هل استُخدمت جماعة الإخوان أداةً لإجهاض الثورة المصرية

هل استُخدمت جماعة الإخوان أداةً لإجهاض الثورة المصرية؟

هل استُخدمت جماعة الإخوان أداةً لإجهاض الثورة المصرية؟

 العرب اليوم -

هل استُخدمت جماعة الإخوان أداةً لإجهاض الثورة المصرية

حسن نافعة

رغم قناعتى التامة بأن جميع أطراف اللعبة السياسية، فى الداخل والخارج، تسعى للدفاع عن مصالحها الخاصة بكل ما هو متاح أمامها من وسائل، وبأن البعض قد يقع أحياناً تحت إغراء اللجوء إلى أكثر الوسائل المتاحة انحطاطاً لتحقيق مصالحه، إلا أننى لست من المولعين بنظرية المؤامرة، فلجوء الفاعلين السياسيين إلى التآمر كوسيلة لتحقيق الأهداف شىء، والاعتقاد بنظرية المؤامرة شىء آخر. وفى تقديرى أن اللجوء إلى نظرية المؤامرة لطرح تفسيرات نمطية عن أوضاع ومواقف وأزمات، هى بطبيعتها مركبة، يعد نوعاً من «الاستسهال»، وهروباً من عناء البحث والاجتهاد للحصول على معلومات مؤكدة وموثوق بها تساعد على الوصول إلى تفسيرات لا تبتعد كثيراً عن الحقيقة. ومع ذلك فهناك شواهد ومعطيات تفرض على الباحث أحياناً عدم استبعاد «نظرية المؤامرة» لفهم وتفسير أوضاع معينة، من بينها حالة الارتباك والتعقيدات القائمة فى مصر حالياً، والتى تعود فى جانب كبير منها إلى حرص جماعة الإخوان المسلمين على الانفراد بالسلطة والإصرار على استبعاد جميع القوى السياسية الأخرى، بما فيها بقية فصائل التيار الإسلامى. فهل كان ذلك مجرد مصادفة فرضتها معطيات واقع متغير، أم أنه كان نتاج عملية مخططة لاستدراج الجماعة ودفعها للدخول فى مواجهة مع بقية الفصائل لضرب الاستقرار وإجهاض ثورة عظيمة، بصرف النظر عن مدى الوعى أو عدم الوعى بها؟ من المعروف أن الولايات المتحدة ظلت متمسكة بمبارك رئيساً لمصر حتى اللحظة الأخيرة، ولم تقرر التخلى عنه نهائياً إلا بعد أن أدركت أنه سقط شعبياً، وأنه لن يكون بمقدور أى قوة على وجه الأرض أن تُبقِى عليه فى السلطة. ولأن إسرائيل كانت ترى فى مبارك كنزاً استراتيجياً يصعب تعويضه فمن المؤكد أنها لعبت دوراً مهماً فى حث الولايات المتحدة على التمسك به حتى اللحظة الأخيرة. ورغم ما انتاب الولايات المتحدة وإسرائيل من شعور عميق بالقلق بالنسبة لمستقبل الأوضاع فى مصر، إلا أنهما شعرتا بالارتياح حين تم نقل السلطة مؤقتاً إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وهو ترتيب يتيح لهما على الأقل مهلة للتفكير وربما التأثير على مخرجات المرحلة الانتقالية بما يحول دون انتقال السلطة نهائياً لقوى وطنية معادية لسياستهما فى المنطقة. لو كانت يد الولايات المتحدة حرة طليقة فى تحديد مستقبل النظام السياسى فى مرحلة ما بعد الثورة المصرية، لاختارت بديلاً مدعوماً من المؤسسة العسكرية ومستعداً لممارسة سياسة خارجية لا تختلف كثيراً عن تلك التى التزم بها مبارك، وهو ما حاولته بالفعل، غير أنها سرعان ما اكتشفت أن الطريق ليس معبَّداً. ولأن لهذه القوة الدولية العظمى مصالح ضخمة تدفعها للحرص على عدم وضع بيضها كله فى سلة واحدة، فقد كان من الطبيعى أن تسعى لإقامة جسور مع كل الأطراف، بما فى ذلك جماعة الإخوان المسلمين، التى كانت قد بدأت الحوار معها على استحياء قبل عامين أو ثلاثة من سقوط مبارك. ولأن هذه الجماعة تعد قوة سياسية مهمة شاركت فى الثورة وتتمتع بتأييد شعبى يؤهلها للمشاركة بفاعلية فى السلطة، فليس من حق أحد أن يوجِّه لها اللوم إن هى سعت لتقديم تطمينات للولايات المتحدة حتى لا تضع «فيتو» على مشاركتها فى السلطة فى مصر فى مرحلة ما بعد الثورة. لكن السؤال: لماذا قررت الجماعة أن تنفرد بالسلطة بعد أن كانت ترفع فى بداية المرحلة الانتقالية شعار «مشاركة لا مغالبة»؟ ولماذا قررت فجأة أن تنزل ساحة المنافسة على مقعد رئاسة الجمهورية بعد أن كانت قد ألزمت نفسها علناً بعدم التقدم بمرشح من أعضائها فى الانتخابات الرئاسية؟ هل تم استدراجها نحو مصيدة نُصِبت لها، كما نُصِبت لمصر كلها، لاستخدامها أداة لإجهاض الثورة؟ أم أن الأمر يتعلق بقرار إخوانى بحت، بصرف النظر عما انطوى عليه من خطأ فى الحسابات؟ تلك كلها أسئلة مشروعة يتعين أن نطرحها على أنفسنا، وربما أحاول الإجابة عليها فى مقال لاحق. وسواء كان الانفراد بالسلطة قراراً اتخذته الجماعة بمفردها، أو أُوحى إليها به، لاستدراجها نحو مصيدة، فلا جدال فى أنه كان قراراً خاطئاً، وبات عليها الآن أن تشرع فوراً فى تصحيحه قبل فوات الأوان إذا ما أرادت محاصرة آثاره الكارثية قبل أن تخرج عن نطاق السيطرة. نقلا عن جريدة المصري اليوم 

arabstoday

GMT 07:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 07:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 06:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 06:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 06:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 06:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 06:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل استُخدمت جماعة الإخوان أداةً لإجهاض الثورة المصرية هل استُخدمت جماعة الإخوان أداةً لإجهاض الثورة المصرية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab