ساعــة الضـبـع

ساعــة الضـبـع

ساعــة الضـبـع

 العرب اليوم -

ساعــة الضـبـع

حسن البطل

هل تدور "ساعة الذئب" مع دوران الفصول؟ وفي ساعة قهوة الصبح قرعنا، على الريف، الى ذلك البيت على التلّة، قرب أطلال "مملكة عامودا " الدارسة.

أكملوا جريمة الصبح الباكر في ساعة الذئب، وفي ساعة قهوة الصبح، لم نكمل نصف فنجان القهوة الأول. .. وهاتف السابعة صبحاً يحمل الشؤم غالباً.

كم فشكة طخطخ أبو مشهور الصرداوي ليفهم النيام الجملة الصحيحة: "يا أهل البلد" وقرية صردا الوادعة ذات حامولتين، وباعها طويل: من طريق بيرزيت الجديد (طريق نابلس القديم) الى طريق نابلس الجديد. تدور "ساعة الذئب" البيولوجية على ميناء ساعة الحياة / الموت. معظم الولادات تلي "ساعة الذئب" ومعظم وفيات الشيوخ تأتي في "ساعة الذئب".
في فيلم أنغريد برغمان ان "ساعة الذئب" تدق بين الرابعة والخامسة صباحاً، وفيها ينشب الموت أظافر يد المنون في الأجساد الواهنة.

الرابعة صبحاً، كانت ساعة الضباع التي كمنت بين أشجار روضة أبو مشهور الصرداوي.. وكان صاحياً لأنها ساعة فريضة صلاة الصبح، أو صحا لأن للضباع حركة مريبة ورائحة نتنة تفضح المستعربين قتلة مثل ذئاب الليل وضباعه... أو مثل ضباع جنود الاحتلال من فصيلة دفدوفان (حبّات الكرز) أو من فصيلة شمشوم.

هل ظن "سيد عامودا " وحامي حمى روضة آل عبد الله، الضباع لصوصاً فصعد الى سطيحة الدار الجميلة ليستطلع الأمر، ثم "دبّ الصوت" فزعة النجدة.. واطلق من مسدسه طلقتين أو ثلاثاً ؟ لكن "الحرامية " كانوا القتلة، وللمجرم طبع الضباع التي تهاجم ضحيّتها بضراوة. وقتلة القوات الخاصة الاسرائيلية لا يطلقون النار في الهواء رداً على فشكتين في الهواء.

وفي ساعة القهوة الأولى صبحاً، فزعنا، بعد هاتف الشؤم الصباحي، وعلى الاسفلت كان دم أبو مشهور الصرداوي نقاطاً من بوابة البيت وبقعة على رصيف الشارع.

قرية صردا الصغيرة مثقلة تلالها بالأساطير العتيقة، وروضة أو مشهور جعلت "ممكلة عامودا " حديقة خلفية لداره. يقولون: جاء ذكرها في التوراة العتيقة. يوماً، قاد زميلنا هشام عبد الله، نجله النجيب، خطواتنا لنرى كيف تضرب الأشجار المثمرة، من زيتون ولوز ودراق، جذورها بين حجارة أطلال مملكة عامودا. ..

ويوماً آخر، قاد هشام خطواتنا الى حقول صردا العتيقة "صردا التحتا" التي تواجه بيوت مستوطنة "بيت إيل" وقال: هذا البيت بناه أبي. هذه الحقول.. وهذه الأشجار والسناسل من شغل يدي أبي، ومن جهد عرقه.. وفي هذا البيت الحجري القديم رأيتُ النور. لقد بناه أبي.

صردا، ثالث أجمل قرى الضفة بعد ترمسعيا وجلجليا.. وذات حامولتين فالعرس عرس عائلي، والمصاب مصاب عائلي. وحضرنا، قبل اسبوعين أجمل الأعراس في بيت يطل على الشارع الرئيس .. للقرية ذات الحامولتين؛ وذات السياج الأخضر المديد.. من حقول أبو مشهور شرقاً الى بستان روضته غرباً.

وفي الساعات الأولى، التي تلت جريمة الضباع في روضة "سيّد عامودا " كان الشباب ينقلون الكراسي من سرادق أيام العرس الجديد الى أول سرادق أيام العزاء الجديد في باحة روضة أبو مشهور.

تذوّقنا، يوماً، العنب والفاكهة من أشجار روضته؛ وتذوقنا يوماً العنب والفاكهة من أشجار حقوله، وحدثنا يوماً الصرداوي حسن عبد الرحمن، ممثل فلسطين في الولايات المتحدة عن الحملة الجارية في نيويورك وواشنطن من أجل فلسطين دولة.. وكان "سيد عامودا " يهزّ رأسه: لعل وعسى يطلع صبح فلسطين.

إنه سيد عربي فإذا ارتدى لباسه العربي الكامل، كان سيداً عربياً كاملاً. كيف لا و"مملكة عامودا " التوراتية جزء من حاكورة روضة داره الجديدة؛ وحقوله تقف سداً أخضر أمام اسطورة انبعاث بيت إيل في غير مكانها وغير أوانها.

رقصت القرية وهزجت نساؤها في عرسه، ينقل كراسي العرس الى ساحة العزاء في روضة أبو مشهور الصرداوي.

صردا في الجغرافيا وسردا على لسان أهلها و"سوردا " على مفرق "بيت إيل". والقرية فقدت سيداً، وأرضها فلاحاً.. وزميلي هشام عبد الله أباً، وأولاده سيفتقدون جدهم.

arabstoday

GMT 02:18 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (الجزء 1)

GMT 02:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الوفاء غائب ولغة التخوين والحقد حاضرة

GMT 02:10 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حين ينهار كلّ شيء في عالم الميليشيا

GMT 02:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 02:04 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الرفاق حائرون... خصوم ترمب العرب

GMT 02:01 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

شبحا كافكا وأورويل في بريطانيا

GMT 01:58 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

التوسع والتعربد

GMT 01:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أميركا دونالد ترمب

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ساعــة الضـبـع ساعــة الضـبـع



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 02:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
 العرب اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 22:02 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء
 العرب اليوم - أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء

GMT 02:52 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

العاهل الأردني يلقي خطاب العرش في افتتاح مجلس الأمة العشرين
 العرب اليوم - العاهل الأردني يلقي خطاب العرش في افتتاح مجلس الأمة العشرين

GMT 12:03 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
 العرب اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 01:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العنف فى المدارس !

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 02:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 08:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل جندي إسرائيلي من لواء كفير برصاص قناص شمال قطاع غزة

GMT 07:19 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 4.7 درجات يضرب أفغانستان في ساعة مبكرة من اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 06:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يحذّر من حقبة "تغيير سياسي كبير" بعد فوز ترامب

GMT 13:36 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"تسلا" تستدعي 2400 شاحنة من "Cybertruck" بسبب مشاكل تقنية

GMT 22:39 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط قنبلتين ضوئيتين في ساحة منزل نتنياهو

GMT 16:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فهمي ضيف شرف سينما 2024 بـ 3 أفلام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab