هَـــوَس

هَـــوَس

هَـــوَس

 العرب اليوم -

هَـــوَس

بقلم - حسن البطل

1 ــ الجمجمة
من أين يضربك برق الشهوة؟ من رأسك، تحت الجمجمة. ترى منصّة «القفز البعدي» في أفلام الخيال العلمي للسفر بين المجرّات، أو يضربك برق الشهوة فتحسّ بـ «القفز البعدي» هزة تسمى «هزة الروع». «إذا أخذتها هزّة الروع أمسكت/ بمنكب مقدام على الهول أروعا».

« العالم ليس عقلاً» حاجج بذلك أحد العقول، وصدّر حجته في مؤلف أثار هزة فكرية وأدبية، غير أن البني آدم هو عقل في إهاب جمجمة، وإلاّ ما قالوا «سلامة رأسك» من ضربات الشمس، من ريح صرصر الباردة، «سلامة رأسك» تحت خوذة الحرب، أو تحت خوذة عامل البناء، عامل المنجم والمصهرة، سائق سيارات السباق. «رأيت رؤوساً قد أينعت وحان قطافها».

هكذا يعمل العقل: شيء كالبرق الذي في صفحة السماء يحرك شيئاً كالزلزال الذي تحت قشرة الأرض. بين برق الشهوة وزلزلة «هزّة الروع» تُضيء الشاشة في دماغك، في تلك القشرة الرمادية - السنجابية.

للأرض طبقات من لبّها إلى قشرتها، وللسماء طبقات (يا معشر الجن والإنس..).. وللجمجمة طبقات من شعر، وجلد، وذلك القفص العظمي، ثم هذه الطبقة أو القشرة سنجابية اللون، كتلك القشرة وردية اللون التي تغلف القلب، أو يسمونها شغاف القلب (الشعراء) ثم مهجة القلب وسويداء القلب (الأدباء).. لعلماء التشريح مصطلحات جافة.

«السرّ في التكوين».. وموطن السر، أيضاً، في عقل رمادي تحرسه جمجمة من ثماني عظام مُسترقّة، وعينين - نافذتين محدبتين قليلاً، تستحيلان، بعد الموت، محجرين يشكلان مع ثغرة الخيشوم علامة استفهام عجيبة.

رأس مكوّر، أقل استدارة من كرة الأرض، الأقل استدارة بقليل من طابة الأولاد وكرة لجنة الـ «فيفا». خط استواء وهمي بين نصفي كرة الأرض، وخط استواء فعلي بين فصّ الدماغ الأيمن وفصّه الأيسر. إن كنت سوي العقل أهم من أن تكون سوي الجسد.

«القلب ينبض في اليسار» ولمعظم بني البشر «عقل يساري»، لأن معظم هؤلاء يأتون يمينيين في قوة واستخدام الأطراف: الذراع والقدم.. هكذا شاءت الحكمة الإلهية، أو هكذا فسرت نظرية «النشوء والارتقاء» هذه الحكمة.

ما الحكمة؟ إن سقط الجد - القرد من على شجرة (أو لم تنفتح مظلة جندي المظلات) قد يسقط على رأسه، فإن سقط على الجانب الأيسر من رأسه، بقي قادراً على تحريك ذراعه اليسرى وساقه اليسرى.. والعكس صحيح.

عندما نزل الجد - القرد عن الشجرة، ذهب إلى النار يفكّ سرّها، فلا تطارده وحوش الغاب إلى أغصان الأشجار. عندما توقف الجد - القرد عن صعود الأشجار، كان عليه أن ينتصب في قامته، حتى يرى الوحش الكامن خلف الأعشاب الطويلة.

 عندما انتصب على قدميه أمسك بالعصا. لم يعد يجيد الإمساك بأغصان الشجر، لأن إبهامه صار أقصر، ثم صار عمودياً على أصابع يده الأربع.. وعندما تعامد إبهامه مع أصابعه صار عقله، داخل جمجمة رأسه، قادراً على إصدار عشرة أوامر منفصلة إلى أصابعه العشر، وصارت اصبع الإبهام هي «المايسترو».. وهكذا «علّم بالقلم». جرّب أن تقطع اصبعاً أو أكثر، وسيقدم الإبهام عوناً لا يقدر للأصابع الباقية. جرّب أن تقطع اصبع الإبهام، فترى الأصابع الأربع في حيرة كبيرة أو صغيرة! الإبهام سرّ أو مفتاح سرّ العقل.

«العالم ليس عقلاً» ولكن الإنسان جمجمة تحوي عقلاً (مخاًّ، مخيخاً.. وبصلة سيسائية) وجسداً هو مثل ذنب طويل طول باعه من اصبع إبهام قدمك، إلى اصبعك الوسطى.

هناك شتائم متدرّجة القسوة: «ما فيك دم». «ما فيك قلب».. وأقساها «ما فيك رأس، ولا مخ ولا عقل». «قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون»؟ فلا تستوي الدهماء من الناس مع أصحاب الحجى من العقول.. ولكن قلب المؤمن الطيب أقوى من عقل الشرير.

2 ــ كابوس
دخلت القبر، أمسكوا بي، شعرتُ أنهم يلمسونني كما يصافحونني في الصباح، حضنني واحدهم بساعديه، تذكرت عناق الأصدقاء، وضعني في القبر، بصق في وجهي وبال على بذلتي البيضاء الرخيصة، مسح أنفه بأطرافها وعفرني بالتراب ثم أخذ يقذفني بالحجارة، ما عدت أرى أحداً، لماذا سقط كل المتظاهرين فوقي، أسقط في بئر أريد أن أصل إلى الهواء، ليس ثمة برد، أخلع بذلتي البيضاء فإذا عظامي بيضاء جداً.

3 ـ سؤال
لماذا تبدو تحولات الفراشة أجمل من تحولات الضفدع، بينما الماء هواء مكثف؟

arabstoday

GMT 00:23 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل و«حزب الله».. سيناريو ما بعد التوغل

GMT 00:28 2024 الخميس ,13 حزيران / يونيو

مكاشفات غزة بين معسكرين

GMT 00:37 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

التطبيع بعد القمة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هَـــوَس هَـــوَس



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab