شبّت عن الطوق

شبّت عن الطوق؟

شبّت عن الطوق؟

 العرب اليوم -

شبّت عن الطوق

حسن البطل

تينة قرب ملعب ويمبلدون في لندن؟ دهشت قليلاً أن تطرح ثمراً، ولكن شجرة التين ليست حكراً على نطاق مناخ المتوسط.. وأما شتلات زيتون في دكاكين النباتات والزهور بلندن؟ فقد دهشت كثيراً! التينة تجود في هضبة الأناضول، وهي ذات شتاء أبرد من لندن، لكن الزيتونة كانت شجرة المناخ المتوسطي، فكيف شبّت عن الطوق، وعبرت المتوسط للمحيط الأطلسي؟ رأيت مرّة شجرة نخيل غير مثمرة في حديقة ـ دفيئة بلندن، وتحتها يصعد هواء ساخن، لكن شتلة زيتون مع ثمارها، وبطول قامتي وثمنها 87 جنيهاً جعلتني أقلّب السؤال بحثاً عن جواب. مثلاً، هي من نطاق متوسطي ضيق في سان فرانسيسكو، ونطاق متوسطي ضيق من قارة أستراليا. كنت في بلغاريا المجاورة لليونان المتوسطية ذات غابات الزيتون، وقيل لي: ينبت الزيتون شمال اليونان، وبعد كيلومترات لا ينبت جنوب بلغاريا؟ في بحر أسبوع، شاركت وزارة الزراعة، وتحدث الوزير وليد عساف في ورشتين زيتونيتين في البيرة ورام الله. دهشت كثيراً أو قليلاً، ففي ورشة البيرة قال: لا فرصة لتطوير إنتاج زيت الزيتون دون أسواق تصدير؛ وفي ورشة رام الله تحدث عن خطة الوزارة لرفع إنتاج زيت الزيتون بنسبة 60% خلال ثلاث سنوات. هذا رغم غياب دائرة للزيت والزيتون في الوزارة؟ كيف هذا؟! ومن المسؤول عن وجود زيت زيتون غير فلسطيني في الجناح الفلسطيني في فعاليات "القرية الغذائية" العالمية التي جرت في دبي؟ في الورشتين تمدّح الوزير بخصائص تميّز زيت الزيتون الفلسطيني عن زيوت أخرى: نسبة زيت الزيتون البكر ـ الفاخر 45%، ونسبة زيت الزيتون البكر 44%. موسم الزيتون، العام المنصرم، كان نصف ـ ماسي، لكن ما الفائدة إن كانت مشاكل التصدير عقبة، والمنافسات قوية حتى في السوق الفلسطينية التي تعاني "تخمة" من الزيت الفلسطيني: قيود ومنع من جانب إسرائيل (تستورد زيتا سوريا رخيصا عبر تجار الأردن) ومن جانب "حماس" لأسباب أخرى، ومشكلة تسويق عربية، وسعر الزيت الفلسطيني أضعاف سعر الزيوت اليونانية والإسبانية في أسواق بريطانيا. هذه مشكلة مزمنة قابلة للحل مع ذلك، ولكن حرب التخريب الإسرائيلية على الشجرة الفلسطينية الوطنية لا توفر: القلع والقطع والحرق، ومنع الشتل، ليبقى جوار المستوطنات أرضاً يباباً. هذه "جريمة حرب" موصوفة، منذ قال الصهاينة الأوائل: الزيتون للحمير والعرب، إلى أن صارت الزيتونة هي الشجرة الوطنية في إسرائيل بديلاً من الصنوبر؟ تشغل الزيتونة 80% من الأراضي المزروعة بأشجار مثمرة في الضفة، و45% من إجمالي مساحة الأراضي المزروعة، لكن حصة الزراعة في الناتج القومي لا تتعدى الـ4% بعدما كانت 40% في عقد السبعينيات من القرن الماضي. إذا تحققت خطة الوزارة برفع إنتاج زيت الزيتون 60% خلال ثلاث سنوات، فكيف ستحلّ مشكلة التسويق والتصدير، المرتبطة بقيود سياسية معيّنة، وبشكل أكبر بالقدرة على المنافسة والتسويق! لكل جامعة فلسطينية شعارها على وشاحها، وعلى وشاح جامعة بيرزيت هناك الزيتونة الخضراء، ومباني الجامعة ضمن غابة من أشجار الحرجيات، وأمس فطنت الجامعة لحملة بسيطة لزراعة الزيتون، على أن تخصص عائدات الإنتاج لدعم صندوق الطالب.. وعلى الأغلب لتموين مطاعم الجامعة مثلاً بمناقيش الزيت والزعتر؟ في حزيران وتموز، سوف تصدر الوزارة كالعادة تقديراتها السنوية لحجم الإنتاج المتوقع. لا يكفي أن تكون السنة ماطرة، بل لا تهب ريح خماسينية في شهري 3-4 تجعل نوارات الزيتون تتساقط ولا تعقد ثمرة، والمشكلة ليست في غياب دائرة للزيت والزيتون، بل في ضعف ميزانية الوزارة عن دعم الإنتاج، ولا يكفي توزيع الوزارة شتلات بأصناف جديدة ذات مواصفات جيدة كما يقال. صار قطاف الزيتون فولكلوراً اجتماعياً وسياسياً وفنياً، أيضاً، كما حصاد القمح.. وها نحن أمام مشكلة تصدير الزيتون ومشكلة استيراد القمح... ومشكلة المشاكل: الماء للزراعة. العنتريّات.. والقيم تعقيباً على عمود الأحد، أمس، المُعَنْوَن: "لم تعد بيرزيت منارة": Jamal Shaheen: مع الأسف هناك بعض القوى تعتبر هذه الأفعال جزءاً من النضال. يدعون الضيوف ثم يرشقونهم بالحجارة. تلك العنتريّات تتناقض مع قيمنا: إسلامياً، عربياً وفلسطينياً. لا شكّ أن أمامنا درباً طويلاً للانتصار.

arabstoday

GMT 05:07 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

«الحياة الأبدية» لمقاتلي روسيا

GMT 05:01 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... السنجاب المحارب!

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأولوية الإسرائيلية في الحرب على لبنان

GMT 04:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

تثمين العقلانية السعودية

GMT 04:55 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

من ينتخب الرئيس... الشعب أم «المجمع الانتخابي»؟

GMT 04:53 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

«أرامكو» وتحوّل الطاقة

GMT 04:52 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بريطانيا: المحافظون يسجلون هدفاً رابعاً ضد «العمال»

GMT 04:50 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

اليوم التالي في واشنطن استمرارية أم انعطافة؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شبّت عن الطوق شبّت عن الطوق



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 03:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات
 العرب اليوم - لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 08:56 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

GMT 17:12 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 31 شخصا على الأقل في هجمات إسرائيلية في قطاع غزة

GMT 03:11 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطوط الجوية الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر

GMT 22:38 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال اليونان

GMT 17:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة 32 جنديا بينهم 22 في معارك لبنان و10 في غزة خلال 24 ساعة

GMT 01:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الفلسطينية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab