بقلم : حسن البطل
عقوداً من السنوات، تأخر اعتراف أميركا بـ «توحيد» القدس بقرار من الكنيست، وقرابة عقدين تلكأت إدارات أميركية، جمهورية وديمقراطية، في تطبيق قرار الكونغرس نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس.
بفاصل قصير، وقّع رئيس «صفقة القرن» مرسومين رئاسيين بالاعتراف بضم إسرائيل للقدس، ونقل سفارة بلاده إليها، ثم الاعتراف بسيادتها على الجزء المحتل من الجولان السوري.
خلال شهور وسنوات، ربط ترامب إعلان إدارته وطاقم «الصفقة» موعد الإعلان عنها وفق مواعيد إسرائيلية، يتعلق معظمها بالانتخابات الإسرائيلية، خاصة انتخابات نيسان للكنيست 21، ثم لانتخابات أيلول للكنيست 22.
قبل عشرة أيام من انتخابات أيلول، توقع نتنياهو أن تعلن إدارة ترامب الشق السياسي من «الصفقة» بعد يوم واحد من نتائجها، فبادر، قبل أسبوع من الانتخابات، إلى تنفيذ «نيته» فرض السيادة الإسرائيلية على غور الأردن، وشمال البحر الميت، فور فوزه فيها.
ا
لأميركيون استمهلوا تحويل «نية» الضم الجديد إلى إجراء فعلي حتى إعلانهم الشق السياسي من «صفقة القرن» هذه، أي بعد أسبوع أو أسابيع من نتيجة الانتخابات الإسرائيلية، وربما تشكيل الحكومة الجديدة.
بين انتخابات نيسان، وفشل نتنياهو في تشكيل حكومة أكثر يمينية من سابقاتها، كان السفير الأميركي لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان لوّح بقبول الإدارة الأميركية فرض السيادة الإسرائيلية على الكتل الاستيطانية، فأعلن نتنياهو أن الكتل والمستوطنات خارجها ستبقى تحت سيادة إسرائيل، وأنه لن يتم إخلاء حتى بؤرة استيطانية واحدة.
حتى قبل أوسلو هذه، وبعد احتلال إسرائيل للضفة الغربية، وضع «العمالي» ييغال ألون خطة وبموجبها يبقى الغور هو الحدود الأمنية لإسرائيل، علماً أن غولدا مائير قالت في حينه إن الحدود السيادية هي «حيث يقف الجنود». حدود أمن، وحدود سيادة، وحدود ميزان ديمغرافي..!
صدرت تعقيبات عربية ودولية فورية على نية ضم الأغوار، لكن أهمها قول مسؤول أميركي إنه لا تغيير «في الوقت الراهن» على سياسة الولايات المتحدة الأميركية.. ربما بانتظار نتيجة الانتخابات الإسرائيلية، لكن رئيس السلطة صرح من فوره بأن سائر الاتفاقيات والالتزامات ستنتهي حال فرض السيادة الإسرائيلية على أي جزء من الأراضي الفلسطينية، وأننا سندافع بالوسائل المتاحة كافة مهما كانت النتائج!
أوسلو أعلنت في أيلول 1993، وماتت بعد إعلان ترامب «صفقة القرن»، فإذا زكّت واشنطن مواقفها على «نية» نتنياهو لضم الأغوار والكتل، فإن أيلول الجاري سيكون دفن أوسلو.
تشكل منطقة الأغوار 25 - 35 % من مساحة الضفة، وتشكل المنطقة (ج) حتى 60% من مساحتها، ويسعى المستوطنون للسيطرة على معظم الينابيع في المنطقة (ب)، إلى سيطرة الاحتلال على 80% من المياه الجوفية في الضفة، إلى السيطرة على كل مياه نهر الأردن.
مرة أخرى، تدعو ردود الفعل الرسمية العربية على «نية» ضم الأغوار المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته. ماذا عن تحمّل مسؤولياتها هي إزاء العلاقة مع إسرائيل والولايات المتحدة؟ أما ردود الفعل الفلسطينية فهي تدعو دول الاتحاد الأوروبي إلى مسارعة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مادامت تدعو إلى «حل الدولتين».. وحتى الآن، لم يتم تنفيذ القرارات العربية بشبكة أمان مالية لدعم صمود السلطة الفلسطينية؟
إدارة ترامب سايرت إسرائيل بخصوص القدس والجولان، فإن سايرت نتنياهو بخصوص الأغوار، فإن «صفقة القرن» ستكون سلاماً إسرائيلياً ـ أميركياً.
الأمّية في فلسطين
مع افتتاح السنة الدراسية الجديدة، تم افتتاح 24 مدرسة أخرى خلال العام 2018 ـ 2019، أي بمعدل مدرستين كل أسبوع.
في إحصائية أخرى للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، جاء أن نسبة الأمّية في فلسطين من أقلّ النسب العربية والعالمية، فهي كانت 13,9% العام 1997 وانحدرت إلى 2,8% العام 2018.
طبعاً، هناك فارق بين «أمّية الحرف» و»أمّية القراءة» والأخيرة تبقى قليلة بالنسبة إلى معدّل القراءة العالمي.
حسن البطل