شاطت الطبخة، استوت «الصفقة»

شاطت الطبخة، استوت «الصفقة»؟

شاطت الطبخة، استوت «الصفقة»؟

 العرب اليوم -

شاطت الطبخة، استوت «الصفقة»

بقلم : حسن البطل

يكتب الطبيب على ورقة وصفة (روشيتة) الدواء. يكتب الصيدلي على علبة الدواء تذكيراً: «قبل الأكل» أو «بعد الأكل». أيلولنا مقنطرة أيامه في الروزنامة الفلسطينية، بين العامين 1970 ـ 2005.

في النصف الأول من أيلولنا الجاري، قال ترامب هذا، خلال لقاء مع الرئيس المصري السيسي، على هامش قمة الدول الـ 7 بباريس: قد نعلن الشق السياسي قبل الانتخابات الإسرائيلية. 
بعد يومين من ذلك، قال غريبنلات هذا: بل بعد الانتخابات الإسرائيلية.. ثم استقال قبل عشرة أيام منها. 

بعد يوم من استقالة «تاجر الشنطة» في «الصفقة» قال الوزير بومبيو إن طبخة الشق السياسي من «الصفقة» قد تعلن خلال أسابيع من الانتخابات.. حنان عشراوي عقّبت على استقالة من كان «ثالثة الأثافي» في «صفقة القرن»، بما معناه أن الطبخة شاطت واحترقت.

انصرمت قرابة السنوات الثلاث على تشكيل ترامب طاقم «الصفقة» الثلاثي، بما ذكر شاعر صديق بـ «ثالثة الأثافي» وهي ثلاثة أحجار تحت قدر الطبخة، وخلالها بدّل الرئيس وأقال من لا يعجبه من وزراء ومستشارين.

لاحظوا أن ترامب لم يبدّل أحجار الأثافي الثلاثة، إلى أن عاقب رئيس أميركا رئيس السلطة على قولته «يخرب بيتك»، أو «تضرب بها الكسم»، واستجاب لنصائح سفيره في إسرائيل، ديفيد فريدمان، بما لا يقل عن إيقاع عشر ضربات في الرأس الفلسطينية، وخلالها أفصح «مدير مسرح» «الصفقة»، جاريد كوشنر، عن الشق الاقتصادي في وقف مسرحية اسمها «ورشة المنامة» أي طبق مقبلات يسبق الوجبة الرئيسة.
لسبب ما، أتذكر أنه قبل اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية بشهر، أطلقت «الجندرمة» رصاصة أصابت زعيم صيدا معروف سعد، الموصوف بـ «طبيب الفقير»، وقبل أن تميته قالت النشرات الطبية عن حالته إنه «تحسّن».. ثم مات من شدّة التحسّن»!

ضُربت مواعيد «من قبل ومن بعد» كما في حكاية «إبريق الزيت». بعد استقالة (إقالة؟) ثالثة الأثافي باحثة خبيرة ومخضرمة في معهد بروكنغر قالت إنه لن يماط اللثام عن طبخة ـ «صفقة القرن» في المدى المنظور.

على الأرجح، بعد انتخابات 15 أيلول، كما بعد انتخابات نيسان، سيقال: بعد تشكيل حكومة في إسرائيل، ويفوز ائتلاف «الليكود» ـ اليمين المتطرف بالصوت الذهبي، أو تتشكل حكومة «ليكود» ـ «أزرق - أبيض»، على غرار حكومة شمير ـ بيريس التي سقطت بعد «المناورة النتنة» التي حاكها الثعلب بيريس.

الغريب ـ العجيب أنه منذ إعلان ترامب بعد فوزه بولاية أولى وإعلانه «صفقة العصر»، لم يعقد ولو اجتماع عمل واحد مع ثلاثي الأثافي هذا، أو الفريق العقاقيري. خلالها شطح ونطح في انسحاباته من اتفاقيات دولية، وعلاقته مع دول تكره سياسته، أو يكره هو زعماءها (كوريا الشمالية، إيران، أفغانستان، الاتحاد الأوروبي.. إلخ). ضرب في الرأس الفلسطينية عشر ضربات، وقال أيضاً: «عباس رجل سلام أقدره»!
حسناً، هل يعلن ترامب موعداً محدداً للشق السياسي، أو يقدم الطبق الرئيسي، خلال خطابه الافتتاحي لدورة الجمعية العامة، ويُفصح عن «الثمن المقابل» الذي على إسرائيل أن تدفعه للفلسطينيين، والذي لن تتعدى حصتهم منه أكثر من «أذن الجمل»، علماً أن الشق الاقتصادي تضمن ممراً بين غزة والضفة، وهو ما رفضه نتنياهو، واستبق الشق السياسي بإعلانه نيته فرض سيادة إسرائيل على كل بؤرة استيطانية.

يعرف ترامب أن دولاً عربية مثل مصر، الأردن، السعودية في فمها ماء يمنعها من قبول علني لـ «الصفقة»، إن لم ينطق بعبارة «حل الدولتين» كما تفعل دول الاتحاد الأوروبي، إذ كررت هذا المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أمام رئيس السلطة في برلين، كما كرره رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون، أمام رئيس الوزراء نتنياهو في لندن.

يبدو أن «حل الدولتين» الذي أقره مجلس الأمن صار مثل القرار (242) الذي أصدره المجلس ذاته بعد 1967، أو مثل مبادرة السلام العربية 2002، ولهذا قال غرينبلات، في تموز الماضي أمام الجمعية العامة إن السلام في الشرق الأوسط لن يصنعه القانون الدُولي، أو قرارات مكتوبة غير واضحة.

كثير من السفراء الأميركيين السابقين لدى إسرائيل عارضوا أو شككوا بفرص «صفقة العصر» في التطبيق، لكن السفير ديفيد فريدمان لعلّه الحجر الكبير في ثلاثي الأثافي، لماذا؟ صحيح هناك سفراء غير مقيمين، وآخرون سفراء فوق العادة، لكنه ليس أي سفير فوق العادة، لأن الرئيس الأميركي هو من يختارهم، وصلتهم المباشرة بالبيت الأبيض لا بوزارة الخارجية. دون استقالته أو إقالته لن يتم تغيير في طبخة ـ «الصفقة».

إلى ثلاثي الأثافي هذا، هناك ثلاثي آخر أو رجال الباءات الثلاثة في إدارة ترامب من المتطرفين، وهم: وزير الخارجية بومبيو، ونائب الرئيس بنس، ومستشاره للأمن القومي بولتون.

قد تقرر انتخابات أيلول مصير نتنياهو رئيساً لحكومة أخرى، لكن ترامب سيتم انتخابه لولاية ثانية وأخيرة، يريد فيها أن يواصل منوال «قبل وبعد» إعلان طبخة بحص، لأن الشق الاقتصادي لم يمر، ولن يمر الشق السياسي. شاطت الطبخة.. ولم تستوِ «الصفقة»؟

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شاطت الطبخة، استوت «الصفقة» شاطت الطبخة، استوت «الصفقة»



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 09:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام
 العرب اليوم - أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو
 العرب اليوم - الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab