كيري تشطيب مبنى الدولة

كيري: تشطيب مبنى الدولة؟!

كيري: تشطيب مبنى الدولة؟!

 العرب اليوم -

كيري تشطيب مبنى الدولة

حسن البطل

يروي يوسي بيلين، أحد مهندسي "أوسلو"، في أحد كتبه حواراً دار بينه وبين أمير القدس، فيصل الحسيني ـ رحمه الله ـ رئيس فريق الإشراف على الوفد الفلسطيني في "مؤتمر مدريد" 1991. الحوار دار العام 1997 أي قبل سنة من انتهاء السنوات الخمس لاتفاقية أوسلو، حيث سأل يوسي بيلين فيصل الحسيني: هل السلطة الفلسطينية جاهزة للدولة الفلسطينية الآن؟ فقال الحسيني: ليس بعد.. ربما يلزمنا عشر سنوات أخرى. أذكر أنني سألت محمود درويش، قبل وفاته بعام: هل نحن جديرون بالنصر الآن؟ هل نحن قادرون على وراثة إسرائيل؟ قال: ليس بعد.. ليس بعد. درويش الشاعر ذو فكر سياسي نيّر، ويعرف الفارق بين الحق في الحرّية وبين استحقاقها، وبين النصر والجدارة فيه. الآن يقولون في إسرائيل إنها لم تكن "جديرة" بنصرها الخرافي في حرب حزيران 1967. هذه جولة خامسة لوزير خارجية أميركي، وربما كان سبقه 16 أو 18 وزيراً منذ حرب حزيران 1967، وتستطيعون أن تعدُّوا الأسماء من جيمس بيكر إلى جون كيري؛ أو من كولن باول و"رباعيته الدولية"، إلى جون كيري الرئيس السابق للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ. في أيلول القريب ستمر 20 سنة على "أوسلو"، فإن لم يفلح كيري في جولته الخامسة ثم السادسة والسابعة، قد يذهب عباس إلى الأمم المتحدة طالباً عضوية دولة عاملة لدولة فلسطين في منظمات الأمم المتحدة.. وسيحصل عليها، بعد أن حصل، قبل عام، على عضوية دولة مراقبة، وبعدها يصبح الموضوع التفاوضي معقّداً أو سهلاً: دولة تحتل دولة! لِنَقُل أن مشروع الدولة الفلسطينية منذ "أوسلو" قبل عقدين أشبه بمبنى متعدّد الطبقات. تأمّلوا كيف يشيدون المبنى، ولماذا كان جواب الحسيني على بيلين، وجواب درويش على سؤاليّ. إن المبنى ـ الدولة يحتاج إلى زمن حفر الأساس، وقد يكون هذا الزمن منذ توقيع أوسلو في البيت الأبيض إلى مؤتمر "كامب ديفيد 2000". بعد ذلك يحتاج المبنى إلى زمن لرفع الهيكل متعدّد الطبقات، وقد يكون هذا الزمن منذ "خارطة الطريق" و"الحل بدولتين" إلى مفاوضات "أنابوليس" بين عباس وأولمرت.. وأخيراً، زمن ثالث "لتشطيب" المبنى بعد فترة توقف من انتهاء بناء الهيكل، وقد توقفت المفاوضات أربع ـ خمس سنوات. في خطبته بمستهل ولايته الأولى وضع أوباما التصوُّر العام لتشطيب مبنى الدولة، وفي مستهل ولايته الثانية، اختار جون كيري أكثر السياسيين حنكة في شؤون الشرق الأوسط لتنفيذ التشطيب: الاقتصاد، الأمن، الاتفاق السياسي.. التاريخي! الناس تتذكّر لازمة رابين الشهيرة، الذي وقّع في القاهرة اتفاقاً صعباً مع عرفات، بحضور دولي وعربي، كان شعار رابين: لا مواعيد منزّلة. رابين لاقى مقتله، وانتهت السنوات "الأوسلوية" الخمس دون اتفاق على "الوضع النهائي"، والقضايا الخمس للوضع النهائي بقيت معلّقة، سواء فاجأت "أوسلو" واشنطن والعالم أم لا، فقد حصل "اختراق" أو بدء حفر أساس السلام الفلسطيني ـ الإسرائيلي، ومن ثم احتكرت واشنطن عملية السلام، بعد عزف تمهيدي لـ "الرباعية الدولية"، أي تولّت بناء هيكل مبنى الدولة منذ مشروع بوش ـ الابن "الحل بدولتين". يبدؤون ورشّة التشطيب كما بدأها كيري: التمديدات الكهربائية والصحية أولاً، وهذا هو مشروع بناء اقتصاد الدولة بتمويل 4 مليارات دولار، ثم مشروع مكمل هو: أين حدود أمن إسرائيل؟ وأين حدودها السياسية؟ أي تلازم حق تقرير المصير الفلسطيني في دولة خاصة به، مع رسم مسار جديد لدولة إسرائيل. مثلاً: دولة إسرائيل أم أرض ـ إسرائيل؟ دولة ديمقراطية يهودية، أم دولة يهودية ديمقراطية؟. يقول كيري: حتى في هذه الفوضى العربية يسألونه أينما ذهب: ماذا عن فلسطين؟ خلافاً لجولات سابقيه من وزراء الخارجية، كانت جولات كيري متواترة بانتظام: زيارة كل شهر منذ تعيينه، واجتماعات كثيفة أو ماراثونية ومكوكية. "تقدم حقيقي" كما يقول كيري، أو "لا اختراق" كما يقول صائب عريقات! أربعة أيّام مكّوكية. ثلاثون ساعة اجتماعات، بينها ست ساعات حتى أول الصباح مع نتنياهو، وسيعود بعد أسبوعين في جولة سادسة، وربما سابعة قبل أيلول. 120 عاماً من الصراع و20 عاماً من المفاوضات. أساس مبنى الدولة. هيكل الدولة. تشطيب مبنى هيكل الدولة.. فلسطين أولى، إسرائيل ثانية. أميركا عرّاب دولة فلسطين؟! نقلا عن جريدة الايام  

arabstoday

GMT 07:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 07:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 07:11 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 07:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 07:05 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 07:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 07:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 06:58 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الصراع الطبقي في بريطانيا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيري تشطيب مبنى الدولة كيري تشطيب مبنى الدولة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تعليق التدريس الحضوري في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام
 العرب اليوم - تعليق التدريس الحضوري في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab