مشروع صهيونى لتفتيت الوطن العربى «1 5»

مشروع صهيونى لتفتيت الوطن العربى «1- 5»

مشروع صهيونى لتفتيت الوطن العربى «1- 5»

 العرب اليوم -

مشروع صهيونى لتفتيت الوطن العربى «1 5»

حسن نافعة

 1- مقدمة: لم تكن أحوال الوطن العربى قبل اندلاع الثورات العربية على ما يرام، فقد كانت ملايين المواطنين فى العراق وفلسطين ولبنان والصومال والسودان تتعرض يومياً للقتل والتنكيل، أو للسجن والتعذيب، أو للطرد والتهجير، أو للقمع والترحيل، أو للجوع والتشريد. ورغم مضى أكثر من عامين على انطلاق قطار الثورات العربية، إلا أن هذه الثورات لم تحقق أهدافها الرئيسية ولم يصل قطارها بعد إلى محطته النهائية، ومازال الطريق أمامها طويلاً وشاقاً. يدرك كثيرون أن التدهور الذى أصاب الوطن العربى يعود إلى عوامل داخلية فى الأساس، غير أن التحديات الخارجية التى تحول دون انطلاق الشعوب العربية نحو التقدم والرقى كثيرة، ومن ثم لا يجوز التقليل من شأنها أبداً. وفى تقديرى أن المخططات التى تستهدف تفتيت العالم العربى وإعادة رسم خريطة المنطقة على أسس طائفية هى أخطر هذه التحديات على الإطلاق. ولأن قوى إقليمية ودولية معادية تحاول استثمار بعض التفاعلات المرتبطة بالثورات العربية لوضع هذه المخططات موضع التنفيذ، فقد رأينا أن نعيد تذكير شبابنا، من خلال هذه السلسلة من المقالات، ببعض ما يحاك لهذه المنطقة. فى فبراير عام 1982 نشرت مجلة «كيفونيم» الإسرائيلية دراسة بعنوان «استراتيجية لإسرائيل فى الثمانينيات» كتبها دبلوماسى إسرائيلى سابق يدعى أوديد ينون Oded Yinon. وحين تنبهت رابطة الخريجين الأمريكيين العرب لخطورة هذه الدراسة قامت بتكليف الناشط الحقوقى الإسرائيلى المعروف وأستاذ الكيمياء العضوية، إسرائيل شاهاك، بترجمتها إلى الإنجليزية ونشرت تحت عنوان: «الخطة الصهيونية للشرق الأوسط - The Zionist Plan for the Middle East»، مصحوبة بمقدمة وخاتمة. وقد أكد شاهاك فى تقديمه لهذه الدراسة أنها أشمل ما كُتب فى إسرائيل حول هذا الموضوع وتعكس حقيقة ما يجول بالعقل الصهيونى. أما فى الخاتمة فقد حاول التعرف على الأسباب التى تدفع بمجلة إسرائيلية لنشر دراسة كاشفة لنوايا ومخططات الحركة الصهيونية، وطرح تفسيرين مقنعين إلى حد كبير. الأول: يتعلق برغبة الحركة الصهيونية فى تثقيف الأجيال الجديدة فى النخبة الإسرائيلية، خاصة العسكرية، وتوعيتها بما يدور فى عقل الآباء المؤسسين حول أمور خطيرة كان تداولها يقتصر حتى وقت قريب على تلقين شفهى تبين أن به عيوبا كثيرة، وهو ما يفسر الاكتفاء بنشر هذه الدراسة بالعبرية فقط. والثانى: استهانة الحركة الصهيونية بقدرة العقل العربى على التعامل الواعى مع ما تضمنته هذه الدراسة من خطط تهدد مصالحه الاستراتيجية بسبب افتقاره للنهج العلمى وغياب آليات فعالة لصنع القرار الجماعى على مستوى العالم العربى ككل. تطرح دراسة «ينون» رؤية لما يتعين أن تكون عليه استراتيجية الحركة الصهيونية فى التعامل مع العالم العربى، ودارت حول محورين: الأول: يتعلق بالبنية الديموغرافية والاجتماعية والثقافية للمنطقة. المحور الثانى: يتعلق السبل الكفيلة بتحقيق أمن الدولة اليهودية بمعناه المطلق. وفيما يتعلق بالمحور الأول، تؤكد الدراسة أن العالم العربى ليس كتلة واحدة متجانسة، إثنيا أو دينياً أو اجتماعياً، وإنما يضم تشكيلة أو خلطة غير متجانسة «موزاييك» تتصارع داخلها قبائل وطوائف وأقليات قومية وعرقية ودينية ومذهبية وغيرها، وأن «الدول العربية» القائمة حاليا صنعتها مصادفات تاريخية كمحصلة للتفاعل بين أطماع قوى خارجية (الاستعمار التقليدى ثم الحديث) وطموحات داخلية (جسدها قبائل وعشائر وحركات سياسية واجتماعية متنوعة). ولأنها دول لا تقوم على أسس راسخة وقابلة للدوام، فمن السهل تفكيكها وإعادة تركيبها على أسس جديدة، وهو ما يتعين على إسرائيل، من وجهة نظر «ينون»، أن تعمل عليه بكل طاقتها. أما فيما يتعلق بالمحور الثانى فتؤكد الدراسة أن أمن إسرائيل لا يتحقق بالتفوق العسكرى وحده، رغم أهميته القصوى، ومن ثم تبدو الحاجة ماسة لتفكير استراتيجى من نوع جديد ومختلف يرتكز على عدم السماح بوجود دول مركزية كبرى فى المنطقة، والعمل على تفتيت ما هو قائم منها وتحويله إلى كيانات صغيرة تقوم على أسس طائفية أو عرقية. فإذا نجحت الحركة الصهيونية فى تحقيق هذا الهدف الاستراتيجى فإنها تكون قد ضربت عصفورين بحجر واحد: تحويل إسرائيل إلى دولة طبيعية فى محيطها تقوم على نفس الأسس التى تقوم عليها الدول المجاورة، ولأنها ستكون الدولة الأكبر والأقوى والأكثر تقدما فى المنطقة، فسوف تصبح مؤهلة طبيعيا لقيادتها والتحكم فى تفاعلاتها والقيام بدور ضابط الإيقاع فى صراعاتها. ولفهم ما انطوت عليه هذه الدراسة «الوثيقة» من خطورة، والدلالات المتعلقة بتوقيت نشرها، يتعين أن نأخذ فى الاعتبار: 1- أنها نُشرت بعد أقل من ثلاثة أعوام من إبرام معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، وبعد حوالى ثلاثة أشهر فقط من اغتيال السادات، وقبل إتمام الانسحاب الإسرائيلى من سيناء (25 نيسان - إبريل 1982). 2- أن إسرائيل أقدمت على غزو شامل للبنان بعد أقل من أربعة أشهر على نشرها، وبدا سلوكها آنذاك وكأنه تطبيق حرفى لما ورد فى هذه الوثيقة. وربما كان هذا هو السبب الذى دفع برابطة العرب الأمريكيين إلى الاهتمام بها وترجمتها ونشرها فى ذات العام. 3- تبين لاحقاً، وبما لا يقبل أى مجال للشك، أن إسرائيل لعبت دورا محوريا فى إقناع الإدارة الأمريكية فى عهد بوش الابن بأهمية غزو واحتلال العراق، كما تبين أن سلوك الاحتلال الأمريكى تجاوب تماما مع أهداف الحركة الصهيونية التى تضع تقسيم العراق على رأس أولوياتها. كنت قد كتبت عن هذه الدراسة الخطيرة سلسلة من المقالات نشرت فى عدد من الصحف العربية عام 2007، غير أن ما يجرى فى العالم العربى منذ انطلاق قطار الثورات العربية حتى الآن يثير المخاوف من جديد ويحث على ضرورة إعادة تذكير الأجيال الشابة بما يحاك لها من مؤامرات خارجية، خاصة من جانب الحركة الصهيونية. لذا أستأذن القراء الكرام فى إعادة تلخيص نشر هذه السلسلة من المقالات، والتى ربما لم يطلع عليها الكثيرون، وذلك بعد تحديثها وربطها بالأحداث الجارية حاليا فى العالم العربى. وسوف أخصص مقال الأسبوع القادم للحديث عن مخطط تقسيم مصر، ثم سأتناول تباعا مخططات تقسيم المشرق العربى، ثم منطقة الخليج وشمال أفريقيا، وسوف أنهى هذه السلسلة بمقال ختامى يستهدف وضع دراسة «ينون» فى سياق التطورات التى طرأت على المنطقة منذ نشر هذه الدراسة حتى الآن واستخلاص الدروس المستفادة. نقلا عن جريدة المصري اليوم

arabstoday

GMT 07:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 07:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 06:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 06:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 06:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 06:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 06:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مشروع صهيونى لتفتيت الوطن العربى «1 5» مشروع صهيونى لتفتيت الوطن العربى «1 5»



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab