إسرائيل وفلسطين إمّا وإمّا، أو هيك وهيك

إسرائيل وفلسطين: "إمّا.. وإمّا، أو "هيك وهيك"!

إسرائيل وفلسطين: "إمّا.. وإمّا، أو "هيك وهيك"!

 العرب اليوم -

إسرائيل وفلسطين إمّا وإمّا، أو هيك وهيك

حسن البطل

لنذهب، كما يقال، إلى رأس النبع. في الحكاية أن الذئب في رأس النبع يتهم الحمل أسفله: لماذا تعكّر الماء عليّ.. إلى أن يقول: الذئب يحبّ لحم الحمل!
أو لنذهب إلى رأس النبع في غير الحكاية: إسرائيل وفلسطين، حيث عصابات "شارة ثمن" تعكّر الماء على أبرز أدباء إسرائيل، عاموس عوز، كما عصابات "كاهانا حي" و"كاخ" على محرر الموسوعة العبرية، وأبرز مفكري ومفسّري الديانة اليهودية، يشعياهو ليبوفتش (1803ـ1994).
في احتفال عيد ميلاده الـ 75 قبل يومين حذّر عوز من "مجموعات نازية جديدة عبرية"، وكان ليبوفتش سبقه وحذّر هؤلاء: "نازيون جدد عبرانيون" وبلغة مباشرة: "إنكم نازيون يهود"!
كيف التقى أديب صهيوني علماني رفض جائزة إسرائيل، ومن أنصار "بتسيلم" مع فيلسوف يهودي، أو "نبي الغضب".. لا في مجرد وصف "النازية اليهودية" بل في تحذير الأول من أن الاحتلال يقود إلى دولة فصل عنصري، وهذه تقود، إن لم تقم قائمة للحل بدولتين، إلى دولة واحدة عربية "لن أحسد اليهود الذين يعيشون فيها".
***
المشاريع السياسية تذكّرنا بالطبعات اللاحقة، مزيدة ومنقحة، من أمهات الكتب الكلاسيكية أو كتب التراث.
بعد حزيران 1967 صدرت أولى الطبعات العربية عن حل الصراع العربي ـ الإسرائيلي بغير تحرير فلسطين، وكان الملك حسين أكبر المروّجين لها: "على إسرائيل أن تختار إما السلام وإما الأرض".
آخر طبعة للحل يتداولونها إسرائيلياً وعالمياً وأميركيا، وهي: إما الحل بدولتين، وإما دولة واحدة تكون، في النتيجة، دولة فصل عنصري و"أبارتهايد".
عندما قالها الوزير كيري في لجنة العلاقات الخارجية للكونغرس بعد فشله ثارت عليه ثائرة إسرائيل.. فاعتذر، لأنه لم يضع كلماته في مواضعها المناسبة.
لكن، عندما تولى السفير الأميركي اليهودي، طويل الخدمة، في إسرائيل، مارتن انديك وضع الكلمات ذاتها في مواضعها المناسبة.. ثارت عليه ثائرة إسرائيل.. ففكر بالاستقالة!
لاحظوا أنه عندما قال هذا المعنى رئيس الوزراء، ووزير الدفاع السابق، ايهود باراك، في أميركا، قبل هذا الأمر الغريب: ما يقوله يهود عن إسرائيل، في الكنيست وخارجها، محظور أن يقوله عنها أميركيون في الكونغرس وخارجه. مسموح أن يقول مستوطنون لجنودهم: "أنتم نازيون" ومحظور أن يقولها عن المستوطنين أديب علماني صهيوني.
إمّا.. وإمّا. إمّا أرض فلسطين أو دولة فلسطين، وقد قرر الفلسطينيون بينهما أن تكون دولة فلسطين.
إمّا.. وإمّا. إمّا أرض إسرائيل أو دولة إسرائيل، والإسرائيليون لم يقرروا بينهما حتى الآن، لأنهم لم يقرروا كيف تكون دولة يهودية ودولة إسرائيلية ودولة ديمقراطية ودولة جميع رعاياها.
***
ما هو النقيض الفكري والسياسي، لـ "الحلول الخلاّقة؟" لعله "الفوضى الخلاّقة". ما هو النقيض للخيار بين "إمّا.. وإمّا" إمّا الحل بدولتين، وإمّا الحل بدولة واحدة؟ إنه "هيك.. وهيك" كيف؟ "هيك" في أوسلو مشروع حل، وعندما قرأ اليهودي السياسي الأديب هنري كيسنجر إعلان مبادئ أوسلو قال: هذه غلطة رابين.. وهذا سيؤدي إلى دولة فلسطينية.
عندما قرأ ليبوفتش إعلان مبادئ أوسلو، قال: هذه بداية طيبة.. إنها البداية، "ليس لنا مخرج آخر غير إقامة دولة فلسطين".. لكن ما يمكن أن يحدث هو اغتيال رابين.. وقد حدث بعد عام على موت ليبوفتش.
"هيك" صار: لا مستقبل لإسرائيل دون دولة فلسطينية، أو لا مستقبل لدولة فلسطينية بالمفاوضات، ومن ثم: إما حكم ذاتي على بعض الضفة، إما إعادة بعض الضفة للأردن. إما الانسحاب الأحادي من بعض الأراضي الفلسطينية المحتلة (غزة). إما "الانطواء" الشاروني عن بعض أراضي الضفة المحتلة.
.. وإما ضم الضفة بأسرها إلى إسرائيل، وإعطاء سكانها حقوقاً متدرّجة، قد تنتهي إما بمكانة "عرب إسرائيل" في دولة إسرائيل، وإما بمواطنية كاملة.. أي إمّا الطاعون وإما الكوليرا.
.. أو أن تقرر إسرائيل مصير فلسطين، عن طريق ترسيم حدودها معها من جانب واحد، كما يفكّر بنيامين نتنياهو.
***
إما الأرض وإما السلام؟
إما دولة إسرائيل وإما أرض إسرائيل؟
إما دولة فلسطين وإما أرض فلسطين؟
إما دولتان وإما دولة واحدة.
إما دولة يهودية وإما دولة "كل رعاياها".
إما الانفصال اليهودي عن الاحتلال، وإما استقلال فلسطين.
صحيح أن هذا زمن الحلول التركيبية، وخاصة في المواد الصناعية، وأن الفوضى الخلاّقة قد تؤدي إلى حلول خلاّقة.
المسار الفلسطيني والمصير اليهودي!
المصير اليهودي والمسار الفلسطيني!
الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين يؤدي إلى احتلال اليهودية التوراتية للصهيونية ولدولة إسرائيل.

 

     

 

arabstoday

GMT 05:14 2025 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

البخيل الباني الباذخ

GMT 05:12 2025 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

الذكاء الاصطناعي وكعب بن سعد الغنوي!

GMT 05:10 2025 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

سؤال السلام... مع الفلسطينيين أو من دونهم

GMT 05:08 2025 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

ما زال الأمل كبيراً

GMT 05:06 2025 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

مصالح متقاطعة: ترمب والشرق الأوسط

GMT 05:04 2025 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

النفط في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين

GMT 05:03 2025 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

أشكال متعددة من توجهات ترمب

GMT 05:01 2025 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

كلام الطمأنينة للنفوس العربية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسرائيل وفلسطين إمّا وإمّا، أو هيك وهيك إسرائيل وفلسطين إمّا وإمّا، أو هيك وهيك



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 12:06 2025 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

أنغام في أول حفل بعد أزمة عبد المجيد عبدالله
 العرب اليوم - أنغام في أول حفل بعد أزمة عبد المجيد عبدالله

GMT 12:06 2025 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

أنغام في أول حفل بعد أزمة عبد المجيد عبدالله

GMT 11:50 2025 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

منة شلبي تكشف حقيقة زواجها سرّاً

GMT 11:53 2025 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

يسرا اللوزي تكشف أسلوبها في التعامل مع التنمر

GMT 11:59 2025 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

روجينا توجّه رسالة مؤثّرة لرانيا فريد شوقي

GMT 06:42 2025 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

غوغل تكشف موعد تغيير تسمية خليج المكسيك

GMT 15:48 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

محمد إمام يشعل مواقع التواصل برسالته لعمرو دياب

GMT 15:45 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

هيدي كرم تعلن رأيها في عمليات التجميل

GMT 15:52 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

رانيا فريد شوقي تردّ على التنمر بها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab