عملية من تحت الرادار الإسرائيلي

عملية "من تحت الرادار" الإسرائيلي!

عملية "من تحت الرادار" الإسرائيلي!

 العرب اليوم -

عملية من تحت الرادار الإسرائيلي

حسن البطل

مخطوفون؟ رهائن؟ أسرى؟ ستمر ساعات، وأيام.. وربما أسابيع دون أن تتحدد صفة العملية، على خلاف أنجح عملية اختطاف للجندي جلعاد شاليط، الذي تحول، سريعاً، من مختطف إلى رهينة، فإلى أطول أسر فلسطيني.
لم تعلن منظمة معروفة عن نفسها في عملية الاختطاف، فإن أعلنت صار المختطفون رهائن، وإن طال الاسترهان صاروا أسرى، وبدأت مفاوضات، مديدة ومعقّدة، لعقد صفقة تبادل. هذا أمر مستحيل في الضفة!
المنظمة غير المعروفة لا تبدو عمليتها عمل هواة، أو عملاً فردياً، كما في آخر اختطاف شمال الضفة انتهى، سريعاً، بقتل المخطوف غدراً الذي غُرّر به، فإن كانت غطاء لفصيل معروف، مثل حماس أو الجهاد، فإن حملة البحث والتفتيش واسعة النطاق، قد تتحول إلى حملة انتقام عسكرية ضد غزة، وربما في الضفة!
14 محاولة اختطاف، حسب مصادر إسرائيلية، منذ بداية العام الجاري، و50 محاولة في العام المنصرم، جعلت وزير الحربية الإسرائيلي، موشيه يعلون، يقول: هذه المرة حصلت العملية "تحت الرادار".
كيف وقع المختطَفون في فخ الاختطاف؟ تقول مصادرهم إنهم اختاروا "توصيلة" بالمجان، أي "أوتو ـ ستوب"، رغم تحذيرات صارمة، للجنود والمستوطنين على السواء، من ذلك. من جانبهم، يقول المستوطنون إن التحذير "غير واقعي" لماذا؟
على الأغلب لأن لكثير من السيارات الفلسطينية "نمرة صفراء" تُغري الجنود والمستوطنين بالركوب فيها، عدا أن الكثير من الفلسطينيين يتكلمون العبرية.
المفارقة في عملية الاختطاف هذه أنها رفعت من مستوى عمل جهاز الارتباط العسكري المشترك بين الجانبين، رغم أن العملية تمت في المنطقة (ج) كما نبّه الناطق الأمني الفلسطيني الأول، اللواء عدنان الضميري، أي "من تحت الرادار" الإسرائيلي.
هذه المفارقة قد تحمّل السلطة الفلسطينية عبء اتهامات فلسطينية غير مهنية بـ "التنسيق الأمني" وفوقها اتهامات إسرائيلية سياسية متجنية بمسؤولية السلطة ورئيسها، وبخاصة بعد تشكيل حكومة الوفاق، ومسارعة نتنياهو، حتى قبل الاختطاف، إلى اتهام رئيس السلطة بالمسؤولية عن كل صاروخ يطلق من غزة، وطرحه مفاضلة سياسية، سخيفة ووقحة، ليختار بين "حماس" وإسرائيل !
توقيت عملية الاختطاف ضاعف من شدة وقعها، ليس لأن المختطفين ثلاثة، وهذا أكبر اختطاف حتى الآن، بل لأنها حصلت بينما المعتقلون الإداريون يخوضون إضراباً عن الطعام، وهو الأكبر من نوعه منذ إضراب "تاريخي" لسامر العيساوي انتهى بالإفراج عنه.
حكومة إسرائيل قررت تغذية قسرية للمضربين، رغم احتجاج أطباء إسرائيليين مستقلين بأن هذا يضعهم تحت مسؤولية جنائية دولية، ورغم معادلة قانونية، منطقية وعادلة، وردت على لسان أمين عام الأمم المتحدة: حاكموهم.. أو أطلقوهم.
إلى ذلك، ينظر الكنيست في مشروع قانون يمنع إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، مؤبدين أو محكومين بأحكام عالية، تحت أي ظرف.. هذا، علماً أن مفاوضات كيري وصلت نهايتها لسببٍ مباشر، وهو امتناع حكومة نتنياهو عن تحرير الدفعة الرابعة من أسرى ما قبل اتفاقية أوسلو.
صحيح، أن حكومة نتنياهو الثانية خضعت لابتزاز وتشدد حركة "حماس" ووافقت على تحرير 1027 أسيراً وسجيناً مقابل تحرير الجندي جلعاد شاليط، لكن هذا كان قبل تشكيلة حكومته الثالثة، المقيّدة بشروط حزب "البيت اليهودي" والجناح الأكثر يمينية في الليكود.
هذه مرحلة تصعيد إسرائيلي سياسي ضد السلطة منذ فشل المفاوضات سبقت عملية الاختطاف الناجحة، ويبدو أنها تحمل في طياتها تصعيداً أمنياً إذا طال احتجاز المختطفين، أو انتهى الاختطاف بموتهم وهو الأمر الوارد.
عندما اقترح نتنياهو، بدفع من الجناح الأكثر يمينية، عقوبات، متنوعة ومتدرّجة، ضد السلطة، نصحه ضباط وخبراء "الإدارة المدنية" الاحتلالية بالتروي لأن مضاعفات العقوبات سترتد على إسرائيل.
الآن، بعد الاختطاف، ورغم التنسيق الأمني، يقوم آلاف من خيرة ألوية وجنود الجيش وعناصر الشرطة والاستخبارات، بإخضاع مئات ألوف الفلسطينيين لعقوبات جماعية مثل التوقيف والاعتقال الاحتياطي، ومداهمة المنازل، ومنع سكان محافظة الخليل من السفر أو الخروج والتنقل.
لو كنا في جولة من "حرب الأعصاب" لقلنا إن السلطة والفلسطينيين يخوضونها بأعصاب باردة، وبحجج منطقية أمنية ولوجستية وسياسية، خلافاً لإسرائيل الموتورة.
السؤال الذي يؤرّق إسرائيل هو: كيف نجح المنفذون في حشر ثلاثة شبان مختطفين في سيارة تتسع لخمسة ركاب؟ وهل كان كبيرهم (19 سنة) مسلحاً أم لا، وهل كان المنفذون مسلحين أم لا.
أهم ما في العملية من دلالات ومغازٍ أنها أجبرت حكومة إسرائيل، منذ "حكومة الوفاق" الفلسطينية، وبشكل خاص منذ يوم خميس الاختطاف، على معاملة الضفة والقطاع كوحدة سياسية وأمنية.. لأول مرة منذ الانقلاب في غزة.

arabstoday

GMT 05:14 2025 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

البخيل الباني الباذخ

GMT 05:12 2025 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

الذكاء الاصطناعي وكعب بن سعد الغنوي!

GMT 05:10 2025 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

سؤال السلام... مع الفلسطينيين أو من دونهم

GMT 05:08 2025 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

ما زال الأمل كبيراً

GMT 05:06 2025 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

مصالح متقاطعة: ترمب والشرق الأوسط

GMT 05:04 2025 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

النفط في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين

GMT 05:03 2025 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

أشكال متعددة من توجهات ترمب

GMT 05:01 2025 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

كلام الطمأنينة للنفوس العربية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عملية من تحت الرادار الإسرائيلي عملية من تحت الرادار الإسرائيلي



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 12:06 2025 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

أنغام في أول حفل بعد أزمة عبد المجيد عبدالله
 العرب اليوم - أنغام في أول حفل بعد أزمة عبد المجيد عبدالله

GMT 12:06 2025 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

أنغام في أول حفل بعد أزمة عبد المجيد عبدالله

GMT 11:50 2025 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

منة شلبي تكشف حقيقة زواجها سرّاً

GMT 11:53 2025 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

يسرا اللوزي تكشف أسلوبها في التعامل مع التنمر

GMT 11:59 2025 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

روجينا توجّه رسالة مؤثّرة لرانيا فريد شوقي

GMT 06:42 2025 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

غوغل تكشف موعد تغيير تسمية خليج المكسيك

GMT 15:48 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

محمد إمام يشعل مواقع التواصل برسالته لعمرو دياب

GMT 15:45 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

هيدي كرم تعلن رأيها في عمليات التجميل

GMT 15:52 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

رانيا فريد شوقي تردّ على التنمر بها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab