ثلاث حركات

ثلاث حركات

ثلاث حركات

 العرب اليوم -

ثلاث حركات

بقلم : حسن البطل

 1 ـ "لافاييت" سياسي لفلسطين؟
من العلم الفرنسي ثلاثي الألوان، اشتقّت دول أوروبية عديدة ألوان أعلامها الوطنية؛ ومن علم الثورة العربية الكبرى رباعي الألوان، اشتقّت دول عربية عديدة ألوان أعلامها الوطنية.

لألوان أعلام الدول وأشكالها تُعطى تفسيرات، لكن للثورة الفرنسية، التي كانت عودة أوروبية لديمقراطية اليونان الإغريقية، ثلاثة شعارات: الحرية. المساواة. الأخوة.

تحت لواء هذه الشعارات، حارب الجنرال الفرنسي "لافاييت" من أجل استقلال أميركا عن الاحتلال الإنكليزي، ولاحقاً، أهدت فرنسا لأميركا تمثال الحرية الشهير.

كان الرئيس الاشتراكي المثقّف، فرانسوا ميتران، أول رئيس أوروبي يستقبل في قصر "الأليزيه" رئيس م.ت.ف ياسر عرفات. سُئل فقال: سيتبعني آخرون!

العام المقبل 2017 لن يخوض الرئيس الاشتراكي، فرانسوا هولاند، انتخابات تجديد رئاسته لفترة ثانية، كما أن البيت الأبيض سيشغله رئيس جمهوري محافظ، بعد فترتي حكم لرئيس ديمقراطي مثقّف.

إذا انتخب الفرنسيون رئيساً يمينياً يخلف هولاند الاشتراكي، فسيكون في الحكم ثلاثة رؤساء يمينيون في بريطانيا (بريكست) وأميركا.. وفرنسا.

في مثل هذا اليوم، قبل ثلاث سنوات، كتبت عموداً مُعنوناً: "أميركا تحتكر دور القاضي، والمحامي.. والسمسار حول المسألة الفلسطينية ـ الإسرائيلية". لكن منذ عام ويزيد، تحاول باريس تنظيم ما يشبه مؤتمر مدريد الدولي 1991، وفيه انصاع اسحاق شمير إلى "مذكرة جلب" أميركية، تحت تهديد نادر من وزير الخارجية، آنذاك، جيمس بيكر.

من مؤتمر مدريد، حتى الجولة التاسعة لخلفه، جون كيري، 2014، احتكرت واشنطن دور القاضي، والمحامي.. والسمسار في مساعي السلام الفلسطيني ـ الإسرائيلي.

كان وزير خارجية فرنسي سابق، قد هدّد إسرائيل باعتراف باريس بالدولة الفلسطينية، إذا عرقلت وأفشلت مشروعاً فرنسياً لإنقاذ "الحل بدولتين" الذي اقترحه الرئيس بوش ـ الابن.

تراجعت باريس عن تهديدها لإنجاح مؤتمر دولي تحضيري عقد بمشاركة 25 وزير خارجية (و28 وفداً دولياً) في حزيران المنصرم.

خلال نصف عام، والدبلوماسية الفرنسية تعمل على تنظيم مؤتمر دولي، قيل إن عقده متوقع في 21 الشهر الجاري، وأن الدعوات ستوجه إلى 70 دولة لحضوره.

لم تحضر فلسطين وإسرائيل المؤتمر التحضيري، الذي كان احتفالياً ولثلاث ساعات على هامش مؤتمر آخر، وحضره كيري لالتقاط الصور، وغاب عنه نظيره الروسي لافروف.

بين "التحضيري" و"الموسع"، قبلت فلسطين ورفضت إسرائيل اقتراحاً روسياً لعقد اجتماع ثنائي بإشراف الرئيس بوتين.

نتنياهو استبق المؤتمر الفرنسي ـ الدولي الموسع، واشترط للقاء قمة فلسطيني ـ إسرائيلي، اقترحته باريس في اليوم التالي للافتتاح، بإلغاء المؤتمر الدولي، واستبداله بمؤتمر إقليمي إسرائيلي ـ عربي!

الوقت ضيق، ومسألة عشرة أيام، خلالها على باريس أن تحسم الأمر في إلغاء أو تأجيل.. أو عقد مؤتمر دون "مذكرة جلب" فرنسية لرئيس حكومة إسرائيل.

هناك من يرى في تصريحات كيري الأخيرة المتشائمة من إسرائيل دليلاً على تنسيق فرنسي مع واشنطن لحضور المؤتمر.

باريس تحاول طمأنة إسرائيل بأنها لن تخترع شيئاً جديداً لمرجعيات الحل الثلاث: قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية، وخارطة الطريق، ومنها ستقترح جدولة زمنية لخطوات الحل، وبها تذهب إلى مجلس الأمن، وإليها تستند خطوة سياسية أميركية موضع ترقُّب!

المؤتمر الدولي نوع من حماية سياسية دولية لحل الدولتين، لأن المفاوضات المباشرة غير متكافئة بين فلسطين وإسرائيل. على ذلك، فإن فلسطين تحتاج من باريس دوراً سياسياً كالدور العسكري الذي لعبه "لافاييت" في استقلال أميركا.. قبل أن يخسر الاشتراكيون انتخابات الرئاسة.

2 ـ تمثال لأوباما في رام الله؟

بكره، ينطلق أول حوار سياسي "استراتيجي" فلسطيني ـ أميركي، مع كبار إدارة أوباما الراحلة مطلع العام، وربما مع كبار إدارة ترامب.

يقولون: هذه انطلاقة نحو علاقات ثنائية، كما كانت حوارات السفير بلليترو مع قادة م.ت.ف في تونس انطلاقة نحو علاقات واشنطن بالمنظمة. ستشمل الانطلاقة الجديدة، مجالات شتّى ثنائية، في مقدمتها المجال السياسي.

قبل هذا بأيام، وجّه كيري اللوم المباشر، غير المعتاد، لسياسة إسرائيل إزاء "حل الدولتين"، ووضع الرئيس اوباما قانون تأجيل نقل السفارة الأميركية إلى تل أبيب ستة شهور أخرى معتادة منذ قرار الكونغرس 1987 بنقلها. ومن المرجّح أن تستجيب إدارة اوباما لإلغاء قرار بفرض قيود على حركة دبلوماسيي مكتب م.ت.ف في أميركا.

تفعل أميركا ما تقوله عن "علاقات استراتيجية" مع إسرائيل، والآن تبدأ "حواراً استراتيجياً" مع فلسطين، لكن السؤال هو موقع هذا الحوار من سياسة أميركية جديدة تجاه دولة فلسطين نحو الاعتراف بها، فإذا فعل اوباما خطوة كهذه، قد ترد فلسطين الجميل بإطلاق اسمه على شارع آخر، إضافة لشارع يحمل اسم الفتاة الأميركية راشيل كوري، وربما إقامة تمثال له، كما هناك تمثال لمانديلا، الذي قال: "حرية جنوب أفريقيا منقوصة دون حرية فلسطين. هل يقول اوباما: إن حل الدولتين يعني دولة فلسطينية".

3 ـ لا فرصة إلى "لبيد"

في استطلاع رأي أخير، تساوت مقاعد "يوجد مستقبل/ يش عتيد" مع مقاعد الليكود ـ نتنياهو، فطالب الأول بانتخابات مبكرة. كاد يتفوق "الاتحاد الصهيوني" على الليكود في آخر انتخابات، لولا فزعة نتنياهو: "العرب يتدفقون على الصناديق بسيارات اليسار"!

الآن، اتفق نتنياهو مع بينيت على تأجيل شرعنة البؤر، ريثما يتصرف اوباما، ويحل مكانه ترامب، خشية أن "يبقى" الأوّل بحصة جديدة في موضوع "الحل بدولتين".

.. علماً أن نتنياهو أكثر حظاً من لبيد وسواه في تشكيل ائتلاف يميني، والمهم أن "القائمة المشتركة" وحدها بين أحزاب إسرائيل التي تحافظ على عدد مقاعدها في كل استطلاع.

المصدر : صحيفة الأيام

arabstoday

GMT 06:49 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

كــلام طيــش

GMT 04:17 2021 الأربعاء ,25 آب / أغسطس

.. لكن أفغانستان «قلب آسيا»!

GMT 06:46 2021 الأحد ,22 آب / أغسطس

الـقـبـر ظـلّ .. فـارغــاً

GMT 07:47 2021 الجمعة ,20 آب / أغسطس

إشارة شطب (X) على أخمص البندقية؟

GMT 16:41 2021 الأحد ,11 إبريل / نيسان

ثلاث حنّونات حمراوات

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثلاث حركات ثلاث حركات



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
 العرب اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 06:36 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
 العرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 05:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
 العرب اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 06:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
 العرب اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 09:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

إرهابى مُعادٍ للإسلام

GMT 21:53 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025

GMT 17:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله بن زايد يبحث آخر التطورات مع وزير خارجية سوريا

GMT 09:50 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أزمات قانونية تنتظر عمرو دياب في العام الجديد

GMT 09:42 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 21:50 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

دنيا سمير غانم تشارك في موسم الرياض بـ مكسرة الدنيا

GMT 00:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

لبنان يتعهد بالتعاون مع "الإنتربول" للقبض على مسؤول سوري
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab