فإلى «الإمبريالية الصينية»

.. فإلى «الإمبريالية الصينية» ؟

.. فإلى «الإمبريالية الصينية» ؟

 العرب اليوم -

 فإلى «الإمبريالية الصينية»

بقلم - حسن البطل

من يتذكّر، الآن، جزيرتي: «كيموي» و»ماتسو»؟ ففي خمسينات القرن المنصرم، كانت مدافع البر الصيني توجه صليات قصف.. وكل منها مرفقة بإنذارات لـ»الإمبريالية الأميركية» أذكر أنها أدركت الألف ونصف الألف تقريباً!
آنذاك، كانت هاتان الجزيرتان الصغيرتان تابعتين لـ»الصين الوطنية» ذات المقعد الدائم في مجلس الأمن.. ومن ثم؟ أزاحت صين ـ بكين الماوية الشيوعية صين ـ تايبيه عن المقعد، وبدءاً من زيارة الرئيس نيكسون لبلاد «السور العظيم» عام 1972، قبلت أميركا ومجلس الأمن الدولي.. والعالم قاطبة بـ»صين واحدة» هي «جمهورية الصين الشعبية».
نحن الآن في العام 2018، وبعد سبع سنوات، أي في العام 2025 قد يتحدثون، ربما، عن عصر «الإمبريالية الصينية» لماذا؟ آنذاك، ستصبح أكبر دول الأرض سكاناً رائدة على صعيد التكنولوجيا، مع عبارة «صنع في الصين» كأول اقتصاد عالمي!
كان للولايات المتحدة، بعد انتصارها في الحرب العالمية الثانية، دور في نهضة المعجزتين: الألمانية واليابانية. في وقت ما وقفت بلاد أساطير الساموراي وسيارات «الهوندا» وصناعات «سوني» على الرقم (2) من منصة الاقتصاد العالمي.. لكن في وقت لاحق قد تزيح الصين ما يوصف بـ»الإمبريالية الأميركية» عن المنصة رقم (1).. من حيث المرتبة الاقتصادية العالمية الأولى، وتنازعها، بالتالي، على زعامة العالم.. من قطبين عسكريين زمن الحرب الباردة إلى قطبين اقتصاديين!
قبل وفاته، أوصى الجنرال الأميركي ماك ـ آرثر، الذي هزم الإمبراطورية اليابانية واحتل اليابان، ابنه: إيّاك أن تخوض حرباً بريّة في آسيا، لكن أميركا خاضت حروباً آسيوية برية مريرة وعدة في فيتنام وكوريا.. وأخيراً في أفغانستان حتى الآن.
منذ بعض الوقت، وخاصة في زمننا الراهن مع إدارة ترامب، تخوض واشنطن حروباً تجارية حتى ضد من كانوا شركاءها.. وبالذات ضد منافستها الاقتصادية الصينية، ووصفت حربها التجارية مع الصين بأن أميركا تخوضها كما لو كانت سباقاً في مضمار طوله مائة متر (أي بنفَس قصير).. وأما الصين فتخوض السباق كأنه في مضمار الماراثون (أي بنفَس طويل).. هو النفَس الآسيوي!
تعرفون أن أميركا زنّرت الكرة الأرضية بما لا يقل عن 600 قاعدة عسكرية علنية.. لكن الصين تقوم بتزنير آسيا (مشروع طريق الحرير الجديدة) وكذا أفريقيا بقواعد اقتصادية ومنصّات انطلاق.
كان صاحب «رأس المال» قد قال ما معناه: الشيوعية هي النظرية الماركسية مع قبعة للتكنولوجيا الرأسمالية، وهذا ما فعلته الصين، بدءاً من نظام سياسي شيوعي واقتصاد رأسمالي، وفق مقولة: بلد واحد واقتصادان منذ أن استعادت «جوهرة» هونغ كونغ سلماً.. وإلى أن تستعيد جزيرة فرموزا، والسيادة على «بحر الصين الجنوبي» بمكامنه الاقتصادية الكبيرة.
أميركا الحمقاء الآن، أعقل من أن تخوض حرباً عسكرية ضد العملاق الآسيوي: اقتصادياً، وديمغرافياً.. وحتى تجارياً، فهي تطالب بتصحيح الميزان التجاري المختل بينها وبن الصين بمئات مليارات الدولارات لصالح الصين، التي تستطيع زعزعة الاقتصاد الأميركي بما تملكه من سندات الخزينة الأميركية.. والدولارات.
ما يقلق أميركا هو أن المنازعات الأيديولوجية اليسارية السابقة بين الصين وروسيا، التي وصلت إلى منازعات حدودية، صارت تحالفاً اقتصادياً ـ عسكرياً بينهما، وفي كلا البلدين صار فيهما مليونيرات ينافسون في العدد والثروات مليونيرات البلاد الرأسمالية!
في زمن مضى من «الحرب الباردة» بين المعسكرات الأيديولوجية كان هناك نوع من توازن القوى العسكرية التقليدية والنووية، لكن كان هناك خلل بين اقتصاد اشتراكي مغلق ومتخلف تكنولوجياً، واقتصاد رأسمالي ديناميكي ومفتوح.. لكن في زمن الحروب التجارية «الباردة» تغيّرت المعطيات وتخلّت الولايات المتحدة عن شعار ومبدأ حرية التجارة العالمية إلى شعارات حمائية للاقتصاد الأميركي، الذي لا يزال أول اقتصاديات العالم، لكن بدأ يفقد من سيطرته على التجارة العالمية.

رباعي «صفقة القرن»
يبدو أن الثلاثي اليهودي الذي يقود مشروع «صفقة القرن» يديره عقل رابع لدانيال بايبس، الذي يرى أن صراعاً كالصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي لا يمكن حلّه بالمفاوضات، بل بهزيمة الفلسطينيين وانتصار إسرائيل، وهيمنتها على سائر فلسطين التاريخية!
هذا ما يقوله ريتشارد فولك في مقال نشرته مجلة «فورين بوليسي»، وهو عالم في القانون الدولي.
هو يصف نظرية بايبس ومشروع «صفقة القرن» بأنها «جريمة جيوسياسية»، وهو يستبعد أن يستسلم الفلسطينيون لـ «الجريمة النهائية في هذا القرن».
المقال منشور في «الأيام» يوم 12 الشهر الجاري.
حسن البطل

arabstoday

GMT 15:19 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

لماذا كل هذه الوحشية؟

GMT 15:17 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

عن حماس وإسرائيل ... عن غزة و"الهدنة"

GMT 15:21 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

لجان الكونغرس تدين دونالد ترامب

GMT 08:31 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

موازين القوى والمأساة الفلسطينية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 فإلى «الإمبريالية الصينية»  فإلى «الإمبريالية الصينية»



أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 02:49 2025 الخميس ,06 آذار/ مارس

السجائر تجعل مضادات الحيوية عديمة الفائدة
 العرب اليوم - السجائر تجعل مضادات الحيوية عديمة الفائدة

GMT 06:33 2025 الخميس ,06 آذار/ مارس

قمة الشىء وأصله

GMT 08:06 2025 الخميس ,06 آذار/ مارس

الخطة المصرية أصبحت عربية.. ماذا بعد؟

GMT 02:49 2025 الخميس ,06 آذار/ مارس

السجائر تجعل مضادات الحيوية عديمة الفائدة

GMT 10:04 2025 الأربعاء ,05 آذار/ مارس

الضفة «الجائزة الكبرى» لنتنياهو

GMT 06:28 2025 الخميس ,06 آذار/ مارس

حلويات رمضان (2)

GMT 18:18 2025 الأربعاء ,05 آذار/ مارس

اعتزال العداء البريطاني ريتشارد كيلتي

GMT 09:59 2025 الأربعاء ,05 آذار/ مارس

الميليشيات والشّرعيّات: استدامة مستحيلة

GMT 01:30 2025 الخميس ,06 آذار/ مارس

ترامب يأمر قيادات حماس بمغادرة غزة "الآن"

GMT 01:29 2025 الخميس ,06 آذار/ مارس

12 قتـ.يلا إثر اشتباكات في الصنمين بدرعا

GMT 11:53 2025 الخميس ,06 آذار/ مارس

الأمن السورى يقبض على مرتكب مجزرة فى حماة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab