الصعود اليهودي؛ النكوص الإسرائيلي

"الصعود" اليهودي؛ "النكوص" الإسرائيلي؟

"الصعود" اليهودي؛ "النكوص" الإسرائيلي؟

 العرب اليوم -

الصعود اليهودي؛ النكوص الإسرائيلي

حسن البطل

وجدتُ جوابي على "نصف اللغز" في مفردات الهجرة اليهودية إلى إسرائيل. إنها تنقص عدد المهاجرين الألمان اليهود إلى إسرائيل.

دَأبتْ إسرائيل على وصف الهجرة الإيجابية اليهودية إليها بأنها "صعود ـ علياه" والهجرة السلبية منها بأنها "نزول". مثلاً الهجرة الكبرى الروسية ـ السوفياتية أواخر القرن الفائت أضافت مليوناً وأكثر إلى سكان إسرائيل، وشكل ناتان شارانكسي حزب "إسرائيل بعلياه". ثلث هؤلاء المليون ما كانوا يهوداً، وغالبية هذا المليون هاجروا لأسباب اقتصادية، وقت الانهيار السوفياتي.

"علياه" تعني "الصعود"!

هل الكارثة النازية (المحرقة ـ الهولوكوست) هي سبب إقامة إسرائيل، أم أن التوق الديني إلى "صهيون" واللبن والعسل هو السبب؟ في هذا يتساجل الصهاينة الكلاسيكيون مع اليهود المتدينين.

في آخر إحصائية لسكان إسرائيل أن عدد يهودها ناف على المليون السادس، ويفاخرون في إسرائيل بأنها المكان الوحيد حيث يزداد فيه عدد اليهود، مقابل تضاؤل عددهم في الشتات "الدياسبورا" بفعل قلة الولادات، والزواج المختلط.

برلين عاصمة ألمانيا قبل وبعد "الرايخ الثالث"، الذي أنجب دولة الهيكل الثالث، أي قبل "المحرقة" وبعدها، وبسبب "الهولوكوست" صارت عبارات يهودية مثل "لن ننسى ولن نغفر" و"لن تتكرر أبداً ـ Never Again" جزء من أعجوبة و"ملحمة" نجاح إقامة دولة إسرائيل!

أحد الصحافيين الإسرائيليين قال، حديثاً: "أكثر الأشياء إضحاكاً أن إسرائيل تبتهج بغواصة [نووية] رابعة اشترتها من ألمانيا [غواصة دولفين] فالألمان الذين تسببوا بالكارثة صاروا شركاء، أما الفلسطينيون فليسوا شركاء.. لأنهم منكرون للكارثة في ظاهر الأمر. حسن والله"!

بدأ "النسيان والغفران" اليهودي لألمانيا باجتماع فندق "والف استوريا" في نيويورك أواخر الخمسينيات، بين المستشار الألماني كونراد أديناور، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، دافيد بن ـ غوريون، ودفعت ألمانيا ما مجموعه أكثر من 120 مليار دولار تعويضات مباشرة مالية وسلاحية لإسرائيل، غير التعويضات الفردية لـ "الناجين" من "المحرقة" وذراريهم.. حتى آخر عمرهم. "كارثة" أقامت إسرائيل وتعويضاتها نشلتها من الإفلاس!

الآن، صارت برلين مربط خيل المهاجرين اليهود الإسرائيليين، والسبب هو البحث عن رفاهية العيش، لأن الأسعار في برلين نصف أو ثلث مثيلاتها في إسرائيل (البيوت، البضائع.. وحتى الجبنة والحليب).

الاقتصاد الألماني يعدّ الأقوى أوروبياً، والبطالة هناك هي الأقل أوروبياً (حوالي 6,7%) وتشكو ألمانيا من ضعف المولودية كما معظم دول أوروبا الغربية.

في موجة جديدة تسمى "احتجاجات برلين" في إسرائيل بسبب غلاء المعيشة فيها، طلب منظمو الحملة 25 ألف تأشيرة عمل ألمانية. "احتجاجات برلين" توسع نطاقها إلى نشدان الهجرة لنيويورك، لندن، واشنطن، براغ، كوستاريكا "أو أي بلد بالإمكان العيش فيه من الناحية الاقتصادية"!

حوالي ربع أو ثلث الإسرائيليين اليهود يحملون جوازات سفر بلد آخر، وحملة "الاحتجاجات" شملت التوجه إلى حكومة إسبانيا لتسريع العمل في تشريع إسباني جديد يمنح الجنسية لذراري اليهود السفارد، الذين طردوا من إسبانيا في "حرب الاسترداد" و"محاكم التفتيش" وهم يشكلون، اليوم، في إسرائيل أكثر من ثلاثة ملايين يهودي شرقي "سفاردي".. معظمهم عربي الأصل!

لا يعني هذا جدّية النكتة الإسرائيلية، التي شاعت منتصف خمسينيات القرن الماضي، وتقول: ان هناك لافتة في مطار اللد كتب عليها "على آخر المغادرين إطفاء الأنوار".. لكنها تعني أن ما ينطبق على شعوب سائر الدول للهجرة طلباً لرخاء العيش يسري على الإسرائيليين اليهود.

يعيش في نيويورك عدد من الإسرائيليين اليهود يفوق عدد الأميركيين اليهود الذين هاجروا إلى إسرائيل، وربما فاق، مستقبلاً، عدد الإسرائيليين اليهود في ألمانيا وبرلين عدد الألمان اليهود المهاجرين إلى إسرائيل.

لافت للانتباه أن وزير المالية الإسرائيلي، يائير لبيد، الذي صعد وحزبه "يوجد مستقبل" على موجة احتجاجات أسعار "جبنة الكوتيج" وصف القائمين على حملة الهجرة إلى برلين بأنهم "ما بعد صهيونيين" و"معادون للصهيونية" علماً أنه من دعاة "الإسرائيلية" لا اليهودية ولا الصهيونية!

كان وصف "ما بعد الصهيونية ـ بوست زيونيزم" يُطلق على جماعة مؤرخين أكاديمية إسرائيلية من نقّاد الصهيونية الكلاسيكية، وصار يُطلق على المهاجرين من إسرائيل لسبب اقتصادي؟!

كانت المحامية اليهودية التقدمية فيلتسيا لانغر قد هاجرت إلى ألمانيا، موطنها الأصلي، يائسة من الدفاع غير المجدي عن المناضلين الفلسطينيين أمام عدالة المحاكم الإسرائيلية.

"أرض اللبن والعسل" كانت جاذبة لأسباب سياسية واقتصادية أولاً ودينية ثانياً، وصارت طاردة لأسباب اقتصادية "إلى مكان يكون بالإمكان شراء بيت أو دخول سوبر ماركت من دون أن يُذبحوا".

"أين يذهب المال؟" سؤال حملة لبيد الانتخابية التي رفعته إلى وزير المالية. إنه يذهب للجيش والاستيطان اليهودي. ميزانية الجيش أكبر من ميزانيات جيوش الدول العربية المحيطة بإسرائيل! البيت في المستوطنة رخيص، وفي إسرائيل باهظ الثمن.

arabstoday

GMT 05:07 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

«الحياة الأبدية» لمقاتلي روسيا

GMT 05:01 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... السنجاب المحارب!

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأولوية الإسرائيلية في الحرب على لبنان

GMT 04:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

تثمين العقلانية السعودية

GMT 04:55 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

من ينتخب الرئيس... الشعب أم «المجمع الانتخابي»؟

GMT 04:53 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

«أرامكو» وتحوّل الطاقة

GMT 04:52 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بريطانيا: المحافظون يسجلون هدفاً رابعاً ضد «العمال»

GMT 04:50 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

اليوم التالي في واشنطن استمرارية أم انعطافة؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصعود اليهودي؛ النكوص الإسرائيلي الصعود اليهودي؛ النكوص الإسرائيلي



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:21 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
 العرب اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 23:36 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
 العرب اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 15:16 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأولوية الإسرائيلية في الحرب على لبنان

GMT 04:05 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع عدد المصابين بأخطر سلالة من جدري القرود في بريطانيا

GMT 18:25 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

مانشستر سيتي يرصد 150 مليون يورو لضم رودريغو

GMT 18:20 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

17 ألف ريال غرامة للهلال السعودي بسبب أحداث مواجهة النصر

GMT 02:26 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة لاعب وإصابة 4 بسبب صاعقة رعدية بملعب كرة قدم في بيرو

GMT 03:11 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمطار الغزيرة تغمر مطار برشلونة في إسبانيا

GMT 18:15 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة لاعب وإصابة 5 بـ صاعقة في بيرو

GMT 13:14 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط مروحية عسكرية مصرية ووفاة ضابطين أثناء تدريب

GMT 15:29 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير من مخاطر استخدام ChatGPT-4o في عمليات الاحتيال المالي

GMT 03:42 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يواصل هجماته على إسرائيل ويطلق 90 صاروخًا

GMT 18:38 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

آينتراخت فرانكفورت يحدد 60 مليون يورو لبيع عمر مرموش

GMT 19:28 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

قتلى من حزب الله بقصف إسرائيلي على محيط السيدة زينب في دمشق
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab