مرة أخرى المشكلة السكانية

مرة أخرى.. المشكلة السكانية

مرة أخرى.. المشكلة السكانية

 العرب اليوم -

مرة أخرى المشكلة السكانية

بقلم - كريمة كمال

أمضيت سنوات طويلة من حياتى الصحفية فى الاهتمام بالقضية السكانية بالذات، وترددت سنوات طويلة على المجلس القومى للسكان، الذى كان يترأسه الدكتور ماهر مهران، وحضرت العديد من المؤتمرات السكانية، سواء داخل مصر أو حتى خارجها، دولية كانت أو محلية.. بل إننى شاركت فى وفد رسمى ذهب إلى جنوب آسيا (الهند وتايلاند وإندونيسيا) للاطلاع على التجربة السكانية فى هذه الدول.. كل ذلك كان من أجل الوصول إلى استراتيجية سكانية تسعى ليس فقط إلى تحديد النسل، كما كان يطلق عليه، بل تسعى إلى الوصول إلى مقومات سكانية صحيحة، وتوفير كل ما يحتاجه السكان من عناصر تكفل لهم ما يجب أن يتوافر لهم.

وبحكم هذه الرحلة الطويلة فى عالم القضية السكانية، أستطيع أن أقول الآن إننى اندهشت من إعادة الحوار مرة أخرى حول هذه القضية الأزلية.. وسبب اندهاشى أن هذه القضية قد شهدت طوال عقود ماضية غيابا تاما طوال عقود، ثم ظهور مرة أخرى إلى السطح وكأننا نكتشفها من جديد، أو كأننا لم نتطرق لها من قبل.. ولذلك فنحن قد عاصرنا أوقاتًا كانت فيها هذه القضية فى الصدارة، وبالتالى كانت هناك استراتيجية يتم تنفيذها، ومراكز لتنظيم الأسرة فى كل مكان، ودعاية تصل إلى كل مكان، وبالتالى نتائج لانخفاض نسبة المواليد، ثم فجأة يغيب كل هذا سنوات طويلة وكأنه لم يكن موجودا أو مستهدفا، ليعود مرة أخرى فى الصدارة وكأنما أدركنا أهميته.. بل مرة أخرى نعود الى نفس النقطة ونفس الجدل.. نعود إلى «خلق الله العالم».. نعود لنتساءل: هل نسعى لتقليل حجم السكان؟ هل نسعى لتحديد النسل أم أن زيادة النسل هى قوة يمكننا استغلالها فى الإنتاج؟.. نفس الجدل القديم وكأننا لم نحسمه بعد، وكأننا نواجه المشكلة للمرة الأولى ونبحث لها عن حل.. لا توجد استمرارية لاستراتيجية واحدة، بل مواجهة، ثم غياب، ثم مواجهة، فغياب، لذلك لا نحقق أى نتائج ملموسة.

هل نسى الكبار منا حملة «حسنين ومحمدين» أو غيرها من الحملات الإعلانية التى سعت للوصول إلى الناس وإقناعهم بتحديد النسل؟، بل هل نسى الكثير منا الحديث عن البحث عن حوافز إيجابية يمكن منحها للأسر الصغيرة والكثير من الحلول التى طرحت وتمت مناقشتها ثم غابت تمامًا؟!.. لقد مررنا بأربعة عقود كاملة شهدنا فيها حملات لتنظيم الأسرة واحترنا: هل نطلق عليها تنظيم الأسرة أم نطلق عليها الصحة الإنجابية؟، ثم غابت القضية تمامًا لتعود مرة أخرى الآن إلى الصدارة ونجد من يخرج علينا من نواب البرلمان ليؤكد أن الهدف ليس تنظيم النسل فقط، بل تحسين المقومات السكانية وكأنما نواجه القضية للمرة الأولى ونجد الحل للمرة الأولى أيضا.

إن حل المشكلة السكانية لا يتوفر بمواجهتها أحيانا ونسيانها أحيانا أخرى، فكل دول العالم التى واجهت الزيادة السكانية وضعت استراتيجية ثابتة وسارت عليها دون توقف، بل أكدت هذه الاستراتيجية على مر العقود، سواء كانت هذه الاستراتيجية تهدف إلى تقليل عدد السكان، أو الاستفادة من الزيادة السكانية. والدول التى أوقفت هذه الاستراتيجية لتنتقل إلى استراتيجية أخرى مثل الصين فعلت هذا بعد أن حققت الاستراتيجية الموضوعة هدفها وباتت فى حاجة إلى استراتيجية جديدة طبقا لتغير الأوضاع.

نحن الآن، مرة أخرى، نواجه المشكلة السكانية وكأنما نواجهها للمرة الأولى.. فهل نضع استراتيجية ثابتة وهدفا ثابتا نسعى للوصول إليه أم نهتم بالمشكلة السكانية فترة ثم نعود لننساها مرة أخرى، حتى تقفز مرة أخرى إلى الصدارة وكأننا لم نمر بها من قبل، ولم نناقشها من قبل، ولم نضع الحملات والاستراتيجيات من قبل؟

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مرة أخرى المشكلة السكانية مرة أخرى المشكلة السكانية



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 21:48 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة
 العرب اليوم - انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة

GMT 09:23 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
 العرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 18:34 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

جماعة الحوثي تعلن تنفيذ 3 هجمات على أهداف حيوية في إسرائيل
 العرب اليوم - جماعة الحوثي تعلن تنفيذ 3 هجمات على أهداف حيوية في إسرائيل

GMT 09:23 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

سوسن بدر تخوض تجربة فنية جديدة
 العرب اليوم - سوسن بدر تخوض تجربة فنية جديدة

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
 العرب اليوم - الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 05:57 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

المحنة السورية!

GMT 07:17 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

اليمامة تحلّق بجناحي المترو في الرياض

GMT 19:01 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور

GMT 22:51 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء شمال خان يونس "فوراً" قبل قصفه

GMT 20:03 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

القبض على موظف في الكونغرس يحمل حقيبة ذخائر وطلقات

GMT 20:27 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

دعوى قضائية على شركة أبل بسبب التجسس على الموظفين

GMT 22:06 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

إيقاف واتساب في بعض هواتف آيفون القديمة بدايةً من مايو 2025

GMT 08:16 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

وفاة أسطورة التنس الأسترالي فريزر عن 91 عاما

GMT 18:35 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

العراق ينفي عبور أي فصيل عسكري إلى سوريا

GMT 18:29 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

قصف إسرائيلي على مناطق جنوب لبنان بعد هجوم لحزب الله

GMT 17:20 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد توجه رسالة مؤثرة إلى لبلبة

GMT 18:45 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ولي العهد السعودي يستقبل الرئيس الفرنسي في الرياض

GMT 11:32 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الاحتلال ينسف مبانى بحى الجنينة شرقى رفح الفلسطينية

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 11:35 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

فقدان ثلاثة متسلقين أثناء صعودهم لأعلى قمة جبل في نيوزيلندا

GMT 21:48 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة

GMT 08:11 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

ارتفاع حصيلة ضحايا فيضانات تايلاند إلى 25 قتيلا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab