أميركا تحتكر دور القاضي والمحامي  والسمسار

أميركا تحتكر دور القاضي والمحامي .. والسمسار!

أميركا تحتكر دور القاضي والمحامي .. والسمسار!

 العرب اليوم -

أميركا تحتكر دور القاضي والمحامي  والسمسار

حسن البطل

كيري يتحدث عن "إطار" وأوباما يفسر الإطار بـ "فترة انتقالية" واسرائيل تفسرها "دولة مؤقتة" .. ونحن كفلسطينيين كيف نفسر كل هذا؟ يجوز لدور "الوسيط" السياسي أن يكون نزيهاً أو غير نزيه، أما الوسيط العقاري فهو "سمسار" الصفقة. لكن، هل يجوز أن يكون الوسيط السياسي أو العقاري هو القاضي والمحامي معاً، أو المدعي العام - وكيل النيابة ومحامي الدفاع. القضية هي "حل الدولتين" وحل الدولتين يعني ترسيم الحدود؛ وترسيم الحدود يعني مكانة أمن إسرائيل من سيادة فلسطين (وبالعكس). "الإطار" و"الفترة الانتقالية - الحل المرحلي" و"الدولة المؤقتة" بدأت بمشروع ترتيبات أمنية، أي بالرجل اليمنى بالنسبة لإسرائيل، والرجل اليسرى بالنسبة لفلسطين. هذا يفسّر موقع قبول إسرائيل لمشروع الترتيبات وتحفظاتها، وموقع تحفظات على المشروع فلسطين وقبولها؟ الموازنة بين القبول والتحفظ تميل لصالح إسرائيل، على الأقل في الفترة الانتقالية (أميركا تقول ٣ - ٤ سنوات ثم الفحص، وإسرائيل تقول بثلاثين - أربعين سنة ثم الفحص). بشكل عام، فإسرائيل أقرب الى القبول منها الى التحفظ (ليفني الأقل تحفظاً، ونتنياهو اكثر منها تحفظاً، وليبرمان اكثر من نتنياهو). أما فلسطين الرسمية فهي اقرب الى التحفظ منها الى القبول، اما غير الرسمية فهي اقرب الى الرفض من التحفظ. هكذا، فإن "تنازلات مقابل تنازلات" صارت في موضوع أمن اسرائيل "تحفظات مقابل تحفظات". لماذا؟ لأنه في موضوع الأمن الاسرائيلي فأميركا في موقع محامي الدفاع عن اسرائيل، وأما في موضوع السيادة الفلسطينية فهي في موقع المدعي العام على الاحتلال الإسرائيلي. للأسف، فإن الانقسام الغزي هو سند "الإطار" و"الفترة الانتقالية" و"الدولة المؤقتة" وعلى لسان أوباما في كلمته أمام "معهد تسابان" لدراسات الشرق الأوسط، فعلى الضفة أن تبرهن أنها لن تكون غزة. على لسان نتنياهو، امام المعهد ذاته، فعلى الدولة الفلسطينية أن تنتظر ان كانت ستكون لإيران "قنبلة" او لا، ولا شأن لفوضى الربيع العربي في أمن إسرائيل من فلسطين، لكن الانتفاضة الثالثة، في حال الفشل الأميركي، لها شأنها في الترتيبات الأمنية (إسرائيل تنسحب من معظم الضفة عدا الأغوار). في مرحلة الترتيبات الأمنية تمارس أميركا ضغوطا على السلطة، وكشفت "معاريف" ان كيري طلب من إسرائيل تأجيل إطلاق سراح أسرى ما قبل أوسلو شهراً، ربما مقدمة لربط الرزمة الاقتصادية في مشروعه بالرزمة السياسية لاحقاً.. إن جرؤ الفلسطينيون، رسميا على الرفض؟ في مرحلة الترتيبات السياسية، فأميركا تلوّح بتأثيرها على أحزاب إسرائيلية (العمل، الحركة - ليفني، ويوجد مستقبل) لإعادة تأليف الائتلاف الحكومي، لجعله اكثر قبولاً للمفاوضات ونتيجتها (دولتان لشعبين). كيري اجتمع مع هؤلاء. ليس قليلاً أن يهدّد يائير لبيد بالخروج من الائتلاف الحكومي، اذا خرج نتنياهو من المفاوضات على حل سياسي، لأن حزبه هو الثاني في الائتلاف .. وعلى ما يبدو فإن ائتلاف لبيد - نفتالي سوف يتفكك، لأن الأخير ضد الحل بدولتين، ومع ضم معظم الضفة. في المقابل، فإن ائتلاف ليكود - بيتنا، لن يتفكك خشية ان يصبح حزب لبيد هو الأكبر في عدد المقاعد (ليكود ١٩ مقعداً ولاسرائيل بيتنا ١١ مقعدا). أيضاً لن ينسحب يمين - الليكود منه، ولو لأنه ليس هناك منافس لنتنياهو في الليكود او بين قادة الأحزاب المنافسة والمعارضة. صحيح، أن مشروع الترتيبات الأمنية يميل لمصلحة إسرائيل، لكن في المشروع هناك ما يشبه "جائزة ترضية" للفلسطينيين، وهي "المعابر مشتركة" على نهر الأردن، مع تواجد امني أميركي. لمن الكلمة على المعبر؟ يبقى هناك تساؤل، ليس عن فرصة كيري في إنجاح المفاوضات، بل عن موقع "الإطار" الأمني من اجل المفاوضات السياسية الشاملة المحدد لها تسعة شهور. هل ستنتهي المهلة باتفاق "فترة انتقالية" ام باتفاق نهائي لبقية القضايا مثل القدس واللاجئين، لأن الاتفاق على الأمن الإسرائيلي والسيادة الفلسطينية المنقوصة (فترة انتقالية) قد يعني حل ما لمشكلة المستوطنات والمياه خلال بضع سنوات. الوضع الفلسطيني ليس سهلاً، لأن الدول المجاورة في الربيع العربي تعتريها حالة "نبذ اللاجئين" ومع إسرائيل هناك حالة "نبذ حق العودة". المشروع الكياني الفلسطيني انفك عن مشروع التحرير القومي العربي، بعد انطلاقة الثورة (مشروع الدولة الديمقراطية المشتركة)، ومنذ نهاية حرب ١٩٧٣.    

arabstoday

GMT 07:42 2024 الإثنين ,30 أيلول / سبتمبر

بتوع الوانيت

GMT 07:39 2024 الإثنين ,30 أيلول / سبتمبر

أي حزب وأي لبنان وأي إيران؟

GMT 07:37 2024 الإثنين ,30 أيلول / سبتمبر

على رِسلك... ما بيننا أعظم من ذلك!

GMT 07:35 2024 الإثنين ,30 أيلول / سبتمبر

اليوم التالي للمنطقة

GMT 07:33 2024 الإثنين ,30 أيلول / سبتمبر

هل أتت «ساعة التخلي»؟

GMT 07:30 2024 الإثنين ,30 أيلول / سبتمبر

يحيى الفخراني عاشق «الملك لير»

GMT 07:28 2024 الإثنين ,30 أيلول / سبتمبر

توابع زلزال النجاح الطاغى !

GMT 05:11 2024 الإثنين ,30 أيلول / سبتمبر

إشراقة «الأكسجين» فى صالون «وسيم السيسى»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أميركا تحتكر دور القاضي والمحامي  والسمسار أميركا تحتكر دور القاضي والمحامي  والسمسار



نجمات العالم يتألقن بإطلالات جذّابة بأسبوع الموضة في باريس

القاهرة - العرب اليوم

GMT 07:37 2024 الإثنين ,30 أيلول / سبتمبر

على رِسلك... ما بيننا أعظم من ذلك!

GMT 09:18 2024 الأحد ,29 أيلول / سبتمبر

السعودية قبل مائتي عامٍ

GMT 08:30 2024 الإثنين ,30 أيلول / سبتمبر

حصيلة قتلى إعصار “هيلين” ترتفع إلى 111 شخصًا

GMT 12:48 2024 الأحد ,29 أيلول / سبتمبر

عمرو دياب يتألق في حفله بمدينة العلا السعودية

GMT 07:35 2024 الإثنين ,30 أيلول / سبتمبر

اليوم التالي للمنطقة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab