضي للنعاج الطبيعية. ليس السؤال: هل يُؤكل لحمها أم لا، بل المسألة أن نعاجاً مستنسخة لاحقاً أكملت العمر الافتراضي لها.

إن قلنا إن إسرائيل دولة مستنسخة من الأساطير والمعجزات، وأدركت من العمر 70 سنة إلاّ قليلاً، فهل سينقصف عمرها بالشيخوخة المبكرة، أو بقدرة قادر مثل الاحتشاء القلبي، أو السكتة الدماغية؟

مصادفة، وبخدمةٍ من ذاكرة «غوغل» كنتُ قد كتبت، في مثل هذا اليوم قبل عامين، عموداً مُعنوناً: «تنقية المعجزة الإسرائيلية من الأسطورة» تعقيباً على خطبة الرئيس جورج بوش الابن في الكنيست، الذي ربط «المعجزة» بـ»الاصطفاء الإلهي» للشعب اليهودي، وعربة الأيديولوجيا بقطار الأسطرة (الميثولوجيا) في الدعوات الدينية المسيحية (المحافظون الجدد) .. فإن لعلم الأحياء (البيولوجيا) ما يقوله في علم الأحياء، هناك «النشوء والارتقاء» لداروين؛ وهناك «الطفرة» علماً أن الطبيعة تلغي 99.9% من الطفرات.
النهضة الإحيائية اليهودية، حتى إقامة دولة إسرائيل، استغرقت في الزمان قرناً ونصف القرن، أي ما يضارع النهضة اليابانية مثلاً.

ما من حاجةٍ إلى ربط الانبعاث اليهودي بقاطرة الميثولوجيا، وهذه بالاصطفاء الطبيعي، ولا ربط استنساخ النعجة دوللي وهرمها المبكر، باستنساخ إسرائيل من الحق الإلهي والأساطير الدينية والتاريخية المؤسسة للدولة.

ما دفعني لطرق الموضوع مجدّداً، هو نبوءة منسوبة إلى دراسة للمخابرات الأميركية تتوقع لإسرائيل شيخوخة مبكرة وموتاً مبكراً بالتالي، بناءً على مؤشرات وشواهد، ما من علاقة لها بعلم الأحياء والاستنساخ، ولا بالأيديولوجيا والميثولوجيا.

يمكن القول، إن الطفرة الإسرائيلية، اقتصادياً، بدأت مع سلام «كامب ديفيد» المصري، والطفرة الديمغرافية بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، والطفرة السياسية بعد أوسلو، وجميعها سياسية المنشأ، ومن ثم يشكل السلام مع فلسطين مدخلاً لنهاية حقبة دولة إسرائيل كـ»غيتو» في هذه المنطقة/ المحيط العربي ـ الإسلامي، ومن ثم تخضع لقانون «النشوء والارتقاء».

الآن، صارت النعاج المستنسخة تعيش عمرها الافتراضي كالنعاج الطبيعية، لكن إسرائيل صارت «أشبه بديناصور لاحم صغير، غير مستنسخ، ينهش في ديناصورات عاشبة ضخمة (العالم العربي) لماذا؟ لأن العاشبة والضخمة ذات جملة عصبية بليدة لا تشعر بالنهشة إلاّ بعد دقيقتين، أو قل بسبب «رخاوة» هذا العالم العربي، حتى قبل تداعيه بفعل هذا «الربيع العربي».

الآن، في الطب، يُجرّبون، مثلاً، زرع نخاع في عظام بشر صغار مصابين بداء السكري، على أمل علاجٍ ناجعٍ لاحتمال موت وشيخوخة مبكرة.

هناك سجال حول الأساطير المؤسسة للانبعاث اليهودي، ومنه حول عمر إسرائيل الافتراضي وخطأ المقارنة بين مجتمع أميركي تعدّدي من المهاجرين، ومجتمع إسرائيلي أحادي الهجرة الدينية، بما يقودنا إلى أن تآلف موزاييك أميركي وصعوبة تآلف موزاييك يهودي.. إلاّ تحت «خطر وجودي» فعلي أو مستثار!

لكن «شُذّاذ الآفاق» كما في الوصف العربي القديم لموزاييك إسرائيلي تمكن من بناء دولة مستنسخة ومزروعة في وسط موزاييك عروبي أخذ يتفكّك.

هل نيتشة هو الذي قال: «عِش تحت الخطر»؟ وهل أن السلام مع فلسطين، ثم العالم العربي، يعني أن الخطر الوجودي على إسرائيل قد تراخى وزال، ومن ثم سيكون مصير إسرائيل كمصير إمبراطوريات غزت العالم العربي، أو مصير الحملات الصليبية؟

كان الجنرال السويدي أود بول، كبير مراقبي خطوط الهدنة أوائل ستينيات القرن المنصرم، ووضع كتاباً حول «خطر السلام» على إسرائيل، ونصح العرب بتجنُّب صدامٍ عسكري مع إسرائيل، وتركها لتناقضاتها الداخلية!

لا توجد سوابق في أعمار الدول، ولو هناك حالمون وآملون و»مرجئة» عرب ومسلمون يستندون إلى سوابق حملات صليبية مثلاً، ويتوقعون لإسرائيل مصيراً كمصيرها.

هذه دولة لن تموت كموت النعجة دوللي قبل عمرها الافتراضي ولو زعموا في إسرائيل أن الانبعاث اليهودي هو تجدّد لما كان «الهيكل» قبل ألفي عام مثلاً، علماً أن علماء الأحياء اكتشفوا الـ (DNA) العام 1953، ثم وضعوا سَلْسَلة خارطة الجينيوم البشري العام 2000، الذي قال إن اليهود هم شعوب وليسوا شعباً. لا يوجد شعب نقي.

ألم يقل درويش عن الشعب الفلسطيني «يا ابن أكثر من أب» وهذه استعارة مجازية لا علاقة لها بالاستنساخ.

ما حقّقته اليهودية السياسية خلال قرنين، يصعب على النهضة الفلسطينية أن تجاريه خلال نصف قرن، مع هذا يضع الفلسطينيون معجزة صغيرة تكبر بفعل قانون الاستجابة والتحدّي، رغم أن النكبة حطّمت العمود الفقري للشعب الفلسطيني، لكن «الهولوكوست» لم يُحطّم العمود الفقري لليهودية الصهيونية العالمية.

إسرائيل ـ دولة ستعيش قرناً وقروناً، وكذا حال الشعب الفلسطيني.

لم يسقط سهواً
تعقيباً على عمود الأحد:
Nidal Wattad: عزيزي حسن: تفاجئ القارئ دائماً، سأُلفت عنايتك إلى ثلاث روايات صدرت في مرحلة مصيرية، هي الانتفاضة الأولى. ثلاث روايات نُشرت في كتاب «فلسطين الثورة» عن «أدب الانتفاضة»: زغاريد الانتفاضة، لمحمد وتد، والطريق إلى بيرزيت لأدمون شحادة، وأحمد محمود وآخرون لزكي درويش، وكلها صدرت من الداخل الفلسطيني، أيضاً.

• ذكرتُ أربعة نماذج كأمثلة غير حصرية؛ ومن ثم فإن هذه الروايات الثلاث تتطلب دراسات أدبية أعمق وأوسع من عمود صحافي. شكراً.

arabstoday

GMT 06:49 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

كــلام طيــش

GMT 04:17 2021 الأربعاء ,25 آب / أغسطس

.. لكن أفغانستان «قلب آسيا»!

GMT 06:46 2021 الأحد ,22 آب / أغسطس

الـقـبـر ظـلّ .. فـارغــاً

GMT 07:47 2021 الجمعة ,20 آب / أغسطس

إشارة شطب (X) على أخمص البندقية؟

GMT 16:41 2021 الأحد ,11 إبريل / نيسان

ثلاث حنّونات حمراوات

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماتت «دوللي» فمتى «تموت» إسرائيل ماتت «دوللي» فمتى «تموت» إسرائيل



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 05:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
 العرب اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 12:58 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

كريم عبد العزيز يفاجئ الجمهور في مسرحيته الجديدة
 العرب اليوم - كريم عبد العزيز يفاجئ الجمهور في مسرحيته الجديدة

GMT 07:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 15:04 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تعلن أعداد السوريين العائدين منذ سقوط نظام الأسد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab