السيرة أطول من العمر

السيرة أطول من العمر

السيرة أطول من العمر

 العرب اليوم -

السيرة أطول من العمر

بقلم - كريمة كمال

حقًّا، السيرة أطول من العمر.. صدقت هذه المقولة وتتأكد عندما نجد رد الفعل على رحيل الوطنى المخلص جورج إسحق فى الكلمات التى كتبت عنه فى مواقع التواصل الاجتماعى من الجميع، مسلمين ومسيحيين، سياسيين ومواطنين عاديين، مثقفين وفنانين.. رحل جورج إسحق بالجسد وبقى حيا فى ذاكرة الوطن.

يعى المصريون قيمة الوطنى المخلص الذى وهب حياته لوطنه، والذى لم يشغله فى حياته سوى وطنه ووطنه فقط.. عرفته من دوره فى حركة «كفاية»، فى وقتٍ كانت فيه المعارضة تمثل تحديًا كبيرًا، كما عرفته من خلال حركة «مصريين ضد التمييز الدينى»، ثم تابعت انضمامه لـ«الجمعية الوطنية للتغيير».

فى كل نشاط سياسى كان جورج إسحق حاضرًا، وظلت صورته وهو يحمى المسلمين فى صلاتهم فى ميدان التحرير فى ثورة يناير هى أحب صوره إلى نفسى وإلى نفس العديد من المصريين الذين يؤمنون بوحدة نسيج هذا الوطن.

بالنسبة لى يمثل جورج إسحق ليس نموذج الوطنى المخلص فقط، بل يمثل لى بالذات نموذج القبطى المسيحى الذى لم ينعزل عن نسيج مجتمعه.. لم يختبئ جورج إسحق داخل جدران الكنيسة كما كان يفعل البعض من الأقباط فى ذلك الوقت، بل احتفظ بمسيحيته داخل قلبه وعقله واندمج داخل المجتمع المصرى كأى مصرى.. بل إنه وهو الأرثوذكسى كان أمينا عاما لأمانة المدارس الكاثوليكية فى مصر التى كانت تقيم الكثير من الأنشطة، من حفلات.

ودورات تدريبية فى عمق الصعيد فى الأقصر وأسيوط كان يشارك فيها الجميع، وكان من الطبيعى أن تجد المشاركين من المسلمين والمسيحيين، ومن السيدات: محجبات وغير محجبات، كانت أنشطة لكل المصريين.

لم يكن فقط أمينا عاما لأمانة المدارس الكاثوليكية بل كان أيضا أمينا عاما لحركة كفاية، وكان هذا لافتا للكثيرين، وهو المسيحى الديانة الذى لم تحده الانتماءات الجزئية عن الانتماءات الوطنية، بل كان انتماؤه لمصر واضحا وضوح الشمس، وهو مثالٌ مهمٌ جدا أن نتوقف أمامه طويلًا لنؤكده.

عاش جورج إسحق كمصرى قبل كل شىء آخر، وهو ما يجب أن نتوقف عنده ونؤكده لكى يكون مثالا لكل مصرى.. يجب ألا نغفل أن كثيرا من المسيحيين المصريين لا يشاركون فى أنشطة المجتمع المصرى الأخرى سواء كانت أنشطة المجتمع المدنى من أحزاب سياسية وجمعيات أهلية ومنظمات أهلية، أو كيانات سياسية.

ولا نستطيع أن نغفل أن ثورة يناير قد أحدثت اختلافا ولو يسيرا فى ذلك من مشاركة الكثيرين فى الأنشطة السياسية، وبالذات فى تكوين الأحزاب السياسية، وأن هذا الخروج كان محمودا من أى مراقب للمجتمع المصرى وحركته الاجتماعية والسياسية.

من هنا يجب أن نراقب نموذج جورج إسحق المسيحى المصرى، أو بالأصح المصرى المسيحى الذى عاش مصريا وشارك فى حركة مجتمعه بكل الأشكال والطرق، ولم يمنعه شىء عن هذا.. نموذج يجب أن يحذو حذوه كل مصرى وكل مسيحى، فأخطر شىء على مجتمعنا المصرى أن يعيش المسيحى داخل أسوار كنيسته وينعزل عن مجتمعه المصرى ولا يكون جزءًا من حركته الاجتماعية والسياسية.

هذا الهدف يجب أن يسعى له الجميع، الدولة والمواطنون، فيجب ألا تكون الهوية الدينية حائلا دون تفاعل الهوية الوطنية.. إن اندماج الجميع فى الوطن وحركته هو الهدف الأسمى، وإعلاء الهوية الأعم على الهوية الجزئية هو المطلوب، ومن هنا يجب أن ننظر إلى نموذج جورج إسحق الوطنى المصرى الحق.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السيرة أطول من العمر السيرة أطول من العمر



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
 العرب اليوم - أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد

GMT 14:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كوليبالي ينفي أنباء رحيله عن الهلال السعودي

GMT 03:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 20:22 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد الأوروبي يعلن صرف 10 ملايين يورو لوكالة "الأونروا"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab