الخطاب السلفى والعلاقة مع إيران

الخطاب السلفى والعلاقة مع إيران

الخطاب السلفى والعلاقة مع إيران

 العرب اليوم -

الخطاب السلفى والعلاقة مع إيران

حسن نافعة

  ما إن بدأت العلاقات المصرية- الإيرانية تتحرك فى الاتجاه الصحيح، بعودة خط الطيران المباشر بين القاهرة وطهران وإبرام اتفاقية لتنشيط السياحة بين البلدين بعد قطيعة دامت أكثر من ثلاثين عاماً، حتى انتفض نشطاء الدعوة والأحزاب «السلفية» وراحوا يعبّرون عن رفضهم التام لهذه الخطوة ويرون فيها بداية لعملية اختراق كبرى لنشر المذهب الشيعى فى مصر. فبعد ساعات قليلة من الإعلان عن وصول أول فوج سياحى إيرانى إلى مدينة أسوان، سارعت الأمانة العامة لحزب «الأصالة» فى هذه المدينة السياحية الجميلة، بإصدار بيان يندد ويستنكر ويطالب الدكتور مرسى بإلغاء اتفاقية التعاون السياحى التى أُبرمت مع إيران «حفظاً للبلاد والعباد من المد الشيعى»، واصفاً هذه الاتفاقية بأنها «مجرد ستار لتغطية مشروع إيران الصفوى الإقليمى العنصرى لنشر المذهب الشيعى بالمنطقة». من الطبيعى أن يثير هذا الخطاب السياسى المتدثر بعباءة الدين، والذى لا يقتصر فى الواقع على حزب الأصالة وإنما تتبناه معظم القوى السلفية فى مصر، قلقاً كبيراً لدى قطاعات واسعة من الشعب المصرى. فهو خطاب يعكس جهلاً واضحاً ليس فقط بحقائق وآليات عمل النظام الدولى المعاصر، وإنما أيضا بجوهر الدين الإسلامى الحنيف، ويتعمد خلط الأوراق وعدم التمييز بين الدولة ونظام الحكم والشعب. فالدولة الإيرانية حقيقة جغرافية ثابتة تضرب بجذورها فى أعماق التاريخ، وشكّلت فى كل المراحل قوة إقليمية كبيرة ومؤثرة على تفاعلات المنطقة برمتها، ومن ثمّ لا تملك الدولة المصرية تجاهلها وعليها أن تتعامل معها، تعاوناً أو صراعاً، بالطريقة التى تحقق مصالحها الوطنية. أما النظام الحاكم فأمر يخص الشعب الإيرانى وحده ويتغير مع الزمن. وفيما يتعلق بالعلاقات المصرية- الإيرانية يلاحظ أنها تأرجحت بين أقصى درجات التعاون، الذى وصل فى بعض المراحل إلى حد المصاهرة بين الأسرتين الحاكمتين فى كلا البلدين، إلى أقصى درجات العداء، الذى وصل فى مراحل أخرى إلى حد القطيعة الكاملة. ولأن مبارك استسهل السير على خطى السادات ثم رضخ بالكامل تماماً للسياسات الأمريكية والإسرائيلية، فقد استمرت القطيعة مع إيران لأكثر من ثلث قرن، وهو أمر غير طبيعى. لذا كان من الطبيعى أن يبدأ التفكير فى تصحيح هذا الخلل بعد اندلاع الثورة فى مصر، ولذا أيضاً تبدو «الانتفاضة» السلفية لعرقلة هذا التطبيع أمراً غير مفهوم وغير مبرر ويثير الريبة. رغم قناعتى التامة بأن لدى إيران الخومينية، مثلما كان لدى إيران الشاهنشاهية، طموحات إقليمية قد تتعارض فى بعض جوانبها مع مصالح مصر الوطنية والتزاماتها القومية. إلا أننى كنت ومازلت على قناعة تامة بأن الدفاع عن هذه المصالح والالتزامات، وفى مقدمتها إجهاض الفتن الطائفية فى المهد وإطفاء ما قد يشتعل منها، يفرض على مصر أن تسعى بكل الوسائل الممكنة لتوسيع منطقة المصالح المشتركة وتطوير علاقات التعاون بين البلدين، وليس تعميق أسباب الصراع كما يريد السلفيون. فلمصلحة من يصبّ هذا الخطاب السلفى الطائفى؟ ما يقلقنى ليس قوة إيران ولكن ضعف مصر، فخذوا بأسباب القوة يرحمكم الله، واحذروا من إدخال الأمة فى هذه المتاهات التى تستنزف طاقتها، ولا تخشوا على الإسلام، فالله وحده هو حافظه وراعيه، وتذكروا أنه دين واحد وإن تعددت مذاهبه. نقلا عنجريدة المصري اليوم 

arabstoday

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 03:56 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 03:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 03:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 03:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 03:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 03:37 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

فلسطين وإسرائيل في وستمنستر

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخطاب السلفى والعلاقة مع إيران الخطاب السلفى والعلاقة مع إيران



GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
 العرب اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab