الأعزل الوحيد
مكتب إعلام الأسرى الفلسطيني يقول إنه سيتم الإفراج عن السجناء الفلسطينيين مساء الخميس رئيس هيئة قناة السويس يعلن جاهزية الملاحة البحرية للعودة تدريجياً في البحر الأحمر حركتا "الجهاد" و"حماس" تسلمان محتجزَيْن إسرائيليَّيْن إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في خان يونس المحتجزان الإسرائيليان موجودان بموقع التسليم في خان يونس جنوبي قطاع غزة في انتظار سيارات الصليب الأحمر إخراج إحدى الرهائن من ركام جباليا وحماس والجهاد تتجهزان لتسليم رهائن من أمام منزل السنوار الانتهاء من تسليم محتجزة إسرائيلية في جباليا شمالي قطاع غزة إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر استعدادات في خان يونس جنوبي قطاع غزة للإفراج عن محتجزين إسرائيليين متحدث باسم الجناح العسكري لحركة الجهاد يعلن الانتهاء من الإجراءات تمهيدا لتسليم اثنين من المحتجزين المقرر إطلاق سراحهما اليوم مسلحون فلسطينيون يبدأون بالانتشار في الموقع الذي من المقرر أن يشهد تسليم الرهائن في جنوب غزة الجيش الإسرائيلي يعلن رصد مسيّرة قادمة من مصر حاولت تهريب أسلحة
أخر الأخبار

الأعزل الوحيد

الأعزل الوحيد

 العرب اليوم -

الأعزل الوحيد

بقلم: حسن البطل

في كل مرة رويت القصة ضحك الزملاء، وتحدّاني بعضهم ان أكتبها.. فلم أفعل، ربما عن خجل، وربما لأسباب يطول شرحها، لكن ليس من بينها الجبن عن رواية الواقعة الفريدة في الخروج الفلسطيني المشهدي، والتاريخي من بيروت.

ومن بين زهاء 15 ألف مقاتل وإداري فلسطيني (وعربي قاتل مع الفلسطينيين) كنت الكادر الوحيد الذي خرج من جحيم الحرب والحصار اللبناني.. أعزل من كل سلاح.

ليس هذا هو «عاري» الوحيد في المسألة السلاحية، بل هو العار الثاني، فأنا وحيد أسرتي الصغيرة الذي لم يطلق النار على عدو بريطاني، إسرائيلي.. او عربي، ولكن أطلق النار الحية، من أسلحة مختلفة.. على أهداف غير حية.

فكيف خرجت أعزل من ميناء بيروت وغدوت مسلحاً في مطار لارنكا، ثم أعزل مرة أخرى، في قاعدة تبسة الجزائرية.. الصحراوية؟

بدأ خروج الأيام العشرة..، الكبير والكبيرة، يوم 21 آب، وانتهى صبيحة الأول من أيلول 1982، (يوم أعلن ريغان مبادرته)، ومع كل دفعة كانت السماء تهتز بطلقات الوداع، وبانفجارات الدمع والحناجر، بعدما اهتزت السماء والأرض طيلة أيام الحرب والحصار.

كان على جريدة «فلسطين الثورة» اليومية، ان تغطي انسحاب القوات، بانتظام الصدور حتى اليوم الأخير، وهي انتظمت في الصدور باستثناء يوم 4 آب الجهنمي، أما مجلة «فلسطين الثورة»، فقد «قُتل» عددها الـ424 تحت ركام مطبعة «الكرمل» فانضم كادرها إلى كادر الجريدة. وكان الدوام في «المقر الحربي» للجريدة اختيارياً.. لمن استطاع، ولمن جرؤ.. والغريب انه كان أكثر انضباطاً ومواظبة من إبان السلم.
مع كل دفعة، كان الكادر ينزف.. وكانت البنادق تقلّ.. وضغط العمل يتضاعف على «آخر المنسحبين».. الخبر وفير.. الورق وفير.. والبنادق وفيرة، ثم تبخرت..!

ففي يوم الخروج، تفقدت بندقيتي في المكتب.. فلم أجدها، لا وقت للتحقيق ولا وقت لتدبير بندقية.. وهكذا، ذهبت الى نقطة التجمع بزي عسكري جديد، أعزل.. دون ان ينتبه أحد.

قبل امتطاء ظهر السفينة القبرصية اليونانية في ميناء بيروت، الى ميناء لارنكا، كان على المقاتلين تسليم سلاحهم ليوضع في مخزن السفينة، كثيرون خالفوا شرط الانضباط والأمان هذا.. خصوصاً وأن الأعصاب ملتهبة والأعجوبة كانت ان تمرداً مسلحاً لم يحصل ضد قرار الخروج. وكان شارون يراقب خروجنا بمنظاره العسكري، كما قيل.

واكبتنا في البحر سفن عسكرية.. إيطالية وفرنسية وأميركية.. الى مياه قبرص الإقليمية، وميناء لارنكا، ومنه الى مطار لارنكا، حيث أقلتنا طائرات «هيركوليس» جزائرية عسكرية (أميركية الصنع) الى .. صحراء الجزائر، مباشرة.

في مطار لارنكا، أعاد الجيش القبرصي البنادق التي تحفّظ عليها في ميناء لارنكا.. حيث بقي جريح مسلح هناك.. فكان لا بد لأحد ان يحمل البندقية الزائدة.. فكنت أنا. وكانت الطائرة مدججة بالبنادق اذن، بمخازنها الملأى.. وهذه مخالفة أمان عسكرية، لكن المشقة كانت بمنع التدخين منعاً باتاً طيلة خمس ساعات ونصف.

وفي الطريق من مطار تبسّة الى قاعدتها، جرّدني سليم بركات، فجأة، من «الكوفية» وتبرع بها لمواطن جزائري طلبها.. فوصل معظم المقاتلين بدون كوفياتهم، ثم دخلوا المهاجع دون بنادقهم التي استلمها الجيش الجزائري، حسب الأصول.. الا سليم بركات المشاغب، الذي خبأ مسدسين، وأخفاهما في القاعدة، ثم بطائرة الرئيس الى تونس.. وتخلى عنهما عندما أمرنا بالتوجه الى قبرص لإصدار «فلسطين الثورة» من جديد..

وبعد أقل من شهرين من توقفها، فكانت أسرع مؤسسات (م.ت.ف) في العودة الى العمل.

وهكذا كنت الأعزل الوحيد الذي خرج من بيروت، ولكن في الجزء البحري من الخروج، اي حتى قبرص.

أما «العار الثاني» فالواقع أن جدي واخوته، وأبي وأعمامي، وإخوتي كافة حملوا السلاح، فترك أبي أخي الكبير جريحاً وأسيراً في معركة الخروج من حصار طيرة حيفا (آخر المواقع الساحلية الفلسطينية التي سقطت)... وقاتل أخي الصغير قائداً فدائياً، ونال شرف الشهادة.

إلّاي، فقد حملت السلاح، لكن لم اطلق طلقة على هدف حي، فكان قلمي هو سلاحي.. ولا يزال.

والغريب، ان جيراني الموارنة في شارع أميركا ببيروت، كانوا يحترمون عدم ظهوري مسلحاً ويظنون ان بيتي «ترسانة».. فتركتهم يظنون، لأن الشك سلاح أيضاً.

فهل يجوز، أحياناً، ان يكون القلم أصدق إنباء؟ فقد تكلّ البندقية قبل ان يكلّ القلم..!

 

arabstoday

GMT 08:40 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأعزل الوحيد الأعزل الوحيد



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:21 2025 الخميس ,30 كانون الثاني / يناير

حنان مطاوع تتحدث عن أمنيتها في مشوارها الفني
 العرب اليوم - حنان مطاوع تتحدث عن أمنيتها في مشوارها الفني

GMT 11:05 2025 الأربعاء ,29 كانون الثاني / يناير

توحّد غيتس... وتعدّد التاريخ

GMT 09:47 2025 الخميس ,30 كانون الثاني / يناير

عباس يشيد بمواقف مصر والأردن في دعم فلسطين ورفض التهجير
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab