الحبس ليس الحل

الحبس ليس الحل

الحبس ليس الحل

 العرب اليوم -

الحبس ليس الحل

بقلم: كريمة كمال

هل هناك أحد لا يعرف أن هناك عجزا فى الأطباء فى مصر؟ هل هناك أحد لا يدرك أن هذا العجز سببه أن الأطباء «بيطفشوا»، بالتعبير البلدى، من مصر نتيجة لأسباب عديدة لا تخفى على القائمين على الأمر فى حكومتنا الرشيدة ولا عن وزارة الصحة والقائمين عليها، وهنا يصبح السؤال: هل هناك من يسعى لوقف نزيف هجرة الأطباء الذين تستقبلهم الدول الأخرى بالترحاب وبالظروف الجيدة نتيجة لسمعتهم الجيدة.. هل هناك من يدرس هذه الأزمة التى تستفحل يوما بعد يوم بالعجز فى عدد الأطباء، ويبحث عن الحل أو بمعنى آخر الحلول للأزمة وإيقاف الهجرة.. يبدو أن العكس هو الصحيح، فبدلا من أن تتم معالجة مشاكل الأطباء يقرر القائمون على الأمر حبسهم داخل البلاد حتى لا يخرجوا منها، فقد نشرت إحدى وسائل الإعلام خبرا يذكر أن وزير الصحة يطالب باستثناء الأطباء والممرضين من قرار رئيس الوزراء الخاص بالسماح بإجازات العمل بالخارج، وإطلاق مدتها، وعلل الخبر ذلك بوجود عجز فى أعداد الأطباء والتمريض، أى أن الحل الذى فكروا أن يلجأوا له هو حبس الأطباء ومنع سفرهم، فهل سيمنع هذا الحبس الأطباء من الهجرة إلى الخارج، أم أنه فى الواقع سيدفع الأطباء إلى تقديم استقالتهم والسفر من أجل الحصول على وضع أفضل أو حتى أن يمتنع الطبيب عن العمل حتى يصدر قرار بفصله فيخرج للعمل بالخارج.

هل لم يجد القائمون على الأمر حلا لمشكلة عجز الأطباء سوى بحبسهم داخل البلاد؟ هل لم يكن الأجدى مناقشة مشاكل الأطباء ووضع حلول جذرية لها تمنح الأطباء حقوقهم، سواء فى مقابل مادى منطقى وعادل أو بيئة عمل آمنة أو توفير فرص لعمل دراسات عليا أو الحصول على تدريب جيد، كل ما يشكو منه الأطباء منذ سنوات طويلة، دون أن يتم التصدى له بالحل، وبدلا من ذلك لا تجدون لديكم طريقة للمواجهة سوى حبس الأطباء فى الداخل، ومنعهم من السفر للعمل بالخارج مما سيزيد من الأزمة بدلا من أن يحلها.

وضع الأطباء معروف منذ زمن طويل ولم يتم حل مشاكلهم، بل على العكس تم الضغط عليهم بقرارات متعنتة وأوضاع مستحيلة مما دفع العديد منهم للهجرة إلى الخارج، وهو ما سيستمر، بل سيزيد إذا ما كان من يدير الأمور لا يسعى لحل مشاكلهم، بل يفكر فى المزيد من التقييد لهم.. استمعوا إلى الأطباء، اعقدوا جلسات مع ممثليهم فى النقابة لتعرفوا حقيقة ما يعانونه من مشاكل.. لا تفكروا بعيدا عن أصحاب المشكلة، بل اعرفوا حقيقة ما يتعرضون له وما يعانون منه ثم ابحثوا عن حلول جذرية لها وإلا سوف يستمر نزيف هجرة الأطباء، بل وسيزداد يوما بعد يوم.

وزارة الصحة من أهم الوزارات فى مصر، وبقاؤها بلا وزير كل هذه المدة يزيد من حدة مشاكلها، وربما يكون القائم بأعمال الوزير لا يدرك حجم مشاكل الأطباء وسط كل مشاكل الوزارة التى هى فى الأساس ليست وزارته، بل عبء يحمله على كاهله، إلى جانب عبء وزارته الأصلية، لذا فمن المؤكد أن وجود وزير للصحة مسؤول عنها فقط سيكون أكثر تفرغا لمواجهة مشاكلها العديدة، وعلى رأسها مشاكل هجرة الأطباء الناجمة عن تعرضهم للعديد من المشاكل والأوضاع الصعبة، واستمرار ذلك لسنوات عديدة، حتى لم يعد هناك حل سوى الهروب منها إلى خارج البلاد طالما لا يتم حلها، بل تزداد سوءا يوما بعد يوم.. واجهوا هذه المشاكل بشكل حقيقى وإلا سيزداد نزيف الأطباء يوما بعد آخر.

 

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحبس ليس الحل الحبس ليس الحل



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 18:44 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

السعودية تؤكد دعمها الثابت لقيام دولة فلسطينية
 العرب اليوم - السعودية تؤكد دعمها الثابت لقيام دولة فلسطينية

GMT 12:53 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

محمد هنيدي يخوض تجربة فنية جديدة في السعودية
 العرب اليوم - محمد هنيدي يخوض تجربة فنية جديدة في السعودية

GMT 02:54 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

انتشال جثث 39 شهيدًا من غزة بعد أشهر من الحرب

GMT 03:50 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

الاتحاد الأوروبي يحاول تجنب حرب تجارية مع أميركا

GMT 09:30 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

ماذا ينتظر العرب؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab