رحلوا وما برحوا
الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي ليلي أوكراني وتؤكد اعتراض 29 طائرة مسيرة كان تستهدف مواقع روسية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن خارج المجال الجوي الإسرائيلي السعودية تصدر أمرًا ملكيًا بتحويل مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون إلى مؤسسة مستقلة عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكويت تعلن سحب الجنسية من داود حسين ونوال الكويتية في خطوة مثيرة للجدل عودة ظاهرة الأوفر برايس إلى سوق السيارات المصري الجيش الإسرائيلي يعلن قصف "بنى تحتية عسكرية" قرب الحدود السورية اللبنانية فيضانات تايلاند تودي بحياة 9 أشخاص وتؤدي إلى نزوح أكثر من 13 ألف مواطن قصف إسرائيلي يستهدف سيارة تابعة لمنظمة «وورلد سنترال كيتشن» في خان يونس ويؤدي إلى مقتل أربعة أشخاص الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان
أخر الأخبار

رحلوا وما برحوا !

رحلوا وما برحوا !

 العرب اليوم -

رحلوا وما برحوا

بقلم : حسن البطل

هل يقف «التكريم» على يسار «الجوأزة»، أم يقف «التوسيم» على يمين الجوأزة؟ أيهما الأول واقفاً على منصة الرقم واحد، ولأيهما الوصافة الأولى والثانية.. هذا في بطولات المسابقات الرياضية، أو ملكات الجمال مثلاً!
في الآونة الأخيرة، استنّت السلطة تكريم المواطنين المبرزين بأوسمة ذات طبقات، وكذا تكريم قادة دول بأوسمة ذات طبقات.
الجوائز الدولية فيها نظر، وكذا جوائز كل دولة للمبدعين من بين رعاياها، لكن لا سجال في استحقاق وسام يمنحه رئيس السلطة لشخصية مرموقة، في غير مجال، وهو على مشارف وداع الحياة بعد عطاء طويل وحافل.
لكل دولة ضريح لجنديها المجهول، تحت تقليد: اسمك مجهول وفعلك خالد.. لكن، في غير ميادين الحرب، قد يجوز القول: اسمك معروف لجيلك وفضلك مجهول لغير جيلك.

1ـ توفيق الصرداوي
من مطبخ التحرير في صحيفة «السفير» اللبنانية، جاءنا في قبرص وافد كان يكبر أكبرنا بعقد من السنوات، فإلى مطبخ التحرير في مجلة «فلسطين الثورة»، وساهم في تحويل وجه الصحيفة المركزية للمنظمة من إعلام ثوري إلى صحافة مهنية.
تشكل مطبخ تحرير «فلسطين الثورة» من سيبة ثلاثية مني ومن اللبناني طلال همداني وتوفيق صرداوي.
جاءنا توفيق بعد خروجنا البيروتي بعامين، وغادرنا مهاجراً إلى السويد قبل عام واحد من اندلاع الانتفاضة الأولى.
بعد عام من اندلاعها جاءنا من السويد إلى قبرص مريضاً عليلاً في القلب.
سألته: لماذا غادرت لبنان، وجوازك أردني. قال: بعد خروجكم لم يعد لبنان هو لبناني فقد روحه الفلسطينية، أو أن «السفير» لم تعد «صوت الذين لا صوت لهم» خلال حرب المخيمات، بل أقرب إلى صوت الطائفة الشيعية في مرحلة لبنانية عكرة، ومرحلة عابرة من سياسة التحرير في «السفير» أتذكره ولا أنساه في قلقه السياسي خلال عامي عمله معنا.
كان يمشي في مطبخ التحرير. يداه في جيبي سرواله، وجفون عينيه ترفّ كجناحي العصفور، وهو يقول: لازم يصير شيء كبير في فلسطين.
أعرف أنه لم يقرأ «الزمن الأصفر» لدافيد غروسمان، لكنه استقرأ الأمور. يعرف البلاد خيراً منا، ويعرف الأردن خيراً منا، وكذا يعرف السياسة الدولية خيراً منا.
جاءنا من خارج السرب، وبقي معنا عامين خارج السرب، لم يخالطنا في حياتنا الاجتماعية، ولا جولاتنا في منتجعات الجزيرة.
أوصاني بالاهتمام بثلاثة محرّرين، وسألني عنهم في زيارة الوداع لقبرص، لكنه في أيامه الأخيرة كان يقول في السويد: «خذوني إلى صردا». نحن عدنا إلى البلاد، وأنا عشتُ في صردا 13 سنة.

2ـ رشاد عبد الحافظ
كادر طلابي وتنظيمي فتحاوي جاءنا إلى أسرة «فلسطين الثورة» في بيروت، هاربا من خلاف مع تيار «أبو نضال» بعد عامين من قرار هذا المنشق بطردي من العراق.
كان رشاد أكثر المحرّرين ذكاءً، ذا عقلٍ رياضي، لكنه متمكن من اللغة العربية، أيضاً. تزوّج قبل خروجه من العراق، لكن زوجته لم تتمكن من الانضمام إليه في بيروت.. إلاّ بعد سقوطه شهيداً في مسرح عمليات الشيّاح ـ بيروت الغربية.
لم يرَ طفله الوحيد الذي عادت به زوجته من العراق رضيعاً يدبك في عامه الأول.
أهيف، مديد القامة، على خلقٍ عظيم، ومتمرِّس في الكتابة الصحافية رغم أنه لم يدرس الصحافة. يليق بطوله أن يتنكب بندقية ام ـ16.
نعم، كان لكادر «فلسطين الثورة» جناح متطوع للحرب، من خمسة أو ستة عناصر، بينهم الأردني الشيوعي فهد، والشاعر والأديب عز الدين المناصرة.
جاءته الطلقة بين عينيه، وخسرناه إنساناً وكادراً فتحاوياً يسارياً، ومثقفاً ومحرِّراً واعداً جداً.

مؤيّد الرّاوي
هو المنسوب إلى بلدة عراقية تسمّى «راوة» وهو المنسوب إلى اليسار العراقي الأكثر نزقاً، لكنه المنسوب قبل كل شيء إلى الشعر والأدب والفنون التشكيلية.
كان ثلث كادر «فلسطين الثورة» ـ البيروتية فلسطينيا، والثاني لبنانيا، والثالث عراقيا.. لكن كان العراقيون بيننا هم أكثرنا عمقاً وثقافة.. وموهبة، أيضاً.
قاد مؤيّد الرّاوي، الملقب بـ «داندي» عند أصحابه العراقيين الكثر الهاربين من صدام حسين إلى الثورة الفلسطينية، الطاقم الفني والإخراج الصحافي، وقد أضيف، أيضاً، ثقافة واسعة في أشكال الخط العربي، كان يمارسه كهاوٍ ـ محترف، أو كمحترفٍ ـ هاوٍ.
بعد اغتيال المخابرات العراقية زميلنا عادل وصفي (خالد العراقي) ارتأت الحركة والمنظمة أن تحمي كوادرها العراقية بابتعاثهم إلى أوروبا، واختار «داندي» اللجوء إلى ألمانيا الشرقية.
بعد صدور «فلسطين الثورة» من قبرص، عاد مؤيّد إلى قبرص، وتولّى تحسين إخراج المجلة، وإعادة تبويب صفحاتها، بالتعاون مع زميله العراقي، الرسّام الكاريكاتيري، جاسم، الذي اختار بعد أوسلو أن يكون منفاه السويد.
مات «داندي» بمرض عضال في ألمانيا، ومات المقاتل القديم جاسم بمرض عضال في السويد.
***
كانوا ثلاثة زملاء تركوا لديّ انطباعاً لا يُمحى، ورحلوا دون حاجة إلى توسيم وتكريم.. أو جوائز إلاّ أنهم يبقون في البال، وكذا في بال الزملاء الذين عاشوا معهم هذه التجربة.

arabstoday

GMT 06:49 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

كــلام طيــش

GMT 04:17 2021 الأربعاء ,25 آب / أغسطس

.. لكن أفغانستان «قلب آسيا»!

GMT 06:46 2021 الأحد ,22 آب / أغسطس

الـقـبـر ظـلّ .. فـارغــاً

GMT 07:47 2021 الجمعة ,20 آب / أغسطس

إشارة شطب (X) على أخمص البندقية؟

GMT 16:41 2021 الأحد ,11 إبريل / نيسان

ثلاث حنّونات حمراوات

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحلوا وما برحوا رحلوا وما برحوا



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 15:37 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - الأسد يؤكد قدرة سوريا على دحر الإرهابيين رغم شدة الهجمات

GMT 00:06 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الغاوي يجمع أحمد مكي وعائشة بن أحمد في رمضان 2025
 العرب اليوم - الغاوي يجمع أحمد مكي وعائشة بن أحمد في رمضان 2025

GMT 06:22 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الخروج إلى البراح!

GMT 13:18 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتفاق.. ونصر حزب الله!

GMT 16:01 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف فوري لانتهاكات الهدنة في لبنان

GMT 06:56 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حلب... ليالي الشتاء الحزينة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab