وكأنها أيوجيما في بورين

وكأنها "أيوجيما" في بورين؟

وكأنها "أيوجيما" في بورين؟

 العرب اليوم -

وكأنها أيوجيما في بورين

حسن البطل

خبر رئيسي (8 أعمدة) على الصفحة الأولى (أيّام ـ أمس، الأحد) وكذا 13 صورة على صفحة "العدسة".. لكن الصورة 14 على الصفحة الأولى تستحق جائزة، وتستحق تمثالاً من البرونز.. وتستحق مقارنة! في جزيرة "أيوجيما" اليابانية دارت معركة طاحنة بين قوة الإنزال الأميركية والدفاعات اليابانية للسيطرة على تلة. ثم سيطر عليها 7ـ8 جنود من المارينز، ورفعوا علم بلادهم. احتلت الصورة الصفحات الأولى في الصحف الأميركية، وانتهزها الجيش الأميركي فرصة دعاوية، واتصلت الأركان المشتركة بقيادة قوات الإنزال في الجزيرة، مع أمر استدعاء عسكري لجنود التلة، الذين سقط أربعة منهم في معارك لاحقة، وبقي ثلاثة في غمرة معركة شديدة، وطلبوا استمهال تلبية الاستدعاء لحين انتهاء الاشتباك. أصرّت القيادة، وحين خروج الجنود الثلاثة الباقين من الخندق قتل اثنان آخران.. وبقي الثالث والأخير. جلبوا الجندي الناجي إلى احتفالات نصر صاخبة في واشنطن، وفي العربة خرج الجندي عن طوره، وراح يشتم الجيش والشعب، فقد سقط جميع الجنود، ما عداه، ومنهم آخر اثنين سقطا لدى خروجهما من الخندق. جُرِّدَ الجندي من أوسمته وعُوقِبَ بأداء الخدمة في مراحيض ثكنات الجنود.. فهرب وأخذ زجاجة مشروب، وصعد جبلاً في الثلج.. ثم مات من التجمُّد.. وبقي تمثال أيوجيما رمزاً من رموز العسكرية الأميركية! على سفوح جبل السبع في قرية بورين، جنوب نابلس، التقطت عدسة "إ. ب" إحدى أروع الصور في المواجهات الأربع خلال شهر بين شُبّان مُتطوعين يُقيمون قرى (خيام) على أرض فلسطينية مُهدّدة بالمصادرة، وبين قوات المنع والقمع والتجريف الإسرائيلية. لا علاقة بين ما جرى في أيوجيما والصورة في بورين.. إلاّ في قوة الصورة، التي تصلح لتجسيدها تمثالاً فلسطينياً: فتى فلسطيني لعلّه في 17ـ18 من عمره يهجم عليه خمسة جنود، بينما في يده يرفرف علم بلاده، لأن الريح كانت تهبّ من ورائه.. والجنود يُداهمونه من أمامه. فتى أعزل إلاّ من العلم وقلب جسور، وجنود مُدجَّجُونَ بستِّ بنادق، وستِّ خُوَذ، وستِّ جُعَب مليئة بالرصاص وبقنابل الغاز. واحد صغير (أصغر من زمن أوسلو) ضد ستة جُنود! في عناوين الخبر الرئيسي في الصفحة الأولى أن المعركة على سفوح جبل السبع في جنوب بورين أسفرت عن إصابة 20 مواطناً واعتقال 8 (من بورين وبلعين وطمون.. إلخ) بينهم واحد عمره 16 سنة أصيب بنيران مستوطني "يتسهار" و"براخا" الذين آزروا الجنود (أو آزرهم الجنود!)، وهؤلاء من أوسخ وأوبش المستوطنين وأكثرهم ظلامية في الضفة، وأكثرهم صلفاً وعدوانية. مستوطنتا "يتسهار" و"براخا" أقيمتا على أراضي قرية بورين ذاتها، ولا تنفكّان عن التمدُّد والتوسُّع، وتحويل حياة سكان قرية بورين الـ 3800 إلى جحيم "لا يعرفون طعم النوم". مواطن من بورين خسر 40 دونماً من أرضه لصالح توسيع مستوطنة "براخا"، وقام بزراعة بقية أرضه بـ 1500 شجرة تفاح، وحفر بئر مياه فيها.. لكن مستوطني "براخا" قاموا بحرق الأشجار وتفجير وردم البئر؟ فرّق الجنود والمستوطنون المسلّحون بالقوة تجمعاً من 300 شاب قدموا من أماكن مختلفة من الضفة، وجرفوا خيمة جماعية هي قرية "المناطير"، وبعد إخماد الاحتجاج الشبابي السلمي، ولو مؤقتاً، قام الجنود بقمع مسيرة تضامنية مع بورين جرت في قرية كفر قدوم، شرق قلقيلية. فلسطين هي البلد العربي الوحيد، والمكان العربي الوحيد، حيث تدور مواجهات بين الشعب وجنود الاحتلال.. ومن "المسافة صفر"، وحيث يسقط قتلى وجرحى وتتم اعتقالات. بذلك انضمت بورين إلى 8ـ9 بؤر احتكاك أسبوعية، أن تدخل أرشيف الصور الفلسطيني، بل أن تتجسّد في لوحة حفر نافر أو تمثال برونزي. سلاحهم الخيمة والعلم والنشيد "أكتب اسمك يا بلادي عالشمس ال ما بتغيب".. شمس أشرقت في "باب الشمس" و"الكرامة" و"الأسرى".. والآن في بورين! الشعوب العربية مشغولة بحكامها وجيوش حكامها.. والشعب الفلسطيني مشغول بمقارعة جنود جيش الاحتلال والمستوطنين معه؟! نقلاً عن جريدة "الأيام" الفلسطينية.

arabstoday

GMT 07:10 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

«الصراع من أجل سوريا»

GMT 07:09 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

دمشق وطهران والحرب الجديدة

GMT 07:08 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

غزة. غزة... بقلم «جي بي تي»!.. بقلم «جي بي تي»!

GMT 07:06 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

... أن تكون مع لا أحد!

GMT 07:04 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

غول الترمبية والإعلام الأميركي... مرة أخرى

GMT 06:56 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الصراع في سوريا وحول سوريا

GMT 06:55 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

سوريا واللحظة الحرجة!

GMT 06:54 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

ترمب ــ «بريكس»... وعصر القوى المتوسطة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وكأنها أيوجيما في بورين وكأنها أيوجيما في بورين



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:48 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
 العرب اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 09:23 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
 العرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 05:57 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

المحنة السورية!

GMT 07:17 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

اليمامة تحلّق بجناحي المترو في الرياض

GMT 19:01 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور

GMT 22:51 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء شمال خان يونس "فوراً" قبل قصفه

GMT 20:03 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

القبض على موظف في الكونغرس يحمل حقيبة ذخائر وطلقات

GMT 20:27 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

دعوى قضائية على شركة أبل بسبب التجسس على الموظفين

GMT 22:06 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

إيقاف واتساب في بعض هواتف آيفون القديمة بدايةً من مايو 2025

GMT 08:16 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

وفاة أسطورة التنس الأسترالي فريزر عن 91 عاما

GMT 18:35 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

العراق ينفي عبور أي فصيل عسكري إلى سوريا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab