بعد العيد

بعد العيد ؟!

بعد العيد ؟!

 العرب اليوم -

بعد العيد

حسن البطل

"بكرة" عنوان كتاب أجنبي، بالمفردة العربية وحروف الهجاء اللاتينية، وفيه تفسير سيكولوجي ـ سوسيولوجي لمكانة "بكرة" في الزمن العربي الراكد، أو البليد (ولو قالوا لا تؤجِّل عمل اليوم إلى الغد). بكرة العيد؟ بعد بكرة..! هذه بكرة صغرى. بكرة رمضان؟ بعد بكرة.. هذه بكرة كبرى. لماذا؟ يقولون لك، أحياناً، "بعد رمضان" وفي الأيام الأخيرة من رمضان يقولون لك "بعد العيد". البكرة الكبرى يقولها الناس عموماً، والصغرى تقولها دواوين الحكومة، خصوصاً. البكرة الكبرى هي ترقُّب أو التماس هلال رمضان، والصغرى هي ترقُّب أو التماس هلال شوّال. رمضان يقع بين شعبان ورمضان دائماً، لكنه في شهور السنة الميلادية يغزل شهوره وأيّامه على مدار السنة. السنة الهجرية قمرية، يوم كان الناس يعبدون القمر، الهادي في الإسراء الليلي، والسنة الميلادية لمّا صار الناس يعبدون الشمس مصدر الحياة. وفي الحالتين كان الاعتقاد أن "الأرض" مركز الكون. الحقيقة الكونية أن القمر "يعبد" الأرض فهو أسير مسارها، والأرض "تعبد" الشمس فهي أسيرة مسارها.. وهذه "تعبد" المجرّة فهي أسيرة ثقبها الأسود. يوم الأرض 24 ساعة واختلاف الفصول غير اختلاف الليل والنهار، لكن كواكب "يومها" يُعادل ثانية واحدة من يوم الأرض، وأما سنة المجرّة؟ يكفي القول إن مجرتنا مجرّة درب التبانة (الطريق اللبني) دارت حول نفسها لا أكثر من عشر مرّات منذ الانفجار الأعظم "بيغ بان" قبل 13,6 مليار سنة. من غرائب أيام رمضان، الذي يسبح في فلك التقويم الهجري، الذي يسبح في فلك التقويم الميلادي، أن صيام اليوم لدى مسلمين في فنلندا مثلاً يمتد إلى 26 ساعة؛ وصيام اليوم في بلد آخر مثل الأرجنتين يقتصر على ستّ ساعات، كما أنه يطول أو يقصر حسب موقعه في فصول السنة. رمضان هذه السنة حلّ في بلاد الإسلام الأصلية (البلاد العربية) في قيظ الصيف، وهذا يعني أن "تلعلع" أصوات الصبية الصغار في الحارة حتى ساعة السحور، لأن المدارس في عطلة، وينامون حتى الظهيرة وما بعدها، على روائح طعام الإفطار تعدّه الأمهات والأخوات. في رمضان يضطرب إيقاع الحياة العامة في شقّيها الدواويني (الرسمي) وغير الرسمي (الأسواق والدكاكين).. لكن بعد الإفطار بساعات ترى الشوارع، وبخاصة في رمضان إذا وقع صيفاً، مثل فيضان النيل، وفيضان المسلسلات والتمثيليات على الشاشات والمسابقات الرمضانية. يبقى إيقاع دورة صدور الصحف (والأفران والمستشفيات) ودوام الصحافيين أكثر انتظاماً، وبخاصة للمحرّرين وعمّال الطباعة، بينما للإداريين ساعات دوام وفق دوام الدواوين والوزارات الرسمي المختصر. في بكرة الصغرى، أي التماس هلال شوال، يتشوّش إيقاع عمل المحرّرين قليلاً، لأن عطلة الصحف في العيد لا أكثر من يومين، في مقابل أربعة أيام عطلة رسمية، وفي عيد الأضحى ثلاثة أيام من أصل خمسة أيام عطلة رسمية. تصدر الصحف الفلسطينية صبيحة يوم العيد للقارئ المحلي، أما قارئ "الإنترنت" خارج فلسطين فلا يراها، لأن عطلة العيد للفنيين كما عطلة الإداريين. يشعر كاتب العمود اليومي، مثلي، أنه يكتب للأرشيف لا للقارئ يوم العيد واليوم الثالث من العيد. صارت نقابة الصحافيين أنشط، وتطالب بحريات المواطن إزاء تجاوزات السلطة، وحريات حركة الصحافيين حيال الاحتلال، لكنها لا تتمكن من مطالبة رؤساء التحرير بالتوقف يوماً واحداً في الأسبوع، ولا تعطّل حتى في يوم الصحافة المحلي والعالمي، كأنهم عمّال أفران ولكن بالحبر على الورق؟ صحيح أن العيد للأولاد أولاً، ولصلة القربى والرحم ثانياً، وللأموات ثالثاً، لكن بين "بكرة رمضان" و"بكرة العيد" يتشوّش الإيقاع العام، كما تتشوّش ضربات القلب أحياناً. .. وستظل هناك "فجوة" بين الحسابات الفلكية لميلاد هلال رمضان وهلال العيد وحسابات الرؤية بالعين المجرّدة.. وتدريجياً صاروا يعتمدون هلال الجزيرة العربية، أي السعودية. يقولون: ديانات توحيدية سماوية.. لكن، لن يتفق المسلمون ولا المسيحيون ولا اليهود على بدء أيامهم أو بدء أعيادهم. سيبقى قانون الصيام والإفطار: رأيت رؤيا العين كأن الأرض مسطحة (بسيطة) وليست كروية سابحة يدور حولها قمرها ولا تدور حوله.

arabstoday

GMT 07:45 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 07:27 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 07:25 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّما المَرءُ حديثٌ بعدَه

GMT 07:23 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!

GMT 07:21 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سفينة العراق والبحث عن جبل الجودي

GMT 07:18 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

متغيرات في قراءة المشهد السوداني

GMT 07:16 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

حتى يكون ممكناً استعادة الدولة

GMT 07:13 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعد العيد بعد العيد



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab