القطبية المصرية مقابل رفع العقوبات

القطبية المصرية مقابل رفع العقوبات

القطبية المصرية مقابل رفع العقوبات

 العرب اليوم -

القطبية المصرية مقابل رفع العقوبات

وليد شقير

تواكب مفاوضات «ربع الساعة الأخير»، الذي يمتد حتى بعد غد الاثنين، حول الملف النووي الإيراني، بين طهران ودول 1+5، تحركات ومواقف كثيرة، متصلة بهذا الاستحقاق، سواء انتهى المفاوضون إلى الاتفاق النهائي، أم إلى تطوير الاتفاق المرحلي، أو أجلوا التوصل إلى الاتفاق نتيجة العقبات.

فاللحظات التي تفصل المنطقة عن انتهاء المهلة الممددة للتفاوض، حبلى بالمفاجآت وبالمناورات، التي تنطلق من حاجة كل فرقاء اتفاق كهذا إلى ترتيب أمورهم الداخلية، لا سيما الولايات المتحدة وإيران، والخارجية في العلاقة مع حلفائهم، لا سيما علاقة واشنطن مع الدول الكبرى الأخرى، ومع الدول العربية، خصوصاً الخليجية.

وإذا صح احتمال التوصل إلى الاتفاق، وفق ما نقل وزير الحرس الوطني السعودي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز عن الرئيس باراك أوباما، بأنه سيجد «حلاً للملف» النووي، فإن الشرق الأوسط سيكون أمام مرحلة جديدة مختلفة تماماً تفرض على كل الدول المعنية بها أن تأخذ في الاعتبار تحوّل إيران إلى قوة إقليمية مقبولة دولياً، خلافاً للعقود الثلاثة الماضية من الصراعات معها، التي أثقلت كاهلها، وكاهل الإقليم معها.

وحتى لو تعذر التوصل إلى اتفاق شامل وكامل ونهائي فإن ما بعد تاريخ 24 تشرين الثاني (نوفمبر) سيفرض على كل اللاعبين سياسات وتكتيكات لا تقل أهمية عن احتمال إنجاز الاتفاق. ففي كل الأحوال سيقود أي اتفاق إلى رفع كلي أو جزئي أو مرحلي للعقوبات عن إيران. وإذا كانت إيران النووية ستتغير بعد هذا التاريخ، فأي إيران ستكون على صعيد سياستها الإقليمية عند انتعاشها بالعودة إلى المجتمع الدولي؟ ولعل هذا ما يفسر حاجة واشنطن إلى التوافق مع حلفائها ومنهم فرنسا حول درجة رفع العقوبات الذي تريده طهران كاملاً وفورياً، فيما أوباما مقيد بالجزء المتعلق بقرار الكونغرس من رفع العقوبات، وباريس تتساءل عن الجدوى من رفعها كاملة في ظل استمرار القيادة الإيرانية في عدم التعاون على الصعيد الإقليمي، لا سيما في العراق وسورية، فضلاً عن اليمن. فقادة إيران يدركون أن جزءاً من العقوبات يتعلق بطموحاتها النووية والجزء الآخر يتناول دورها الإقليمي الذي تزداد مواضيعه تعقيداً، خصوصاً بعد أن قفزت محاربة الإرهاب، لا سيما في العراق وسورية في مواجهة «داعش» وأخواته، إلى المرتبة الأولى من الاهتمام، مع ما تعنيه من تفرعات: هل يجري الاكتفاء بإزاحة نوري المالكي في العراق من أجل إعادة التوازن إلى السلطة فيه، كما تطالب الدول الخليجية، أم أن المطلوب خطوات أكثر من ذلك؟ وهل يكتفى بخطة الموفد الدولي ستيفان دي ميستورا بالنسبة إلى سورية عبر صيغة وقف النار في حلب والمصالحة الشبيهة باتفاق حمص، تمهيداً لحكومة انتقالية مع بقاء الأسد بكامل صلاحياته، أم أن الحل السياسي يتطلب معادلة تعود إلى اتفاق جنيف بقيام الحكم الانتقالي الكامل الصلاحيات، ما يعني انتقال صلاحيات الأسد إليه؟ فالحل الأول يحظى بموافقة ضمنية من طهران ودعم من موسكو بينما المعادلة الثانية تتطلب، قبل اقتناع طهران وموسكو بها، خروج التأرجح الأميركي حيالها، نتيجة تركيز واشنطن على محاربة الإرهاب في العراق واعتبارها المسرح السوري في المرتبة الثانية من الأهمية.

الانتقال إلى المرحلة الجديدة بعد الاتفاق على النووي، سواء كان نهائياً أم جزئياً أو تضمن رفع العقوبات على مراحل، فرض على دول الخليج دينامية جديدة أيضاً في التهيؤ لهذه المرحلة. ومع أن اتفاق الرياض الذي أبرم الأحد الماضي وأدى إلى معالجة خلافات المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات والبحرين مع دولة قطر كان الدافع المباشر وراءه التوافق على مواجهة الإرهاب الذي يضرب المنطقة، كأولوية وضعها الملك السعودي نصب عينيه منذ صيف 2013، وتعززت بعد ظهور «داعش»، فإنه يصعب فهم هذه الخطوة بعيداً من الحاجة إلى تهيؤ الفريق العربي المعني بالاتفاق على النووي ورفع العقوبات، للمعادلات التي ستنتجها المرحلة الجديدة. وإذا كان ترتيب البيت الخليجي بإنهاء الخلاف مع قطر يمهّد لحد أدنى من التفاهم بين الدول النفطية المجاورة لطهران، على كيفية استقبال المرحلة الجديدة المفترضة، فإن مسارعة خادم الحرمين الشريفين إلى «مناشدة مصر السعي لإنجاح مسيرة التضامن العربي...» وترحيب قطر، خصوصاً، والإمارات والجامعة العربية والرئاسة المصرية، فضلاً عن هيئة كبار العلماء في السعودية، ينقل رسم الأدوار بعد الاتفاق على النووي إلى مستوى آخر. فالدول الخليجية الرئيسة، فضلاً عن أنها تطمح إلى قيادة مصر للحرب على الإرهاب وتصدرها خط الاعتدال والوسطية، ترغب باستعادة القطب العربي وزنه في الإقليم، بحيث لا يقتصر تقاسم النفوذ على إيران وتركيا وإسرائيل بعد استعادة طهران حضورها الدولي في المرحلة الجديدة، وإلا غاب التوازن واستحال إنتاج تسويات مقبولة، في ظل الاختلال بين أقطاب المنطقة.

arabstoday

GMT 07:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 07:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 07:11 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 07:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 07:05 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 07:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 07:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 06:58 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الصراع الطبقي في بريطانيا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القطبية المصرية مقابل رفع العقوبات القطبية المصرية مقابل رفع العقوبات



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab