كان ياما كان  كانت «كتيبة الجرمق»

كان ياما كان .. كانت «كتيبة الجرمق»!

كان ياما كان .. كانت «كتيبة الجرمق»!

 العرب اليوم -

كان ياما كان  كانت «كتيبة الجرمق»

بقلم : حسن البطل

«لحم خيرة أبناء شعبي طعام للمدافع» قالها متفجِّعاً ياسر عرفات خلال الحرب الأهلية اللبنانية، ويقصد طلاب الجامعات إن كانوا في جامعات لبنان، أو في جامعات العالم.

تذكّرت، مثلاً، زميلي في هيئة تحرير «فلسطين الثورة»، رشاد عبد الحافظ، خِرِّيج كلية العلوم في جامعة الموصل، ومدير تحرير المجلة، الذي قضى بطلقة بين عينيه في محور الشيّاح ـ عين الرمّانة. كان جنينه الأول في رحم زوجته في الموصل، ولن يراه أبداً.

تذكّرت طالب الدكتوراه في هندسة النفط، الذي جاء من روسيا، وعاد إليها بلا إحدى ساقيه.

تذكّرت، أيضاً، أن طالباً شهيداً سقط في معارك الجبل مع القوات السورية، وجاءت صديقته الألمانية، ابنة قطب صناعي وعائلة عريقة، تسأل عن قبره لتضع باقة ورد عليه!

كان اسمها، في بداية الحرب «السريّة الطلابيّة» وفي معمعانها «كتيبة الجرمق» على اسم أعلى جبل في فلسطين.

خرج الجسم الأساسي من قوات م.ت.ف من بيروت، واكتمل الخروج في أيلول 1982، لكن في «حرب المخيمات» مع ميليشيا حركة «أمل» و»اللواء السادس» في الجيش اللبناني، كان قائد الدفاع عن مخيم شاتيلا هو القائد في «كتيبة الجرمق» الشهيد علي أبو طوق، ومن أركانه «آمنة جبريل» التي انتخبها مؤتمر «فتح» الخامس ـ رام الله للمجلس الثوري.


خلال صمود شاتيلا، في جرح عميق ثان، بُعَيْد مجزرة «صبرا وشاتيلا» 1982 أرسل عرفات من تونس رسالة صوتية لعلي أبو طوق: وسوى الروم خلف ظهرك روم.. فعلى أي جانبيك تميل» وهي للشاعر المتنبي!

عن كتيبة الجرمق، صدر كتاب من أحد أعضائها، فتحي البس، بعنوان «انثيال الذاكرة؛ هذا ما حصل». هو، الآن، صاحب دار «الشروق» للنشر.

كانت الجامعة الأميركية ـ بيروت، هي مهد «السريّة الطلابيّة» لمّا كانت الجامعة أشبه بجامعة بيركلي الأميركية، في معارضة الحرب الأميركية على فيتنام.

ثلاث طالبات نشيطات في الجامعة الفلسطينيتان: ريما، الفيرا، واللبنانية أخناتون، طردن منها، والتحقن بقسم الإعلام الخارجي ـ الإعلام الموحَّد. ريما صارت وزيرة أردنية سابقة.

كتاب شفيق الغبرا «الاسم الحركي جهاد» هو ثاني كتاب أقرأه عن «كتيبة الجرمق» التي ضمّت طلبة من طوائف لبنان كافة، وكذا من طلاب فلسطينيين وعرب في الجامعات الأجنبية.

إنه سيرة ذاتية في المسيرة الفلسطينية، عن معمودية النار والدم خلال ست سنوات كان فيها «جهاد» مقاتلاً على جبهات عدّة: ضد التدخل السوري، بدءاً من معارك «صوفر» و»بحمدون» إلى القتال ضد «جيش لبنان الجنوبي ـ سعد حدّاد» الموالي للإسرائيليين؛ إلى قتال ضد الجيش الإسرائيلي ذاته في عملية الليطاني 1978.

خلال ست سنوات، 1976 ـ 1981، عاد المقاتل بعدها إلى جنوب لبنان، ليسمع في «خطاب النصر» الذي ألقاه نصر الله قوله إن «كتيبة الجرمق» كانت تجربة بنى عليها الحزب في معركة تحرير جنوب لبنان.

شفيق الغبرا ابن عائلة فلسطينية ولد في الكويت، وكان والده من أصدقاء الأسرة الأميرية الحاكمة، وخلال 30 عاماً من العمل الثوري السياسي، تنقّل بين الكويت، وأميركا، ولبنان.. ثم عاد بعد العام 1981 ليشغل منصب أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت، حاملاً دكتوراه في سياسة المقارنة ـ جامعة تكساس، وبكالوريوس في العلوم السياسية ـ جامعة جورج تاون.

المهم، أن بعض أعضاء السريّة ـ الكتيبة جاؤوا من الضفة الغربية، وبعضهم عاد إليها ليقاتل الاحتلال الإسرائيلي ليموت فيها، أو يقع أسيراً في سجون الاحتلال.

ما الذي يميّز السريّة ـ الكتيبة، عدا انتماء عناصرها إلى الطوائف اللبنانية كلها، وطلاب فلسطينيين وعرب في الجامعات الأجنبية؟

كانوا ضد تجاوزات الفصائل الفلسطينية واللبنانية، ويذكر المؤلف أمثلة مفصّلة عن التعامل الخاطئ مع الجماهير، والسرقات والفساد، وفي الأصل كانت السريّة ضد المعارك الجانبية، التي اضطروا إليها، ومع توجيه القتال ضد التدخل الإسرائيلي وعملائه.

في البداية، عارض أعضاء السريّة ـ الكتيبة البرنامج المرحلي الفلسطيني لصالح كفاح لأجل فلسطين ديمقراطية، لكن مع مجرى الحرب مال معظمهم إلى البرنامج المرحلي.

يحفل الكتاب بيوميات وسير المعارك على ثلاث جبهات ومواقع مختلفة، ويتذكر شهداء الكتيبة بأسمائهم الحركية والحقيقية (بعد البحث) وشجاعتهم، وينتهي إلى نقد ذاتي في اطار نقد الكفاح المسلح، والانحياز إلى المقاومة الشعبية.

في خلاصة الكتاب، الصادر هذا العام، يشير إلى خلاصة ثورات «الربيع العربي»، طارحاً هذا السؤال: كيف للعربي أن يناصر فلسطين وهو، بالكاد، يقوى على نصرة نفسه؟

الكتاب صادر عن «دار الساقي» بعنوان «جيل الأحلام والإخفاقات» وهو من 400 صفحة من القطع الكبير، مع فهارس بالأسماء والمواقع.

يشكل كتابه إضافة وإنارة ثانية لتجربة كتيبة الجرمق بعد كتاب فتحي البس، كما إضافة لمكتبة فلسطينية عن الكفاح المسلح، وجميعها في خانة التجربة ووعي التجربة؛ عن تجربة كتيبة الجرمق هذا السؤال: «هل وقع هذا أم كان مجرد حلم»؟

كان حلماً غنياً جداً بالتفاصيل.. والعبر، أيضاً، يكفي أن الأسطورية دلال المغربي كانت من أعضاء كتيبة الجرمق، كما الأسطوري علي أبو طوق.

متى أقرأ لفاضل عاشور، د. الأمراض النفسية حالياً. في غزة، في تجربته في الحرب، وخاصة قتال الإسرائيليين في محور خلدة ـ جنوب بيروت؟ كانت ملحمة بطولية.

arabstoday

GMT 06:49 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

كــلام طيــش

GMT 04:17 2021 الأربعاء ,25 آب / أغسطس

.. لكن أفغانستان «قلب آسيا»!

GMT 06:46 2021 الأحد ,22 آب / أغسطس

الـقـبـر ظـلّ .. فـارغــاً

GMT 07:47 2021 الجمعة ,20 آب / أغسطس

إشارة شطب (X) على أخمص البندقية؟

GMT 16:41 2021 الأحد ,11 إبريل / نيسان

ثلاث حنّونات حمراوات

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كان ياما كان  كانت «كتيبة الجرمق» كان ياما كان  كانت «كتيبة الجرمق»



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
 العرب اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 06:36 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
 العرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 05:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
 العرب اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 06:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
 العرب اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 09:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

إرهابى مُعادٍ للإسلام

GMT 21:53 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025

GMT 17:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله بن زايد يبحث آخر التطورات مع وزير خارجية سوريا

GMT 09:50 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أزمات قانونية تنتظر عمرو دياب في العام الجديد

GMT 09:42 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 21:50 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

دنيا سمير غانم تشارك في موسم الرياض بـ مكسرة الدنيا

GMT 00:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

لبنان يتعهد بالتعاون مع "الإنتربول" للقبض على مسؤول سوري
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab