عون دقّ الباب وسمع الجواب

عون دقّ الباب وسمع الجواب

عون دقّ الباب وسمع الجواب

 العرب اليوم -

عون دقّ الباب وسمع الجواب

بقلم:وليد شقير

دقّ الرئيس السابق العماد ميشال عون الباب فسمع الجواب، من رئيس البرلمان نبيه بري، بعدما اتهمه بأنه من أبرز معرقلي عهده. من يعرف المداولات التي سبقت ورافقت انتخاب الرئيس عون عام 2016 يدرك أنّ قول بري «شوّفتنا نجوم الظهر» هو توقّع من قبل رئيس المجلس، في حينها، لم يكن قياديون في «حزب الله» بعيدين عن إدراكه حين علموا بأن زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري سيقدم على انتخاب العماد عون. لكنّ «الحزب» توقع في حينها أن «يرى الحريري نجوم الظهر» مع رئاسة عون.

لم يكن بري والحريري و»حزب الله»، رغم معاندة قيادته المستمرة بفعل تقديمه حساباته الإقليمية على أضرار خياره في حينها على البلد، وحدهم من شافوا نجوم الظهر. «الحزب» يتساوى مع عون في حالة الإنكار الكاملة التي يعيشها الرجل بقوله في حديثه لـ»أو.تي.في.» إنه استعاد ما خسره على مستوى القاعدة الشعبية، عازياً فشل عهده للآخرين. وهو مثله يعتبر 17 تشرين مؤامرة خارجية عليه.

رئيس «حزب القوات اللبنانية» سمير جعجع ربما يعيش حالة الإحساس بالذنب نتيجة «تفاهم معراب» الذي عقده مع عون، على رغم قوله أمس لـ»المسيرة» إنّ «العديد من المسيحيين كان ضحية عملية غش موصوفة» على مدى 40 عاماً، «لغاية تسلمه رئاسة الجمهورية، وهنا ذاب الثلج وبان المرج وظهرت الحقيقة وأنا طبعاً كنت أتمنى أن يُكتشف هذا الغش من قبل»... فنجوم الظهر بدأت تظهر مع تشكيل أول حكومة في العهد الرئاسي، حين أراد عون وصهره مصادرة التمثيل فيها، وأخذ قياديو حزب «القوات» يتحدثون عن «الجوع العتيق» الذي يتحكّم بمن وقّعوا معه تفاهم معراب، للاستحصال على المواقع الوزارية والمناصب ومصادرة التمثيل.

في سياق سعيه إلى الإيحاء بدور مستقل عن «حزب الله»، إثر الخلاف معه على ترشيحه رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية ومراعاته دعوة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مجلس الوزراء للانعقاد، يجهد باسيل للإيحاء بقدرته على الانفتاح على القوى السياسية، ويكرر المحاولات، هو وعون، منذ أكثر من سنة، من أجل لقاء جعجع، بحجة توحيد الموقف المسيحي. وهو سعى إلى إقحام البطريرك الكاردينال بشارة الراعي بالدعوة إلى عقد اجتماع كهذا. المحاولة تكررت أخيراً في سياق اللقاءات التي عقدها رئيس «التيار الحر» مع ميقاتي وفرنجية ورئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط.

مع أنّ لا شيء مقفلاً في السياسة، فإنّ لسان حال «القوات» ليس في هذا المناخ، لانعدام الثقة وبسبب ما تعتبره «الغدر» الذي تعرضت له من ثنائي عون- باسيل، ولاعتقادها أنّ المشكلة ليست في الوضع المسيحي، بل في تموضع باسيل كفريق مسيحي، بتسليمه أمره والبلد لـ»حزب الله»، وصولاً إلى التسبب بالشغور الرئاسي، ما يجعل أي لقاء مرتبطاً بالاستعداد للعودة عن هذا التموضع، فهل لدى «التيار الحر» قابلية لقطع هذا المشوار؟ ولذلك امتنعت «القوات» عن استقبال وفد نواب «التيار» عند جولته على الفرقاء السياسيين بالورقة الرئاسية والإصلاحات. نوقش اقتراح باسيل لدى قيادة حزب «القوات»، التي نبهت إلى أنّها لن تسقط في محاولة جرها إلى معركة طائفية، بإيهام الرأي العام «كأن هناك غزوة على المسيحيين»، ومن العبث نقل المشكلة في البلد من أضرار التحالف بين «التيار الحر» وبين «حزب الله»، إلى محاولة خلق مشكلة طائفية أخرى، هي قيام ثنائي مسيحي مقابل «الثنائي الشيعي». فما أصاب البلد لا يتعلق بحقوق المسيحيين، وليست هذه هي المشكلة التي قادت البلد إلى الدرك الذي هو فيه، بل هي ممارسات عون وباسيل في الحكم وبفعل التحالف الذي عقداه مع الحزب لأهداف إقليمية. تفهم «القوات» مساعي باسيل على أنّها محاولة منه لفك عزلته رغم استمرار تحالفه مع «حزب الله»، وأخذ البلد إلى جبهة طائفية، فيما لا تجلب للمسيحيين حقوقهم، ولا تعالج أصل المشكلة. ولسان حال جعجع أنّه لن يشترك في تعويم باسيل، في وقت لا نتيجة من الحركة التي يقوم بها سوى الفولكلور ومن الأفضل إبقاء الأبواب موصدة على حركة لن تحقق أي خرق في الجمود الحاصل، والمشاركة فيها يكون إسهاماً في إضاعة البوصلة.

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عون دقّ الباب وسمع الجواب عون دقّ الباب وسمع الجواب



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 العرب اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 11:51 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تليغرام يطلق تحديثات ضخمة لاستعادة ثقة مستخدميه من جديد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد العوضي يكشف عن بطلة مسلسله بعد انتقاد الجمهور

GMT 06:02 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر

GMT 03:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تطالب بتبني قرار لوقف إطلاق النار في قطاع غزة

GMT 06:00 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتلة صورة النصر

GMT 18:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 18:00 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يكشف سر تكريم أحمد عز في مهرجان القاهرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab