الرئيس والمسؤولية الوطنية

الرئيس والمسؤولية الوطنية

الرئيس والمسؤولية الوطنية

 العرب اليوم -

الرئيس والمسؤولية الوطنية

حسن نافعة

أكتب هذه الكلمات، صباح الأربعاء، أى قبل ساعات قليلة من قيام رئيس الدولة بتوجيه خطاب إلى الشعب المصرى وصف بأنه مهم. وعندما تصبح هذه الكلمات قابلة للمطالعة من جانب القارئ الكريم سيكون رئيس الدولة قد فرغ من إلقاء خطابه، واستشف منه، كلٌّ بطريقته الخاصة، ما إذا كانت أزمة مصر السياسية فى طريقها إلى الحل أم إلى مزيد من التعقيد. كان بوسعى أن أختار موضوعاً آخر للكتابة غير خطاب لم ينطق به صاحبه بعد، فالقضايا التى تستثير شهية التعليق أو تغرى بالتحليل كثيرة ومتنوعة، غير أن القلق على الوطن من مخاطر اللحظة الراهنة استغرقنى تماماً. لذا رحت، دون إرادة منى، أفكر فيما عسى يمكن للدكتور مرسى أن يقوله للشعب، قبل ثلاثة أيام فقط، من الموعد المضروب للنزول إلى الشارع، للإعلان عن سحب الثقة منه، وللمطالبة بإجراء انتخابات رئاسية جديدة، ومن نهاية المهلة التى حددها الجيش، للتوصل إلى مصالحة وطنية تقى الدولة شر المخاطر التى قد تترتب على حدوث مواجهة بين أنصار الرئيس ومعارضيه فى الشارع. ليس بوسع أحد أن يخمّن ما يجول بفكر الرئيس، أو يرصد طبيعة العوامل المؤثرة على تشكيل رؤيته، فى لحظة خطيرة كهذه. وقد لفت نظرى لجوء بعض المحيطين بالرئيس إلى محاولة مكشوفة، لتخفيض حجم التوقعات، بالتأكيد على أن الرئيس سيقدم فى خطابه كشف حساب عن عام مضى، ولجوء آخرين إلى المبالغة فى إظهار سوء النوايا المضمرة، بالتأكيد على أن خطاب الرئيس سيتزامن مع عملية واسعة النطاق للقبض على كل رموز المعارضة، تعقب الكشف عن ضلوعهم فى «مؤامرة خارجية» تبرر فرض الأحكام العرفية، وإعلان حالة الطوارئ. غير أننى أستبعد حدوث شىء من هذا القبيل، فرصيد الرئيس فى أذهان الأغلبية الساحقة من المواطنين أصبح سالباً، ومن ثم فليس لديه كشف حساب مشرف قابل للعرض عليهم، فى يوم كهذا، اللهم إلا إذا كان الهدف هو الإمعان فى الاستخفاف بالناس، والاستهانة بعقولهم. والحديث عن مؤامرات خارجية بلا أدلة قاطعة أصبح حديثاً ممجوجاً، ومثيراً للسخرية، وإعلان الأحكام العرفية وحالة الطوارئ قد يكون ممكناً من الناحية النظرية، لكن تطبيقه على الأرض، فى ظروف مصر الراهنة، أصبح شبه مستحيل. ولأن هامش المناورة المتاح بات محدوداً جداً، أعتقد أنه لم يعد أمام الرئيس سوى الاختيار بين بديلين كليهما مر: مواجهة مباشرة مع الشعب أو الرضوخ لمطالبه. عقلى يقول إن الرئيس، بحكم تكوينه الأيديولوجى وسجل ممارساته السابقة، سيختار طريق المواجهة غير المباشرة، أما قلبى فلايزال يأمل فى التوصل إلى حل يعكس إحساساً بالمسؤولية. إذا تصرف الدكتور مرسى بدافع من إحساس عميق بالمسؤولية الوطنية، يفترض أن يمليه عليه موقعه كرئيس للدولة، فعليه أن يضمن خطابه ما يلى: 1- القبول من حيث المبدأ بفكرة إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، يمكن الاتفاق على موعدها لاحقاً، والتأكيد على أنه لا يخشى الاحتكام إلى الصندوق، حتى وإن كان فى غير موعده. 2- الإعلان عن استعداده الفورى لتكليف شخصية وطنية، بالاتفاق مع قوى المعارضة الرئيسية وبناء على ترشيحها، بتشكيل حكومة وحدة وطنية تتمتع بكامل الصلاحيات، وتتولى إدارة شؤون الدولة، وتهيئة الأجواء لانتخابات برلمانية ورئاسية متزامنة أو متعاقبة، ولكن بعد أن تكون الحكومة قد حققت ما يكفى من إنجازات على الأرض، خاصة فى مجال إعادة عجلة النشاط الاقتصادى، وهيكلة الأجهزة الأمنية على نحو يكفل تحقيق الأمن والاستقرار للوطن والمواطن. 3- التفاوض مع الشباب الذى يقود حركة «تمرد» على النواحى الإجرائية، وعلى جدول زمنى يضمن تحقيق تلك الأهداف. وإذا حدث ذلك فسيكون خطاب الرئيس بمثابة رسالة جادة لكل من يهمه أمر هذا الوطن، وبالتالى يتعين التعامل معها بالجدية الواجبة. أما إذا تصرف الدكتور مرسى بدافع من إحساسه بالانتماء لجماعة دينية تعتقد أنها على صواب تام وأن الآخرين فى ضلال مبين، أو من واقع قناعته بأن عليه واجباً دينياً يدفع لتمكين جماعته من الهيمنة المنفردة على سلطة ظلت تسعى للوصول إليها طوال ما يقرب من قرن كامل، فعلينا توقع الأسوأ، فمن المتوقع أن يتم تصميم خطابه، فى هذه الحالة، كجزء من إدارة الأزمة وليس حلها، وسوف يشكل بالتالى منعطفاً جديداً على طريق المواجهة وليس الحل. وإن غداً لناظره قريب. نقلا عن جريدة المصري اليوم 

arabstoday

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 03:56 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 03:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 03:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 03:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 03:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 03:37 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

فلسطين وإسرائيل في وستمنستر

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرئيس والمسؤولية الوطنية الرئيس والمسؤولية الوطنية



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab