مونوبولي، كونسلتو ومايسترو

مونوبولي، كونسلتو.. ومايسترو!

مونوبولي، كونسلتو.. ومايسترو!

 العرب اليوم -

مونوبولي، كونسلتو ومايسترو

بقلم - حسن البطل

"ما كل طير يؤكل لحمه". هذا اقتباس عرفاتي كان يردده في المرحلة البيروتية. بعض الصيد يتم بكواسر النسور، ولا أعرف هل أن دولة شعارها النسر الأصلع ربما، كانت خلال المرحلة البيروتية من حياة الكفاح المسلح الفلسطيني، تريد للنسر الأميركي أن يصطاد لها الطير الفلسطيني لصالح البومة الإسرائيلية.

كان الوسيط الأميركي فيليب حبيب قد قال: أميركا تنفذ قراراً دولياً في الخروج الفلسطيني المسلح من لبنان. فاوض الفلسطينيون الوسيط، حتى كان الخروج المشرف بحراسة دولية لمواكبة سفن الخروج.

كانت اتفاقية مبادئ أوسلو نتيجة مفاوضات مباشرة فلسطينية ـ إسرائيلية، لكن أميركا صارت عرّابة اتفاقية دولية، ثم صارت أميركا في كامب ديفيد 2000 تحتكر دور لعبة "مونوبولي"، ثم صارت بعد انهيار العراق في دور "المايسترو"، لما تشكلت الرباعية المدريدية غطاءً لغزو العراق واحتلاله.

"الصفقة" صارت "صفعة" في تعبير رئيس السلطة، ويقول قنصل كبير عربي إن الموقف الصلب للسلطة من الصفقة ـ الصفعة شكل نوعاً من "مفاجأة" سياسية فلسطينية، فتذكرنا اقتباس عرفات: "ما كل طير يؤكل لحمه"!

بعد خطاب الاعتراف الترامبي، أوغل ترامب في قوله: "رفعنا القدس عن طاولة المفاوضات"، وكان قبل خطاب الاعتراف، قال إن المستوطنات ليست هي المشكلة، وبعد احتكام فلسطين لتصويت مجلس الأمن، حيث كانت أميركا الصوت الوحيد المعارض، ثم التصويت في الجمعية العامة بغالبية كاسحة أكثر من الثلثين، وامتدت العقوبات الأميركية من السلطة إلى الشعب الفلسطيني بخصوص "الأونروا".

وجدت الإدارة الترامبية صعوبة في حشد تأييد دولي أو عربي لصفقة ـ الصفعة، لتطويع الموقف الفلسطيني الصلب المنحاز للشرعية الدولية والقانونية، الذي أحرج الإدارة الأميركية جداً.

الموقف الآن، صار كما لو أن الأميركيين يستجدون الفلسطينيين أن يعاودوا الاتصال بهم.

بدلاً من زعم ترامب أن الاستيطان ليس هو المشكلة، عاد البيت الأبيض إلى قول إدارة أوباما وما سبقها من أنه "عقبة أمام السلام".

ركز الإسرائيليون على قول أبو مازن "يخرب بيتك" لترامب، لكن بمعنى أنك تكذب في قولك إن الفلسطينيين ضد المفاوضات.

إلى ذلك، نفت الإدارة الترامبية أن تكون أخذت علماً بنية نتنياهو ضم كتل ومستوطنات، وحثت إسرائيل على التشاور معها قبل إقامة مستوطنة أخرى جديدة.

الأمر لا يتعلق بتسمين مستوطنات قائمة أو "شرعنة بؤر" ولا ربطها في شكل كتلة، ولا توسيعها بذريعة الاستجابة للازدياد الطبيعي في سكانها.

أوضح الفلسطينيون موقفهم: نريد مواكبة وآلية للمفاوضات، عن طريق توسيع "الرباعية" على غرار اتفاقية فيينا بين ايران وخمس دول في مجلس الأمن + ألمانيا، وتوسيع إطار اتفاقية فيينا لضم دول إقليمية، أيضاً.

نحن "نساوم" أميركا بقوة الشرعية الدولية والقانونية، لتكون الصفقة ـ الصفعة ليس لعبة "مونوبولي" أميركية ـ فلسطينية، حيث يمكن القفز فيها خطوات والتراجع خطوات، بل أن يكون الحل نوعاً من المؤتمر الدولي في دور "كونسلتو" كما هو الأمر إذا احتاج مريض إلى عملية جراحية دقيقة.

يستطيع "المايسترو" في عزف "كونشترو" أن يحرك عصاه، لكن لن يخرج عن "النوطة" التي هي، هنا، الشرعية القانونية ـ الدولية.

العالم مليء بالشركات متعددة الجنسية اقتصادياً، وكذا صار يعتمد القوات متعددة الجنسية، وانتهى العالم من دور القطب الوحيد المقرر دولياً، إلى عالم متعدد الأقطاب.. لكن أميركا تشكل بالنسبة إلى إسرائيل القطب الوحيد.

نحن نعارض دور الاحتكار الأميركي، ولا نعترض على دورها في حل دولي، ولو كانت أميركا تقوم فيه بدور المايسترو، ولكن العزف يكون على "نوطة" الشرعية الدولية والقانونية، وأميركا هي التي خرجت عنها.

"خذها أو اتركها" هكذا كانت تبدو الصفقة ـ الصفعة، والفلسطينيون رفضوا إملاء الأخذ، والفرض، لكن لم يتركوا صفقة حلّ عادلة.

فلسطين ليست "جمهورية موز" ولا بلاد النفط والغاز، ولا هي طرف في مشاريع الأحلاف الإقليمية الجديدة، ولكنها ببساطة مفتاح السلام الإقليمي، على كثرة الحروب الإقليمية وتعدد تحالفاتها وأطرافها.

يقول ذلك الدبلوماسي الرفيع والقنصل إن الموقف الفلسطيني كان مفاجئاً، لكنه يقول، أيضاً، ما هو أهم: ليس لأميركا خبرة أوروبا في شؤون المنطقة وشعوبها، بل لديها خبرة في أمور حكام دولها. الصفقة خلطت بين موازين القوى وميزان العدالة.

حرامية!

جيش الاحتلال اقتحم مصنع "مكيفات بيسان" قرب طول كرم، وصادر فقط سيرفرات الإنتاج. لماذا؟ لأنه ينافس مصنع "تاديران" الإسرائيلي للمكيفات، التابع للجيش الإسرائيلي.

كتب المحرر الاقتصادي، الزميل جعفر صدقة، هذا الجيش يحمي مهرّبي البضائع، ومافيا المقاصة، والمخدرات.. وفي خدمة رأس المال الإسرائيلي.

حصل في أريحا

اعتقل جيش الاحتلال فتاتين فلسطينيتين ترتديان الزي العسكري الإسرائيلي، ومعهما مسدس.

حصل في جنين

جندي وجندية وصلا بعربتهما العسكرية إلى وسط جنين. حاصرهما الشباب بالحجارة وشجّوا رأس واحد منهما، وتدخل الأمن الفلسطيني لإخراجهما وإعادة السيارة/ ثم إعادة بندقية صادرها الشباب.

سيقول البعض: هذا "تنسيق أمني" لكن هكذا هي الاتفاقيات، وهكذا هو انضباط الأمن الفلسطيني، وعربدة جيش الاحتلال، الذي يدعي أنه "الجيش الأكثر أخلاقية".

المصدر : جريدة الايام

arabstoday

GMT 06:49 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

كــلام طيــش

GMT 04:17 2021 الأربعاء ,25 آب / أغسطس

.. لكن أفغانستان «قلب آسيا»!

GMT 06:46 2021 الأحد ,22 آب / أغسطس

الـقـبـر ظـلّ .. فـارغــاً

GMT 07:47 2021 الجمعة ,20 آب / أغسطس

إشارة شطب (X) على أخمص البندقية؟

GMT 16:41 2021 الأحد ,11 إبريل / نيسان

ثلاث حنّونات حمراوات

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مونوبولي، كونسلتو ومايسترو مونوبولي، كونسلتو ومايسترو



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
 العرب اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 06:36 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
 العرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 06:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
 العرب اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 15:04 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تعلن أعداد السوريين العائدين منذ سقوط نظام الأسد
 العرب اليوم - تركيا تعلن أعداد السوريين العائدين منذ سقوط نظام الأسد

GMT 21:53 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025
 العرب اليوم - زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو
 العرب اليوم - الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 20:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 02:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

النيران تلتهم خيام النازحين في المواصي بقطاع غزة

GMT 17:23 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنتر ميلان الإيطالي يناقش تمديد عقد سيموني إنزاجي

GMT 16:59 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يتوعد الحوثيين بالتحرّك ضدهم بقوة وتصميم

GMT 17:11 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة الجزائري يوقف حكمين بشكل فوري بسبب خطأ جسيم

GMT 02:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل

GMT 06:45 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

انفجار قوي يضرب قاعدة عسكرية في كوريا الجنوبية

GMT 17:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

.. قتلى في اصطدام مروحية بمبنى مستشفى في تركيا

GMT 11:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 06:35 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تعليق الرحلات من وإلى مطار دمشق حتى الأول من يناير

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 10:53 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

شام الذهبي تعبر عن فخرها بوالدتها ومواقفها الوطنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab