«يمامة» عرجاء وعصاتها قصيرة

«يمامة» عرجاء وعصاتها قصيرة!

«يمامة» عرجاء وعصاتها قصيرة!

 العرب اليوم -

«يمامة» عرجاء وعصاتها قصيرة

بقلم _حسن البطل

متذمراً، كان حافظ الأسد يتساءل: هل في وجه سورية وحدها يُرفع شعار: «القرار الفلسطيني المستقل»؟ الذي وصفه بـ «البدعة». هذا في زمن كانت فيه سورية تحيق بلبنان والوجود الفلسطيني فيه كما الإسوارة في المعصم.

سورية الدولة ركيزة «بلاد الشام»، وعندما قال «البعث» السوري إن فلسطين هي سورية الجنوبية، ردّ عرفات مداعباً: كما أن سورية هي فلسطين الشماليةّ، ما أثار حنق الأسد الكبير!

حسناً، من زمن الأسد الكبير إلى زمن الأسد الشبل، تحولت سورية العريقة من لاعب إقليمي إلى لعبة دولية، وإن بقيت في الشعار ركيزة «محور الممانعة»، والتي كانت تحتل لبنان، صارت، إلى الجولان المحتل متعددة الاحتلالات: روسية، إيرانية، تركية.. وحتى أميركية.

روسيا هي الزاوية القائمة في مثلث الحل السياسي السوري، إلى جانب إيران وتركية دون حضور الأسد الشاب، وهي زاوية في مثلث متساوي الأضلاع في الحل الأمني، إذ يعقد في إسرائيل مع منتدى المنامة، لقاء قادة المخابرات الروسية، الأميركية والإسرائيلية.

القرار المستقل الفلسطيني الذي رُفع في وجه سورية، صار سياسة فلسطينية مستقلة، مع أن إسرائيل تحيق أمنياً بفلسطين السلطوية مثل الإسوارة في المعصم.

ها أن محور الممانعة يحيّي صمود محور المقاومة السياسية الفلسطينية لـ «صفقة القرن» ومنتدى اليمامة، رغم أن دول الجوار العربي لفلسطين السلطوية ستحضر ـ ولو على مستوى مخفوض ـ ورشة انطلاق الشق الاقتصادي. سورية لن تحضر لأنها غير مدعوة، ولبنان مدعو ولن يحضر لأسباب خاصة، أبرزها معارضته لتوطين اللاجئين الفلسطينيين.
هل حقاً الاعتراض على شق سياسي مؤجل في «الصفقة» في حين أنه بدأ باعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، وبالانسحاب الأميركي من «حل الدولتين» وهو في الحقيقة مسمّى سياسي ـ دبلوماسي لـ «الدولة الفلسطينية المستقلة».

كما نعرف، للدول شروط تعريف، منها الحدود المعترف بها، وكذا دستور دائم. إسرائيل لا تحدّد لها حدوداً، بينما تحدّد فلسطين السلطوية حدوداً لها، على أساس حدود خطوط 4 حزيران 1967.

إلى هذا، لإسرائيل وثيقة إعلان الاستقلال، وملحق بها جملة متتابعة من قوانين أساس، آخرها: «إسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي»، في حين أقرّ المجلس التشريعي الفلسطيني الأول المنتخب، دستوراً مؤقتاً لدولة فلسطين، والشرعية الدولية تعترف بها وحدودها ودستورها المؤقت، ولا تعترف بحدود إسرائيل الاحتلالية التي بطّلت تميز، أخيراً، بين حدود الأمن وحدود السيادة.
لا تعترف دولة إسرائيل لا بدولة فلسطين المعلنة، ولا بحق تقرير المصير الفلسطيني، ولو أن الولد كوشنير لوّح بهذا الحق، لكن ادعى بأن الفلسطينيين وسلطتهم ليسوا جديرين به وقادرين عليه في الوقت الحاضر.
أليس موقف الممانعة والمقاومة السياسية للصفقة دليل جدارة بالقرار المستقل الذي صار سياسة مستقلة، في وجه قرار وسياسة الصفقة؟

عندما رفع عرفات شعار القرار المستقل في لبنان، ادعى الوسيط فيليب حبيب أن إخراج قوات المنظمة من لبنان هو قرار دولي. قال عرفات: لو كانت بيروت مدينة فلسطينية لما خرجت منها.

الآن، السلطة على أرضها، وتستطيع سياستها الوطنية أن ترفض إعطاء شهادة زور لدخول «الصفقة» بشقيها الاقتصادي والسياسي. في إضرابات أسرى فلسطين، يُرفع الشعار: «الجوع ولا الركوع» وفي وجه أميركا وإسرائيل ترفع السلطة شعاراً هو «الجوع ولا الخضوع»!

في أول حقبة السلطة رفع عرفات لبناء الدولة شعار «روتشيلدات فلسطين» وشعار «مشروع مارشال»، وعشية منتدى المنامة، وافق وزراء مالية دول العرب على إنفاذ قرار القمم بشبكة أمان اقتصادية بقيمة 100 مليون دولار شهرياً لتعويم السلطة من خطر الانهيار المالي.

السؤال: إن تلكّأ العرب بهذا المبلغ اليسير، فكيف عليهم دفع عشرات المليارات لتسليك الشق الاقتصادي من الصفقة؟

أميركا هي من موّل مشروع مارشال الأوروبي، وتريد من العرب تمويل ما يماثله في «الصفقة»، لكن الأول كان لإعادة بناء دول معترف بحدودها، بعد تعديلات طفيفة في الحرب، بينما لا يعترف مشروع فريق كوشنير بحدود دولة فلسطين، ولكن يعترف بحق إسرائيل في ترسيم حدودها!

يُقال إن بعض دول العرب تخلّت، عملياً، عن اعتبار فلسطين قضية مركزية لها، وإن لم تجرؤ بعد على قول هذا رسمياً، لكن مشروع «الصفقة» بدلالة توزيع الأموال، يعترف عملياً بأن الشرق الأوسط الجديد يبدأ بالعقدة الفلسطينية وحلحلتها بترويض عقدة الرفض السلطوي والشعبي، وليس بجلب بعض «الطراطير» والإمّعات من الفلسطينيين.

الوضع صعب، وسيغدو أصعب حتى خريف هذا العام.

نعوت ومفردات اللغة!
قرأت في ذيل مقالة أدبية ـ نقدية أنها: «تستحق التقدير، والإعجاب، والقراءة» فتذكرت في طفولتنا المدرسية أن الشاطرين كانوا ينالون رقعة كرت يتدرج من الاستحسان، إلى مرحى، إلى التقدير. لماذا لم يُنه الناقد موضوعها هكذا: القراءة، والإعجاب والتقدير!

arabstoday

GMT 08:40 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2025 السبت ,05 إبريل / نيسان

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«يمامة» عرجاء وعصاتها قصيرة «يمامة» عرجاء وعصاتها قصيرة



نانسي عجرم تتألق بالأسود اللامع من جديد

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 12:43 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

السودان .. وغزة!

GMT 11:36 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

عودة النّزاع على سلاح “الحزب”!

GMT 11:38 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

ماذا تفعل لو كنت جوزف عون؟

GMT 15:55 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

زلزال عنيف يضرب إسطنبول بقوه 6.2 درجة

GMT 02:27 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الأربعاء 23 إبريل / نيسان 2025

GMT 11:52 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

ثمة ما يتحرّك في العراق..

GMT 15:56 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 4.3 درجة يضرب ولاية جوجارات الهندية

GMT 15:51 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

وفاة الإعلامى السورى صبحى عطرى

GMT 15:48 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

"بتكوين" تقفز لأعلى مستوى فى 7 أسابيع

GMT 03:26 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

غارات أميركية تستهدف صنعاء وصعدة

GMT 03:29 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الخميس 24 إبريل / نيسان 2025

GMT 03:24 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

قتلى وجرحى في انفجار لغم أرضي شرقي حلب

GMT 01:13 2025 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

جليد القطب الشمالي يسجل أصغر مساحة منذ 46 عاماً

GMT 03:46 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

ارتفاع حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي لـ23 شخصًا

GMT 12:58 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

اعترافات ومراجعات (103) رحيل الحبر الأعظم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab