ديك المصالحة والفجر المراوغ

ديك المصالحة والفجر المراوغ

ديك المصالحة والفجر المراوغ

 العرب اليوم -

ديك المصالحة والفجر المراوغ

بقلم - حسن البطل

أنهت بريطانيا 46 سنة من "زواج بلا حب" مع الاتحاد الأوروبي بطلاق خروج يسمى "بريكست"، بعد 17 شهراً من مفاوضات أسفرت عن اتفاق من 585 صفحة، يحتاج تصديقاً صعباً من مجلس العموم البريطاني، يليه تصديق أوتوماتيكي من برلمان الاتحاد الأوروبي.
بدأت مفاوضات انخراط "حماس" في علاقة زواج مع (م.ت.ف) في الخرطوم، العام 1989، وفيها طالبت "حماس" بحصة "كوتا" في المنظمة من 40%، الأمر الذي رفضه ياسر عرفات.
انتهت الانتفاضة الثانية باتفاق أوسلو 1993، بإقامة السلطة الفلسطينية، وكانت الانتخابات التشريعية الفلسطينية الأولى العام 1996 موافقة شعبية (أو رهاناً) على اتفاق مبادئ أوسلو، وفازت "فتح" بغالبية مقاعد المجلس، رغم مقاطعة غالبية فصائل (م.ت.ف) لها، وكذا مقاطعة "حماس" في الانتخابات التشريعية الثانية العام 2006 فازت "حماس" بغالبية المقاعد، حوالي 70%، بدلاً من كوتا 40% التي اقترحتها العام 1989. قبلت "فتح" بهزيمتها وتشكّلت حكومة وحدة فصائلية، تسمى حكومة وحدة وطنية، انتهت بانقلاب سيطرت فيه "حماس" على قطاع غزة العام 2007.
منذ الانقلاب حتى عامنا هذا جرت محاولات عديدة للصلحة الفصائلية الداخلية بدءاً من وثيقة الأسرى التي صودق عليها، احتفالياً، في اجتماع المقاطعة، إلى جولات مفاوضات بتدخل عربي، كما في اتفاق مكة، الذي وقعه رئيس السلطة ورئيس حركة حماس، إلى اتفاق ثنائي بين الحركتين في مخيم الشاطئ ـ غزة.. فإلى جولات مفاوضات في أكثر من عاصمة عربية وإقليمية، فإلى تشكيل "حكومة الوفاق" العرجاء.
كم مرة صاح ديك المصالحة في الفجر المراوغ؟ ها هو يصيح مرة أخرى، بعد موافقة مبدئية حمساوية على ورقة مبادئ اقترحتها القاهرة، ولعلها تجسير لاتفاقيتين جرتا في العامين 2011 و2017 في القاهرة.
يمكن القول إن الوساطة المصرية، الأمنية ـ السياسية بين "حماس" وإسرائيل، ترافقها وساطة سياسية ـ أمنية معاكسة لها تتولاها قطر بين "حماس" وإسرائيل. لكن بينما تؤكد السلطة أن لا غنى عن الدور المصري، الذي يميل سياسياً لصالح السلطة الشرعية الفلسطينية، فإن "حماس" تميل فكرياً إلى دور قطر المنحازة إلى حركة الإخوان المسلمين، التي تعاديها مصر.
لا مقارنة بين ما جرى ويجري في سورية من حرب أهلية ـ إقليمية ـ عالمية، وبين ما جرى ويجري من محاولات الصلحة الفلسطينية، سوى أن روسيا تلعب دور المايسترو في تحالف المصالح الثلاثي مع إيران وتركيا، كما في مفاوضات سوتشي وأستانة وجنيف، وفي غياب مشاركة فعلية للنظام السوري، بوصفه صاحب الشرعية، ولو في غيابه عن الجامعة العربية، وفي مقاطعة دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة له.
هل يمكن القول إن مصر ووساطتها تلعب دور المايسترو بين قطر وإسرائيل. الأولى "تدويل" على السلطة الشرعية، والثانية تعارض الصلحة وعودة غزة إلى نطاق الشرعية.. وأما مصر فلها دورها في الوساطة الأمنية بين إسرائيل و"حماس"، الممهّد لدورها في الوساطة السياسية بين "حماس" والسلطة، أي إنجاز الصلحة الوطنية.
كم مرة سوف يصيح ديك المصالحة في الفجر المراوغ، بعد أن أحرزت الوساطة الأمنية المصرية بين "حماس" وإسرائيل نجاحاً مراوغاً، وأحرزت الوساطة السياسية المصرية نجاحاً في قبول "حماس"، مبدئياً، الورقة المصرية، وقبلت إسرائيل الوساطة المالية القطرية؟
سبق ووقعت الحركتان اتفاقاً بعد لقاءات مباشرة كما في مخيم الشاطئ، كما سبق ووقعتا اتفاقات بعد وساطات في أكثر من عاصمة عربية وإقليمية.
أسفر اتفاق مبادئ أوسلو عن وضع راهن للسلطة، خاصة بعد الانتفاضة الثانية، حيث تبدو "سلطة بلا سلطة"، وأما حكومة الوفاق، المفترض أن تثمر عن حكومة وحدة فصائلية ـ وطنية، فهي تبدو مظلة لسلطة "حماس" الفعلية.
منسوب التفاؤل بعد وثيقة الأسرى، صار منسوب التشاؤل، ثم منسوب التشاؤم، ولن يعود إلى منسوب التشاؤل إلاّ بعد اتباع الموافقات المبدئية على الورقة المصرية بموافقات نهائية، ومن الموافقة على الاحتكام إلى صناديق الاقتراع، إلى إجراء الانتخابات وتشكيل حكومة وحدة وطنية ـ فصائلية.
.. عندها قد يصيح ديك المصالحة الفصيح في الفجر الصحيح.. يرونه قريباً أو يرونه بعيداً.

"غرين كارد"
غير مرة، في غير سنوات، تلقيت دعوات من اليانصيب الأميركي المسمى "غرين كارد"، وكنت أتجاهلها بالطبع. لكن هذه السنة امتلأ بريدي الإلكتروني بدعوات ملحاحة بدأت منذ شهرين.. مع تنبيه أن الفرصة متاحة خلال أسابيع، ثم خلال أسبوع واحد، ومع خفض رسوم الاشتراك في المسابقة من 30 دولارا إلى 10 دولارات.
من هو الأحمق الذي يوجه دعوة الاشتراك في اليانصيب الأميركي إلى رجل عمره 74 سنة، وكان قد تجاهل فرصاً وإغراءات للهجرة إلى غير بلد عندما كان في الخمسين من عمره؟
حسن البطل

arabstoday

GMT 15:19 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

لماذا كل هذه الوحشية؟

GMT 15:17 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

عن حماس وإسرائيل ... عن غزة و"الهدنة"

GMT 15:21 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

لجان الكونغرس تدين دونالد ترامب

GMT 08:31 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

موازين القوى والمأساة الفلسطينية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ديك المصالحة والفجر المراوغ ديك المصالحة والفجر المراوغ



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 15:37 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - الأسد يؤكد قدرة سوريا على دحر الإرهابيين رغم شدة الهجمات

GMT 02:12 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السفارة الروسية في دمشق تصدر بيانًا هامًا
 العرب اليوم - السفارة الروسية في دمشق تصدر بيانًا هامًا

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ
 العرب اليوم - تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ

GMT 00:06 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الغاوي يجمع أحمد مكي وعائشة بن أحمد في رمضان 2025
 العرب اليوم - الغاوي يجمع أحمد مكي وعائشة بن أحمد في رمضان 2025

GMT 06:22 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الخروج إلى البراح!

GMT 13:18 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتفاق.. ونصر حزب الله!

GMT 16:01 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف فوري لانتهاكات الهدنة في لبنان

GMT 06:56 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حلب... ليالي الشتاء الحزينة

GMT 00:08 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا

GMT 06:33 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

القمة الخليجية في الكويت
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab