في ما يدعونه فوضى خلاّقة

في ما يدعونه "فوضى خلاّقة" !

في ما يدعونه "فوضى خلاّقة" !

 العرب اليوم -

في ما يدعونه فوضى خلاّقة

حسن البطل

الرقم "واحد" "إلى يمينه 12 صفراً (أو أكثر بكثير) ماذا تفهم من هذا (دعك من عدد مجرّات الكون وشموسها وكواكبها وأقمارها).. أو "لو كان البحر مداداً لكلمات ربّي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربّي". .. أو إلى كوب الماء أمامك، فهو "الفوضى الخلاّقة" في أعظم تجلّيات فيزياء السوائل، لأنّ ذرّات الماء ذات حركة عشوائية سريعة جداً، ونظرياً: يمكن أن تنطلق ذرّة ماء شاذّة بسرعة الضوء فتنسف رأسك! تبدو ديارنا العربية دار حرب وحروب، قبل ربيع يصفونه خريفاً أو شتاء، أو يصفونه "فوضى خلاّقة".. إلى آخر قطرة نفط وذرّة غاز عربية! هل نبدأ بحروب العراق ونصل حرب مصر؟ منذ العام 1958 والعراق ينزف بلداً وشعباً من انقلاب سمّوه ثورة 14 تموز، إلى حروب عرقية عربية ـ كردية، وحروب عربية بينية (غزو الكويت) وحروب قومية (حرب العراق وإيران).. فإلى حروب طائفية ومذهبية (لا توفر الفرح والعزاء والمسجد والمقهى..). لو كانت الحروب العربية نوعاً من "مازة" على سفرة، لكانت السفرة عامرة جداً.. ومن أين نبدأ؟ من حرب لبنان 1974 ـ 1990 التي كانت دينية زعماً، وصارت طائفية وانتهت مذهبية (سُنّة وشيعة). إلى حروب السودان العرقية ـ القبلية ـ الدينية، وحروب اليمن والصومال القبلية، وحروب سورية المذهبية، وتونس العلمانية ـ الإسلامية، والجزائر ومصر السلفية ـ الوطنية. .. وأما حرب أكتوبر 1973 فكانت ـ كما وصفها السادات ـ آخر الحروب النظامية العربية ـ الإسرائيلية، وكانت حرب 1982 في لبنان بين الفلسطينيين ومن حالفهم والإسرائيليين ومن حالفهم آخر الحروب الوطنية. للبعض أن يرى الحروب الأهلية العربية (حروب "الربيع العربي") خريفاً أو شتاء، وللبعض أن يراها "فوضى خلاّقة" في الغرب وأميركا، وللبعض أن يراها صراعاً بين نظم الاستبداد العسكري وتوق الشعوب إلى الحرية والديمقراطية، وللبعض أن يراها صراعاً بين الديمقراطية وحكم الشرع والشريعة. في هذه "المازة" العامرة بشتى أنواع الحروب، هناك مفكرون لا يرون الحروب العربية "الربيع العربي" تدور حول علاقة الديمقراطية بالعلمانية، بل في علاقة الديمقراطية بنظام إسلامي، أي إمكان تعايش الديمقراطية مع نظام إسلامي لا علماني، كما يرى ذلك المفكر المغربي محمد عابد الجابري. يستند الجابري إلى حجة ماثلة، وهي أن "لا إكليروس" في الإسلام، على عكس الإكليروس في المسيحية واليهودية، وأن ميزة الدين الإسلامي هي في علاقة المسلم بربّه مباشرة (ربّه يحاسبه، كما كانوا يقولون). هذا كلام عام وصحيح من حيث المبدأ، لولا أن في الإسلام الشيعي مثلاً نوعاً من تراتبية دينية (مجتهد ـ حجة الإسلام، آية الله، آية الله العظمى)، ولولا أن الإسلام السُنّي أصيب بداء الفتاوى الجهادية أو التحريمية، ومن القول إن سلطاناً جائراً خير من الفتنة (السلفية الإسلامية) إلى "تكفير الحاكم" ثم "تكفير العامة" كما كان في الجزائر إبّان حرب أهلية اخترمت حياة 200 ألف مواطن. هناك من يضرب مقارنة بين ثورات "الربيع العربي" والثورة الفرنسية 1789 التي انتهت، بعد "فوضى خلاّقة" وحروب أوروبية مدمّرة إلى ولادة أوروبا جديدة بفصل الدين عن الدولة، رسمياً أو عملياً، ومن ثم فإن فوضى "الربيع العربي" الحُبلى بالولايات حُبلى، أيضاً، بعالم عربي جديد. لكن: هل تصحّ المقارنة بين زمن غابر وزمن حاضر زاخر بوسائل الاتصال الحديثة والقنوات التي تبث الوقائع مباشرة في الزمن الفعلي! انظروا إلى استقرار إسرائيل قبالة فوضى المحيط العربي، فهناك في اليهودية سلفيون ومتزمتون يفوقون ما في الإسلام، لكن هناك ديمقراطية ذات جذر أوروبي تقوم بضبط ما في علاقة دولة إسرائيل برعاياها اليهود المتزمتين.. وهذا ما لم ينجح نظام عربي فيه! ليل العراق كان ويبقى طويلاً (نصف قرن) وليل سورية يبدو طويلاً، وأما مصر فإنّ "خارطة الطريق" التي أعلنها الجيش سيكون تنفيذها أطول من العام، المقرر لها بالعودة إلى انتخابات جديدة.

arabstoday

GMT 09:43 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 09:42 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 09:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

سيناء فى عين الإعصار الإقليمى

GMT 09:39 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

متى يخرج السيتى من هذا البرميل؟!

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 09:35 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 09:33 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 09:30 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في ما يدعونه فوضى خلاّقة في ما يدعونه فوضى خلاّقة



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 20:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 02:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

النيران تلتهم خيام النازحين في المواصي بقطاع غزة

GMT 17:23 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنتر ميلان الإيطالي يناقش تمديد عقد سيموني إنزاجي

GMT 16:59 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يتوعد الحوثيين بالتحرّك ضدهم بقوة وتصميم

GMT 17:11 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة الجزائري يوقف حكمين بشكل فوري بسبب خطأ جسيم

GMT 02:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل

GMT 06:45 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

انفجار قوي يضرب قاعدة عسكرية في كوريا الجنوبية

GMT 17:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

.. قتلى في اصطدام مروحية بمبنى مستشفى في تركيا

GMT 11:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab