هـــذه الأسـنــان

هـــذه الأسـنــان؟

هـــذه الأسـنــان؟

 العرب اليوم -

هـــذه الأسـنــان

حسن البطل

الصينيون محيرون قليلاً. يخططون لزراعة الخضراوات على سطح القمر والمريخ. من أين الماء؟ هذا سؤال سيجيب العلماء عليه إجابة اليقين لا إجابة الاحتمال. لكوكب الأرض سماء نخالها "سقفاً" وهمياً، وسماء الأرض نتيجة انكسار الضوء على الهواء؛ والهواء (الغلاف الجوي) فيه ماء، والسماء تمطر ماء، وقطرات ماء السماء في دور أسنان تلحس أديم الأرض، وتكسوه خضرة، فنباتات وغابات .. وحياة حيوانية عليا. إذن؟ نحن الكائنات نقتات من ماء السماء وأنهارها أو نقتات بما يقتات نباتات الأرض. لكل الكائنات الحيوانية أسنان، الأسنان تفترس اللحم في أفواه السبع وأضرابه، او تنتش وتجتر في أفواه الأنعام، او تزدرد في فمي وفمك.. منذ سيدنا آدم؟ يولد الرضيع بلا أسنان، وقد يموت العجوز وفي فكيه طقم أسنان صناعية، او أسنان مزروعة، او جسور بين أسنانه. ويبدو ان اختراع توليد النار، غيّر معدة الإنسان وأيضا أسنانه. عندما كان يأكل لحم الفرائس والطرائد نيئة، كانت أنيابه أطول وأقوى ما في أسنانه، وتسمى الى اليوم "الأسنان الكلبية" من صديق الإنسان: الكلب؟ يزدرد الإنسان المعاصر طعامه بحركة عامودية للفك الأسفل وحده، فيما تجتر الحيوانات عشب الأرض بحركة فكين أفقية، وأما السبع والضبع فينتش مستخدماً أنيابه الحادة، ثم يمضغ ما ينتش دون حاجة لعملية طحن كأسنان الإنسان. الآن، يتحدثون عن "الجينات الغافية" في جسم الإنسان، بما يسمح بتجديد بعض الأعضاء بالنمو الطبيعي، مثل أصابع اليد، كما ينمو كبد الإنسان إذا تطلبت عملية جراحية اجتثاث قسم من الكبد (وهو الأهم في الجسم، لأنه معمل كيماوي يؤدي ٣٠٠٠ وظيفة كما يقال). طبعاً. لا يفكرون بإحياء "جينة غافية" هي "العصعص" أي الذيل الذي كان، في قديم الزمان السحيق، يداً او قدما خامسة. بعض القرود ذات ذيل ضروري لتسلق الأشجار، وبعض القردة العليا، مثل الشمبانزي بلا ذيل. صحيح، ان كفّ العديد من الكائنات العليا يحوي خمس أصابع عادة، لكن كفّ يد الانسان تمتاز بأن إبهام كف اليد يتعامد مع بقية الأصابع. دون هذا، لم يكن ليد الإنسان ان تتقن صناعة الأدوات، او سهولة التقاط الأشياء. .. ومن ثم؟ دماغ الإنسان نما وتطور بفعل عامودية الإبهام مع بقية أصابع الكفّ. اقطع اصبع الإبهامين وحاول أن تكتب؟ أن تُمسك بالأشياء بسهولة، أن يأخذوا أولاً بصمة إبهامك على الوثائق؟ نعود للأسنان، وهي الجزء الظاهر من الهيكل العظمي (وربما آخر ما يبلى من عظام الإنسان في القبر). من الذي لا يذهب إلى طبيب الأسنان؟ ليس لإزالة "القلح" عن بياضها، بل لحشوها او لقلعها أو لزرع أسنان صناعية، او لتركيب جسر بين الأسنان الساقطة وتلك الباقية. سؤال: ماذا لو أخذوا "جينة" من أسنان السيد التمساح، وزرعوها في جسم الإنسان؟ للتمساح صفان او اكثر من الأسنان في الفكين، وصفة أسنان التمساح الفريدة هي أنها تعود للنمو بعد ان تبلى، لأن التمساح يحتاج للوحل لافتراس فريسته ونهشها ومضغها بقطع كبيرة. لا يحتاج السيد التمساح طبيب اسنان، لكن يحتاج بعض أنواع الطيور التي تنظف له بمناقيرها بقايا الطرائد والفرائس. إنه يفتح لها فكيه، فيضغط الفكان على الغدد الدمعية، فيقال انه يبكي، ويقال إن بكاء التمساح هو "دموع التمساح". الإنسان يغير أسنانه، طبيعياً، مرة واحدة، ويستبدل "الأسنان اللبنية" بالدائمة، لكنه يستبدل لاحقاً الأسنان الدائمة. الطفل يبكي في "التسنين" من الألم، والبالغ يتألم ولا يبكي بعد حشو وقلع وزرع أسنانه. تتساقط أسنان الإنسان على كبر، لكن بعد ان يتذوق أوسع مروحة من الطعام: من الحليب الى اللحم، ومن العسل الى الخضراوات .. والفاكهة والبقوليات. لذلك، يصير لحم الإنسان شهياً في أفواه السبع والضبع، ويقال عن الوحش الكاسر الذي يفترس الإنسان انه "ذاق طعم الدم" فلا يطيب له لحم غيره. لذلك يطاردونه حتى يقتلوه. .. وأما الأسد بعد أن يهرم، فإنه يغدو طعاماً للضباع والذئاب .. وأنت تغدو طعاماً شهياً لدود القبر. نقلاً عن جريدة "الأيام" الفلسطينية

arabstoday

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 03:56 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 03:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 03:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 03:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 03:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 03:37 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

فلسطين وإسرائيل في وستمنستر

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هـــذه الأسـنــان هـــذه الأسـنــان



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab