الشام «فوتو كوبي» أو «فوتو شوب»

الشام.. «فوتو كوبي» أو «فوتو شوب» !

الشام.. «فوتو كوبي» أو «فوتو شوب» !

 العرب اليوم -

الشام «فوتو كوبي» أو «فوتو شوب»

بقلم : حسن البطل

..وأخيراً، تذوّق صاحبي شيئين أو ثلاثة من نكهة شامية باقية في ذاكرة اللسان: 
أكواز صبر باردة على لوح ثلج في نواحي شارع ابو رمانة آخر الليل. نكهة بوظة بكداش في سوق الحميدية ظهرا، التي تختلف كثيراً عن نكهة بوظة ركب ـ رام الله؛ وقليلاً عن بوظة بكداش في عمّان.. وثالثاً، ما وصفه بـ «أطيب مازة شامية» مع كأس عرق سوري فاخر!

صاحبي، الفلسطيني السوري ـ المسيحي، الذي غادر الشام في ثمانينيات القرن المنصرم، عاد إليها ضيفاً على زملاء مدرسته، التي كان اسمها «معهد اللاييك» وصار «معهد الحرية» في شارع بغداد بسهولة حصل في الحدود السورية ـ اللبنانية على «فيزا» مقابل 84 دولاراً بصفته يحمل جوازاً أوروبياً، فلم يسأله اللبنانيون عن جوازه الفلسطيني، ولم يسأله السوريون عن وثيقة سفره السورية ـ الفلسطينية القديمة!

في المعلومات التاريخية القديمة، أن المرأة السورية حصلت على حق الترشيح والانتخاب قبل أن تحصل عليها السويسرية، التي دخلت سورية بجوازها السويسري. أما في المعلومات التاريخية الراهنة، فقد حصلت السعودية على رخصة قيادة السيارة.

ماذا عن المرأة السورية، بعد سبع سنوات من الحرب ـ الاحتراب؛ الدمار ـ الخراب؟ في الجامعات السورية، وخاصة جامعات دمشق، صارت نسبة الطالبات الإناث إلى الذكور هي 20% لصالح الإناث! هذا متوقع قليلاً، لأن الإناث يغلبن الذكور في المدارس والجامعات الفلسطينية. لكن نسبة العاملات الإناث في المطاعم والمقاهي، الشامية خصوصاً، تشهد طفرة، سواء كنّ محجّبات أو سافرات. الشباب إمّا إلى الجيش، وإمّا «فراريّه» من خدمة العلم.

في الحضارات القديمة كانت الأولوية هي الدفاع عن المدن ضد الغزاة، منذ كانت المدينة ـ دولة. ألم يقل خليفة عباسي متأخر، إبّان الغزو المغولي: «بغداد تكفيني»، وسبق قال خليفة عباسي متقدم: «اذهبي يا سحابة أَنَّى شئتِ فإن خراجك لي»!

في حرب المدن، خلال الحرب السورية، تحدثوا عن خراب حلب، ثاني مدن سورية، وأولى مدنها الصناعية ـ التجارية، لكن هذا الخراب كان نصيب 20% من حلب سيطرت عليها المعارضة، حتى تم تحريرها.

ماذا عن دمشق الشام؟ حاجز واحد على طريق بيروت ـ دمشق، والطرق الموصلة إلى دمشق عريضة ـ حديثة ـ مضاءة مع إشارات ضوئية، يفتقدها طريق بيروت ـ الحدود السورية؟

حيثما سيطرت المعارضة المسلحة على مدن غير رئيسة، مثل تدمر، حطّمت الآثار القديمة أو نهبت المتاحف، لكن في الشام، وبشكل خاص في المتحف الوطني، حيث رسم دخوله للسوريين 75 ل.س والأجانب 500، وضعوا بعض الآثار القيّمة في حاويات إسمنتية لحمايتها من شظايا القصف.

عاش صديقي حال بيروت وقت الحرب الأهلية، حيث كانت الحياة تدبُّ في قسم، والخراب والموت يعمُّ في قسمٍ آخر، لكن سير الحياة اليومية، وأسواق المدن، والجامعات والمستشفيات، ومعظم المراكز الثقافية، بما فيها «دار الأوبرا» تسير سيرها المعتاد، والشيء الأبرز أن الجامعات الحكومية بخاصة بقيت مجانية، وكذلك الاستطباب والصحة، ومؤسسات الدولة بقيت شغّالة، خلاف المؤسسات الحكومية اللبنانية وقت الحرب الأهلية.

السنوات الصعبة كانت عامي 2014 ـ 2015، والآن فإن الكهرباء في دمشق منتظمة، وكذا إمدادات المياه، لكن الرواتب لم تنقطع عن موظفي الدولة حتى في حلب وإدلب، ومناطق سيطرة المعارضة.

الآن، شعور الناس أن المرحلة الأصعب قد مرّت، لكن الهجرة الداخلية من الأرياف إلى المدن جعلت فنادق الشام ملأى تماماً، وأمّا الهجرة الخارجية فقد طالت حوالي ربع سكان سورية، معظمهم إلى دول الجوار.

ما الذي تغيّر في الشام؟ جبل قاسيون يبقى منطقة مغلقة أمام الزوار، وكذا تم نصب شبك حديدي تحت الجسور على مجرى نهر بردى، لمنع قوات المعارضة من التسلُّل.

بردى لم يعد بردى القديم، فقد جفّت روافده قبل دمشق، وجفّ مجراه في دمشق، وصار أشبه بمجرور مياه آسنة، بسبب زيادة السكان أولاً، وبسبب تعطُّل محطة التنقية شمال المدينة.

كان نهرا طوله 70كم شريان حياة للغوطتين بروافده وفروعه، وكان يصبُّ في بحيرة الهيجانة، في أطراف الغوطة الشرقية.. الآن، يكاد يموت بعد دمشق.

عليك أن تذهب إلى ما بعد الربوة الشهيرة حتى ترى شيئاً من المياه في بردى القديم.

الزملاء القدامى في معهد الحرية ـ اللاييك صاروا في خريف العمر، ولسان حالهم: المهم هو الدولة وليس النظام، بينما حال الكثيرين من العرب خارج سورية هو النظام والحزب ورئيس الدولة.

تبقى مسألة سيطرة المعارضة على مناطق في الغوطة الشرقية، بعد استعادة النظام لمناطق الغوطة الغربية، يعود الأمر، جزئياً، إلى حفارات إيرانية أبقاها مشعل في مخيم اليرموك وبعض المناطق، وأعطاها للمعارضة لحفر الأنفاق. أخيراً، اعتذر أسامة حمدان عن هذا، لكن الحكومة والنظام رفضوا اعتذاره.

يمكن للفلسطينيين السوريين من رعايا السلطة أن يزوروا سورية بجوازات سفر أجنبية، كما يمكن للفلسطينيين في الشتات أن يزوروها بجوازات أجنبية، وأخيراً، قمة المفارقة: بعض الفلسطينيين السوريين في السلطة صاروا يهاجرون إلى أوروبا، مستخدمين وثائق سفر فلسطينية ـ سورية قديمة، أو وثائق مرور صادرة عن حكومة لبنان.

سيلزم سوريةَ عقود لترمِّم نفسها وتقف على قدميها، والمفارقة أن حافظ الأسد كان يقول لعرفات: القرار المستقل الفلسطيني مجرد بدعة، والآن فإن القرار السوري المستقل هو البدعة. سورية كانت لعبة، وجعلها حافظ الأسد لاعباً.. والآن هي لعبة إقليمية ودولية.

arabstoday

GMT 06:49 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

كــلام طيــش

GMT 04:17 2021 الأربعاء ,25 آب / أغسطس

.. لكن أفغانستان «قلب آسيا»!

GMT 06:46 2021 الأحد ,22 آب / أغسطس

الـقـبـر ظـلّ .. فـارغــاً

GMT 07:47 2021 الجمعة ,20 آب / أغسطس

إشارة شطب (X) على أخمص البندقية؟

GMT 16:41 2021 الأحد ,11 إبريل / نيسان

ثلاث حنّونات حمراوات

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشام «فوتو كوبي» أو «فوتو شوب» الشام «فوتو كوبي» أو «فوتو شوب»



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 05:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
 العرب اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 12:58 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

كريم عبد العزيز يفاجئ الجمهور في مسرحيته الجديدة
 العرب اليوم - كريم عبد العزيز يفاجئ الجمهور في مسرحيته الجديدة

GMT 07:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 15:04 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تعلن أعداد السوريين العائدين منذ سقوط نظام الأسد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab