حسن نافعة
نشرت فى هذه الزاوية، منذ أيام، اقتراحا بنظام انتخابى مبتكر، صممه الأستاذ الدكتور أحمد الجيوشى، الأستاذ بجامعة حلوان، يجمع بين مزايا نظامى القوائم والفردى ويحاول تلافى عيوبهما فى الوقت نفسه. غير أن الأستاذ الدكتور محمد أبوالغار، الأستاذ بجامعة القاهرة، رئيس الحزب الديمقراطى الاجتماعى، مازال يفضل نظام القائمة، وذلك لأسباب حرص على أن يطرحها على القراء من خلال هذه الزاوية.
فيما يلى نص الرسالة التى تلقيتها من صديقى العزيز:
«ليس هناك نظام أمثل لإجراء الانتخابات، وإنما هناك نظام أفضل، وذلك حسب ظروف كل بلد، وكل نظام انتخابى له مميزاته وعيوبه. وفى جميع الأحوال يجب أن يحقق النظام الانتخابى عدالة التمثيل وتكافؤ الفرص وإعطاء فرصة ملائمة للتمثيل فى البرلمان للأحزاب الصغيرة والأقليات، وأيضاً النظام الذى يقلل من فرص التزوير والعنف.
ونظام القائمة النسبية هو قائمة من حزب سياسى أو أكثر أو مستقلين، ويقترع الناخبون على إحدى القوائم حسب ترتيبهم فى القائمة.
هناك 66 دولة فى العالم تأخذ بنظام القائمة و90 دولة تأخذ بنظام مشترك بين القائمة والفردى.
أولاً: الدعوة للنظام الفردى سببها خوف غير مبرر من الإخوان. فى عام 2012 تساوت القوى المدنية والإخوان فى عدد المقاعد التى حصلوا عليها فى القائمة، لكن فى الفردى حصل الإخوان على 65% والقوى المدنية على 4% من المقاعد. وفى الثلث الأول من انتخابات 2005 الفردية التى لم يحدث فيها تزوير حصل الإخوان على 65% من المقاعد، وهذا يشير إلى أن القائمة لا تزيد من فرص الإخوان.
ثانياً: الغرض الأساسى من الانتخابات هو التمثيل العادل للأمة. إذا حصل 100 مرشح من حزب معين على 49% لن يحصلوا على مقعد واحد فى البرلمان بالنظام الفردى وسوف يحصلون على 50% من أعضاء البرلمان.
ثالثاً: ما هى نوعية معظم النواب فى النظام الفردى؟
معظمهم يكونون من كبار رجال الأعمال وأصحاب الأراضى والتجار، ولن يدخل الفقراء ومتوسطو الحال. قلة قليلة من المثقفين وأصحاب الرأى والمفكرين سوف تدخل، ولن يدخل الشباب وسوف يكتسحهم التجار، ولن يدخل المجلس ولا قبطى واحد، وفى الأغلب لن تدخل امرأة واحدة وربما عدد يقل عن أصابع اليد سوف يدخل البرلمان.
رابعاً: فى النظام الفردى معظم النواب ستكون وظيفتهم الأساسية هى خدمة أهل الدائرة، يعنى نائب خدمات ماشى بشنطة يجمع إمضاءات من الوزراء، بينما القائمة سوف تفرز نوابا يؤدون واجبهم الرقابى والتشريعى، ولا مانع من خدمة الدائرة.
خامساً: سوف يكلف رئيس الجمهورية حزب الأكثرية بتشكيل الحكومة بمفرده أو ائتلافية، وإذا فشل يكلف البرلمان بتشكيل الحكومة. كيف نشكل الحكومة بعد انتخابات فردية؟
سادساً: هل تريدون برلماناً مشابهاً لبرلمان 2005 به أغلبية كبيرة من النواب الذين ينتمون لأنفسهم فقط (لم يكونوا منتمين للحزب الوطنى) مع 88 نائباً إسلامياً؟ هذا هو الشكل المتوقع لبرلمان الانتخابات الفردية.
سابعاً: ما هو التصور للبرلمان القادم والبرلمان التالى بعد 5 سنوات؟ المؤشرات تقول إن الأحزاب الإسلامية سوف تحصل على 20- 35% من المقاعد. وماذا بعد 5 سنوات؟ إذا كان البرلمان القادم بالفردى فسيؤدى إلى إضعاف الأحزاب السياسية، وأتوقع بعد خمس سنوات عودة قوية للإخوان لا تقابلها قوى حزبية شعبية إذا طبق النظام الفردى.
نقترح نظاما مشتركا، الثلثان لقوائم صغيرة من أربعة إلى ستة أفراد مفتوحة للمستقلين، والثلث للفردى فى دوائر صغيرة، وهذا ممكن بعد زيادة أعضاء البرلمان».
نقلا عن جريدة المصري اليوم