«ليس الشديد بالصرعة»

«ليس الشديد بالصرعة..»

«ليس الشديد بالصرعة..»

 العرب اليوم -

«ليس الشديد بالصرعة»

حسن البطل

لحظة. «قف وفكّر». الفتى ليث مات، سقط، استشهد، ارتقى في فورة الاحتجاج والغضب على محرقة عائلة دوابشة. قلت لحظة، لأن الفتى ليث فضل الخالدي كان، ربما رضيعاً في عمر طفل الحليب علي دوابشة، لمّا اندلعت الانتفاضة الثانية.
من عمر الحليب إلى أوّل ريعان الشباب، أو كان ليث في عمر الحليب العام 2000.

إذن؟ في الانتفاضة الأولى 1987 كان بعض شهداء الانتفاضة الثانية 2000 في عمر الحليب، وفي فورة الغضب على محرقة العائلة ماذا تذكّرت؟
في «يوم أبو جهاد» إبّان الانتفاضة الأولى، سقط 16 شهيداً في اليوم التالي لاغتيال قائد الانتفاضة، و»أول الرصاص وأول الحجارة».
هذه معلومة صغيرة، تفصيل من الانتفاضة الأولى لا أنساه، لأننا كنا ندير مجلة المنظمة من نيقوسيا، نتلقّى الأخبار وبيانات «ق. و. م» على الفاكس الرديء، ونوزّعها إلى الجهات الأربع كما هي.

لماذا أشعر أن أبو جهاد، قبل استشهاده، ردّ علينا، وأن اسحق شامير ردّ علينا؟ كانت بعض بيانات قيادة الانتفاضة الأولى «ساخنة» ومتطرفة ضد بعض البلاد العربية المجاورة، واعترض أبو جهاد على توزيعها كما هي، وأخضعها للرقابة.. وكانت آخر كلمات بخط يده، قبل استشهاده بقليل، نداء آخر إلى شعب الانتفاضة، التي عمل عليها منذ العام 1984 بلقاءات متكررة في عمّان مع الخلايا والنشطاء الذين فجّروا الانتفاضة، على توقيت حادثة الدهس الإسرائيلية في جباليا غزة.
المعذرة، لماذا وكيف ردّ شامير علينا؟ كنتُ، شخصياً، أُعنون صفحات نشاطات الانتفاضة في المجلة المركزية لـ»حرب الاستقلال الوطني» فقال شامير: إن كانت المنظمة تعتبرها حرباً فسنخوضها حرباً «في الحرب كما في الحرب» كما يقولون.

ماذا يقولون، أيضاً: الأبطال يموتون صغاراً (رواية أو عنوان فيلم سينمائي) كما ويقولون: إياك أن تذهب إلى حرب (انتفاضة) كما ذهبت إلى حرب (انتفاضة) سبقتها.
ومن ثم؟ في بلعين، قبل عشر سنوات، وبعد الانتفاضة الثانية المسلّحة، بدأت مقاومة شعبية لها أنماط وصور الانتفاضة الكلاسيكية الأولى: حجارة ومقاليع، لثام وإطارات مشتعلة، وشهداء بالتقسيط.

.. وأيضاً، ثلاث حروب في/ على غزة متزايدة الضراوة والدمار والقتلى، وسمها العدو بـ»الإرهاب» المسلّح، ثم وسم نموذج بلعين بـ»الإرهاب الشعبي» ثم وسم سياسة السلطة بـ»الإرهاب الدبلوماسي والسياسي».

ما الذي تغيّر؟ ما الذي تبدّل؟ الفتيان الشجعان في ريعان أوّل الشباب، يذهبون إلى حواجز الجنود احتجاجاً، ثم تتطاير الحجارة، ويئزّ الرصاص ويسقط فتى.. هذا لم يتغير.
ماذا تغير؟ صار شبان المستوطنين يذهبون لجباية «شارة ثمن» ضد الشجر، ثم ضد البيوت، ثم صاروا حتى في إسرائيل، يتحدثون عن «إرهاب يهودي».
كل المستوطنات مسوّرة، مراقبة بالكاميرات، محميّة بالجنود على أبوابها، مقابل كل القرى والمدن مفتوحة للجهات الأربع، غير محمية في الليل بخاصة من «ضباع الليل». عبارات الكراهية على الجدران أوّلاً، ثم من العام 2008 بدأت الضباع في سياسة الإحراق للبيوت، للمساجد، والكنائس.. والآن، منذ عام، لإحراق البشر.
في الأمر ما يريب. هل نريد انتفاضة ثالثة مسلحة، أم أن جيش الاحتلال يدفع صبر الشعب والشباب إلى الانفجار، وإلى انتفاضة ثالثة عامة.

الفلسطينيون أساتذة في «الصمود» كما يعترف الإسرائيليون، وأساتذة في الشجاعة والتضحية، وكذا في وعي الشعب أن انتفاضة عن انتفاضة تفرق. كل أشكال الصمود والمقاومة والنضال والحروب جرّبناها.

لسنا من قال في إسرائيل: هذا إرهاب يهودي، وهؤلاء «مجاهدون» يهود.. وانهم «داعش يهودية». لأن من يقول إن المتدينين اليهود المتطرفين سيطروا على الصهاينة الأذكياء، وان الأصوليين من اليهود المتطرفين سيسيطرون على دولة إسرائيل.
في المقابل «يا نبض الضفة.. فجرها ثورة» على فضائيات فصائل المقاومة في غزة، لكن ماذا؟ ينسبون الى الرسول الأعظم قوله: «ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب». الكاظمون الغيظ!

الغضب ساطع وسيأتي، ولكن ليس كما يريد الجيش ولا حكومة إسرائيل، ولا «داعش اليهودية».. ولا، بالطبع، الانتفاضة الثانية المسلّحة.
اقرؤوا ماذا قال عم الرضيع علي دوابشة في ميدان رابين. اقرؤوا ماذا كتب رئيس دولتهم رؤوبين ريفلين على صفحته بعد زيارته عائلة دوابشة. اقرؤوا شهادات بعض جنودهم عن «خيار هانيبال» في حرب غزة الأخيرة.

قال دايان بعد حرب 1967: لنحذر أن تتحول الأراضي المحتلة إلى جمرة في يد إسرائيل!
النساء تبكي أولادها، والشباب يهتفون: بالروح بالدم. يا شهيد ارتاح سنكمل الكفاح!

 

arabstoday

GMT 02:18 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (الجزء 1)

GMT 02:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الوفاء غائب ولغة التخوين والحقد حاضرة

GMT 02:10 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حين ينهار كلّ شيء في عالم الميليشيا

GMT 02:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 02:04 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الرفاق حائرون... خصوم ترمب العرب

GMT 02:01 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

شبحا كافكا وأورويل في بريطانيا

GMT 01:58 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

التوسع والتعربد

GMT 01:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أميركا دونالد ترمب

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«ليس الشديد بالصرعة» «ليس الشديد بالصرعة»



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة
 العرب اليوم - أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة

GMT 02:44 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية
 العرب اليوم - القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية

GMT 12:03 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
 العرب اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 05:58 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 12:50 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

موسكو تدعو "حماس" إلى الإفراج "الفوري" عن مواطنين روسيين

GMT 12:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

انفجار قوي يهز العاصمة السورية دمشق ويجري التحقق من طبيعته

GMT 13:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب تطرح ميزة “مسودات الرسائل” الجديدة

GMT 13:26 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 20:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترمب يُعدّ قائمة بمسؤولين في البنتاغون لفصلهم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab