فلسطين وآخر محاولات الاحتواء

فلسطين وآخر محاولات الاحتواء !

فلسطين وآخر محاولات الاحتواء !

 العرب اليوم -

فلسطين وآخر محاولات الاحتواء

بقلم : حسن البطل

على عمرها المتقدم، تدلي سلافة حجاوي بآراء انتقادية متّقدة، أتفق معها حيناً وأختلف حيناً. مؤخراً، كتبت الست سلافة على صفحتها: نعترض على استبدال اسم فلسطين بالضفة الغربية.

قبل النكبة الفلسطينية، كان جيل اللاجئين الأوائل يشيرون إلى الأردن بـ «شرقي الأردن» الذي صار المملكة الأردنية الهاشمية المستقلة، بعد إلحاق ما تبقى من اسم فلسطين بها، تحت مسمّى «الضفة الغربية». بعد العام 1988، واندلاع الانتفاضة الكبرى، أعلن العاهل الأردني الملك حسين فك الارتباط الإداري والقانوني للمملكة بالضفة الغربية.

بين الارتباط وفك عراه، كان هناك من تحدث عن مشروع «المملكة العربية المتحدة». في زمن الارتباط والإلحاق كان يشار إلى فلسطين بـ «الوطن السليب».

«حكومة عموم فلسطين» بعد النكبة وقيام إسرائيل، كانت تعني حكومة عموم الشعب الفلسطيني، بما يعني أن تحرير فلسطين مرتبط بالمشروع القومي العروبي لتحريرها، وأن تشكيل (م.ت.ف) بمثابة الذراع الفلسطيني للصراع العربي ـ الصهيوني، وصارت المنظمة عضواً في جامعة الدول العربية، وما لبثت المنظمة أن دمجت التحرير وحق العودة في مشروع الدولة الديمقراطية الفلسطينية.

كانت هزيمة حزيران 1967 بداية فك الارتباط بين مشروع التحرير القومي ومشروع الكيانية الوطنية الفلسطينية، خاصة بعد حرب «إزالة آثار العدوان»، ومن ثم معاهدة كامب ديفيد المصرية ـ الإسرائيلية، التي كانت بمثابة فك ارتباط مصر بمشروع التحرير القومي. بعد قصور حرب أكتوبر 1973 عن إزالة آثار عدوان حرب 1967، صار البرنامج الوطني المرحلي لمنظمة التحرير هو برنامج السلطة الوطنية الفلسطينية.

هذا أيلول العام 2019، وهو شهر مليء، كغيره من شهور الأعوام الفلسطينية منذ نكبة 1948، بالمناسبات السياسية وويلاتها من المجازر. البعض يرى أن مبادئ أوسلو 1993 كانت انتكاسة لمشروع التحرير القومي، وبعد ربع قرن من أوسلو تبدو عتبة نهاية بلورة برنامج النقاط العشر إلى برنامج الدولة الفلسطينية المستقلة.

في الواقع، كانت الدولة المستقلة أساساً فك ارتباط المنظمة بالمشروع العربي للتحرير القومي، ولإزالة آثار العدوان وبداية نهاية مرحلة «الصراع العربي ـ الصهيوني» إلى بداية مرحلة الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي. هناك من يقول إن الاعتراف المتبادل الفلسطيني ـ الإسرائيلي غير متكافئ، لأن الاعتراف بإسرائيل لم يقابل باعترافها بفلسطين. هذا صحيح، لكن أوسلو حصلت بعد الانهيار السوفياتي والانهيار العراقي، كما برنامج العام 1974 كان بعد قصور حرب أكتوبر 1973. «صفقة القرن» بداية الانهيار القومي العربي، ونتيجة صعود الطفرة الدينية.

مع هذا، كانت أوسلو اعترافاً إسرائيلياً بمنظمة التحرير الفلسطينية وبالشعب الفلسطيني، ونهاية الادعاء الإسرائيلي بأن الكفاح المسلح الفلسطيني مجرد ذراع أنظمة عربية عجزت عن التحرير وعن إزالة آثار العدوان معاً، كما ادعت إسرائيل بين الأعوام 1956 ـ 1970، وبعد ذاك العام خاضت المنظمة صراعاً سياسياً  وحروباً أهلية مع الأنظمة العربية، وحروباً مستقلة مع إسرائيل ذروتها العام 1982، كما كانت الانتفاضة ذروة النضال الشعبي عام 1987.

صراعنا مع إسرائيل ليس عن الرواية التاريخية والدينية وحق تقرير المصير، بل عن اسم المكان (فلسطين) وصفة الشعب (الفلسطينيون) ومع الأنظمة العربية دار نزاع ضد تبديد الشعب وانتحال نضاله الوطني الخاص. 

أوسلو هذه، كانت نهاية الزعم والادعاء الإسرائيلي بعد إقامة إسرائيل: لا وجود بعد لفلسطين؛ ولا وجود للشعب الفلسطيني. عاد اسم المكان، ومعه عادت صفة سكان المكان.

السلطة الوطنية الفلسطينية نقلت النضال، العسكري والسياسي والشعبي، من على كاهل عربي رخو إلى صخرة على صدر إسرائيل. نعم، كانت حرب العام 1982 هزيمة عسكرية فلسطينية مشرّفة، وكان اجتياح إسرائيل للسلطة الفلسطينية هزيمة عسكرية، أيضاً، لكن الهزيمة في الحالتين لم تكن سياسية، بدلالة أن مشروع «خارطة الطريق» الأميركي تطور إلى المشروع الدولي لـ «حل الدولتين» الذي أقرّته الجمعية العامة ومجلس الأمن.

صحيح، أن مشروع «صفقة القرن» هو بمثابة فك ارتباط أميركي بـ «خارطة الطريق» و»حل الدولتين» وانسحاب من مشروع السلام العربي، ومن الشرعية الدولية، ومن شروط حل الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي.

بعد تداعيات أخيرة في طاقم «صفقة القرن» قال مارتن انديك، سفير أميركا سابقاً لدى إسرائيل، إن خطّة ترامب هي صنع سلام بين إسرائيل وأميركا، لا بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
يمكن القول إن مرحلة الاحتواء العربي لفلسطين (القضية والشعب) انتهت مع اتفاق أوسلو؛ ومع الانتفاضة الثانية ونتائجها بدأت مرحلة محاولة الاحتواء الإسرائيلي؛ ومع «صفقة القرن» بدأت مرحلة الاحتواء الأميركي ـ الإسرائيلي، فإن فشلت هذه «الصفقة»، فإن منظمة التحرير الفلسطينية قد تعتبر أنجح حركات التحرر الوطني، لماذا؟ لأنه يستحيل الآن إلغاء اسم المكان (فلسطين) وصفة سكانها (فلسطينيون).

دولة الجدران .. والكاميرات
الجيش الإسرائيلي أحد أقوى الجيوش في العالم، لكن إسرائيل هي دولة الأمن الأولى في العالم. دولة مطوقة بالجدران وكاميرات المراقبة في شوارعها وكذا الشوارع الفلسطينية.. وأخيراً، سوف تراقب الدولة الديمقراطية اليهودية أصوات الفلسطينيين في انتخابات الكنيست 22.
رواية جورج أورويل (1984) عن دولة الأمن الأولى، تحققت عام 2019 نتيجة الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فلسطين وآخر محاولات الاحتواء فلسطين وآخر محاولات الاحتواء



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 09:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام
 العرب اليوم - أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو
 العرب اليوم - الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab