وافق أو نافق أو فارق

وافق أو نافق أو فارق

وافق أو نافق أو فارق

 العرب اليوم -

وافق أو نافق أو فارق

حسن نافعة

تلك هى القواعد التى يقوم عليها بنيان جماعة الإخوان المسلمين كما استخلصها ثروت الخرباوى من تجربته الشخصية المريرة، فليس مطلوباً من عضو الجماعة سوى أن يسمع فيطيع، إن كان حريصاً على البقاء فيها، وأن ينافق القيادة، إن كان لديه طموح للترقى إلى مناصبها العليا، وإلا فليس أمامه سوى أن يفارقها غير مأسوف عليه، لكن بعد أن تلفق له التهم ويحاكم على جرائم لم يرتكبها. ولأن ثروت الخرباوى لم يكن مستعداً لإلغاء عقله أو منافقة القيادة، فقد كان عليه أن يرحل أو يتم التخلص منه. لا يتسع المقام هنا لتحليل كتاب ثروت الخرباوى «قلب الإخوان»، لذا سأكتفى باقتباس مقاطع منه تتعلق بالطريقة التى حُوكم بها الرجل داخل جماعته، راجيا أن يتأملها القارئ بعمق، وأن يستخلص منها ما يشاء. يقول الخرباوى: «فتح لى الأستاذ محمد هلال ملفاً كان يحمله معه ثم ناوله لى قائلا: اقرأ هذا الملف بعناية. أخذت أقرأ الملف فإذا به يحوى أوراق التحقيق والمحاكمة التى تمت معى من قبل، والتى كان الحاج جودة شعبان رئيسها، وكانت هذه الأوراق بمثابة الصاعقة التى هبطت على رأسى فأذهلتنى.. ففيها وجدت شهادة مكتوبة من أحد المحامين من الإخوان، وكان من الذين وقفت معهم ضد غوائل الأيام، يشهد بأننى حرضته ضد قائمة الإخوان فى انتخابات النقابة، وهو الأمر الذى لم يحدث قط!! ووجدت شهادة أخرى من أحد الإخوة من المحامين، الذين ارتبطوا معى بصداقة قوية إبان قضية المهنيين، يشهد بأننى كنت أدير مؤامرة على الإخوان بتحريض من مختار نوح الذى كان يرزح تحت أغلال السجن وقتها! ووجدت شهادة ثالثة يشهد صاحبها الإخوانى بأنى خالفت قرار المرشد المتضمن منعى من الخروج من بيتى وخرجت يوم الانتخابات ووقفت ضد قائمة الإخوان! قلت للأستاذ هلال: يا للعجب!! الإخوان يشهدون زوراً. ألم يسمعوا عن حديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الذى قال فيه: (ألا وشاهد الزور...)؟! ابتسم الأستاذ هلال وقال بهدوء: أكمل الملف يا أستاذ.. وهنا وقعت عيناى على قرار المحكمة الذى قضى بفصلى من الإخوان والذى تم العدول عنه، فإذا بى أقفز من مكانى غير مصدق.. المهندس ممدوح الحسينى الذى مكثت فى مكتبه يوم الانتخابات حتى أحبط خطة الآخرين، وأفسد مكرهم، وأثبت للإخوان أننى لم أخالف قرار المرشد بمنعى من الخروج من بيتى، وأننى لم أذهب للنقابة، ولم أدل بصوتى، يكتب قرار إدانتى ويؤسسه على أننى خالفت القرار وذهبت للنقابة ووقفت ضد قائمة الإخوان وحرضت الآخرين يوم الانتخابات على عدم انتخاب الإخوان!! قاضى المحكمة الإخوانية يوقع على الباطل، ويشهد فى حكمه شهادة يأبى الضمير أن يبتلعها. وجهت نظرى مرة أخرى للأستاذ هلال بعد فترة صمت وقلت: هل تعلم يا أستاذنا أن كلمة النيل فرعونية ومعناها (نعمة الله). ضحك الأستاذ هلال وقال بحميمية: (لا والله.. لا أعرف هذا.. لكن هو انت بتتكلم فرعونى؟ كنت فاكرك بتتكلم إخوانى بس).. هههه.. شاركته الضحك وأنا أقول: (لا أنا فى الإخوان من فريق الصم والبكم، فالذى يتكلم فى الإخوان برأى إما أحمق وإما متهور.. ألم تسمع يا أستاذ هلال بذلك الذى قال: وافق أو نافق أو فارق؟!).. قال الشيخ (يقصد الأستاذ هلال) بأبوة وقد اصطنع تجهما صوريا لم يستطع إخفاء ابتسامة ندت عنه: يا ولد.. الإخوان دعوة ربانية.  قلت وأنا أستدرجه فى الحديث: النيل نعمة من الله، فماذا فعلنا بتلك النعمة.. انظر يا سيدى لتلك المخلفات الرهيبة التى لوثت النيل، لقد أضعنا النعمة من بين أيدينا، حتى إننا ونحن على ضفة النهر نشرب معاً مياهاً معدنية!! والإخوان دعوة ربانية.. نعم الدعوة نفسها ربانية بقربها من القرآن والسنة.. لكن الأفراد الذين ينضمون تحت لواء التنظيم ليسوا ربانيين.. هم أفراد يرتكبون الأخطاء ويكذبون ويزيفون ويشهدون زوراً، فإذا ابتعد أفراد الحركة من حيث التطبيق عن كتاب الله وسنة رسوله ابتعدوا عن الربانية وفقدوا خيريتهم».. انتهى الاقتباس: (الصفحات من 237 إلى 240). عزيزى القارئ: هل وصلتك رسالة هذا «الشاهد من أهلها؟».. أظن أنها رسالة بسيطة تؤكد أن جماعة الإخوان تنظيم سياسى يتصارع بداخله أناس يطمحون فى الوصول إلى السلطة، ولأنهم بشر يخطئون ويصيبون، فعلينا أن نطرح على أنفسنا السؤال البسيط التالى: هل يكفى أن ترفع الجماعة شعار «الإسلام هو الحل» لتضفى هى على نفسها القداسة، ولنصدق نحن أنها الأجدر بحكم البلاد؟.. لقد ثبت الآن، بالدليل القاطع، أن هذه الجماعة ليست مؤهلة إطلاقاً لإدارة شؤون دولة بحجم مصر، وأن إصرارها على الانفراد بالحكم سيقود البلاد حتماً نحو كارثة محققة. نقلا  عن جريدة المصري اليوم

arabstoday

GMT 08:25 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

دمامة الشقيقة

GMT 08:23 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

بشار في دور إسكوبار

GMT 08:17 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

سوريا الجديدة والمؤشرات المتضاربة

GMT 08:14 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

هجمات رأس السنة الإرهابية... ما الرسالة؟

GMT 08:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الشرق الأوسط الجديد: الفيل في الغرفة

GMT 08:12 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 08:11 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الفنانون السوريون وفخ المزايدات

GMT 08:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الباشا محسود!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وافق أو نافق أو فارق وافق أو نافق أو فارق



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:57 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
 العرب اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 05:19 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

جنوب السودان يثبت سعر الفائدة عند 15%

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 09:06 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

القضية والمسألة

GMT 09:43 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

استعادة ثورة السوريين عام 1925

GMT 09:18 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الكتاتيب ودور الأزهر!

GMT 10:15 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب؟

GMT 18:11 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النصر يعلن رسميا رحيل الإيفواي فوفانا إلى رين الفرنسي

GMT 18:23 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

حنبعل المجبري يتلقى أسوأ بطاقة حمراء في 2025

GMT 21:51 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

انفجار سيارة أمام فندق ترامب في لاس فيغاس

GMT 22:28 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

27 شهيدا في غزة ومياه الأمطار تغمر 1500 خيمة للنازحين

GMT 19:32 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صاعقة تضرب مبنى الكونغرس الأميركي ليلة رأس السنة

GMT 10:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صلاح 9 أم 10 من 10؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab