ما بين «الله أكبر» و«لا إله إلاّ الله»

ما بين «الله أكبر» و«لا إله إلاّ الله»؟

ما بين «الله أكبر» و«لا إله إلاّ الله»؟

 العرب اليوم -

ما بين «الله أكبر» و«لا إله إلاّ الله»

حسن البطل

فكّرت أن أقتبس من الشاعر المقنّع الكندي. فكّرت أن أستشهد بآية في القرآن الكريم.. ثم استقر رأيي أن أقتبس وأستشهد بما ورد في كتاب عبد الرحمن الكواكبي «طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد»!
أيهما، أو جميعهما، أقرب إلى تفسير هذه الفوضى الضاربة أطنابها من حروب؟ حرب المذهب ضد المذهب. حرب الطائفة على الشعب. نزاع الطائفة مع الأمة.. وأخيراً استبداد الحاكم ضد استبداد الدين؟
المقنّع الكندي قال: «إن الذي بيني وبين أبي وبين بني أمّي لمختلف جداً..» وجاء في الآية الكريمة «وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحبّ المقسطين».
في معركة من معارك المسلمين الأوائل فيما بينهم (لعلّها صفّين أو الجمل) رفع المتقاتلون المصاحف، ثم احتكموا للتحكيم. قال حكم فريق: إني خلعت صاحبي، فقال حكم فريق آخر أوافق على ما قاله حكم الفريق الآخر.. وذهب دهاء عمرو بن العاص، ممثل معاوية، مثلاً في دهاء السياسة.
أعيد، هذه الأيام، قراءة مؤلف عبد الرحمن الكواكبي: «طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد» منشورات الجمل ـ كولونيا 2006. في هذه الفوضى (هل هي الفتنة الكبرى؟) صعد ما في المصحف إلى الرايات، وصارت عبارة على علم «الله أكبر» في حرب مع عبارة على علم «لا إله إلاّ الله».. ولكن بخطوط مختلفة من الخط العربي الجميل.
قلت: هذه فوضى حروب ـ فتنة : المذهب ضد المذهب. المذهب ضد الشعب (أو الحاكم). نزاع الطائفة مع الشعب والأمة (والدولة والنظام).. والأهم الذي يجمع هذا هو استبداد الحاكم ضد استبداد الدين.. وبالعكس! لنحكِ، أولاً، ما قاله الكواكبي في السياسة: «لا خفاء أن السياسة علم واسع جداً يتفرع إلى فنون كثيرة، ومباحث شتّى. وقلما يوجد إنسان يحيط بهذا العلم، كما قلّما يوجد إنسان لا يحتك به»!
هو يوجز سياسة الأقدمين (مؤسّسي الجمهوريات، الرومان واليونان) والبعض لهم آراء أخلاقية (كليلة ودمنة ونهج البلاغة). في القرون الوسطى امتزجت السياسة بالأخلاق (الرازي. الغزالي. العلائي ـ وهذه طريقة الفرس). او امتزجت بالأدب (المعرّي. المتنبّي ـ وهي طريقة العرب). أو امتزجت بالتاريخ (ابن خلدون. ابن بطوطة ـ وهذه طريقة المغاربة).. أمّا المتأخرون من أهل أوروبا وأميركا فلهم مجلّدات ضخمة وميّزوا سياسة عمومية، عن خارجية، عن إدارية، عن حقوقية.. إلخ.
يهمّنا ما قال عن الاستبداد: «بين الاستبدادين السياسي والديني مقارنة لا تنفكّ متى وُجد أحدهما جرّ الآخر إليه أو متى زال زال رفيقه (..) ويبرهنون على أن الدين أقوى تأثيراً من السياسة إصلاحاً وفساداً (..) وقد أجمع الكتّاب والسياسيون المدققون، بالاستناد إلى التاريخ والاستقراء، من أن ما من أمة أو عائلة أو شخص تنطّع في الدين، أي تشدّد فيه، إلاّ واحتلّ نظام دنياه وخسر أولاه وعقباه».
«يقولون كذلك: يستدل على عراقة الأمة في الاستعباد أو الحرية باستنطاق لغتها. هل هي قليلة ألفاظ التعظيم كالعربية مثلاً، أم هي غنيّة في عبارات الخضوع كالفارسية، وكتلك اللغة التي ليس فيها بين المتخاطبين. أنا وأنت بل سيّدي وعبدكم».
***
الكتاب صدر 2006 كأنه صدر ليفسّر في أيامنا بعد قرن، حيث تقاربت لفظات التعظيم في مديح الاستبداد السياسي العربي (رئيسنا إلى الأبد) بما في لفظات التعظيم في الاستبداد الديني الإيراني (آية الله العظمى).
في الأصل صيحة الإسلام «الله أكبر» هي ضد المستبدّين، ولكنها صارت تخدم الاستبداد الديني «التعاليم الدينية والكتب السماوية تدعو إلى خشية قوة عظيمة لا تدرك العقول كنهها.. تهدّد الإنسان في كل مصيبة في الحياة فقط كما في البوذية واليهودية، أو في الحياة وبعد الممات كما عند النصارى والإسلام».
«فأناشدكم الله يا مسلمون: أن لا يغرّكم دين لا تعملون به وإن كان خير دين، ولا تغرّنكم أنفسكم بأنكم أمّة خير أو خير أمّة (..) إني لا أرى أمامي أمّة تعرف حقاً معنى: لا إله إلاّ الله، بل أرى أمّة خبلتها عبادة الظالمين».
«الله أكبر»؟ ولكن على المستبدّين في الحكم والمتشدّدين في الدين.

arabstoday

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 06:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 06:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 06:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 06:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 06:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

GMT 06:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الفاتيكان... ومرثية غزة الجريحة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما بين «الله أكبر» و«لا إله إلاّ الله» ما بين «الله أكبر» و«لا إله إلاّ الله»



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab